أثير-تاريخ عمان
إعداد: د. محمد بن حمد العريمي
على مدى نحو خمسين عامًا قضاها في خدمة عمان قائدًا، وأبًا، وأخًا، وملهمًا، وموجّهًا حرص السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور – طيّب الله ثراه – على الاقتراب من كافة الملفات المتعلقة بنهضة عمان الداخلية، وعلاقاتها الخارجية، وكان متابعًا لكل صغيرةٍ وكبيرة تحدث على أرض الوطن، ولا يترك شيئًا للصدفة، كما كان مفكرًا ومنظّرًا لعديد من المشاريع الفكرية والتنموية التي أثبت من خلالها مدى الثقافة التي كان يتمتع بها، ومدى بعد النظر الذي كان يمتلكه، كما تجلى بعد نظره كذلك في مواقف السلطنة من القضايا المحلية والاقليمية والدولية.
“أثير” تستعرض في هذا التقرير خطابًا يعود إلى عام 1974م وجهه السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور – طيّب الله ثراه – إلى مستشاره الاقتصادي في ذلك الوقت يتناول الوضع الاقتصادي في منتصف السبعينات وآلية التعامل مع الموازنات وحدود الإنفاق، وهو واحد من عشرات الخطابات والرسائل والتوجيهات المشابهة التي كان – طيّب الله ثراه – يبعثها ويوجهها للمسؤولين عن الملف الاقتصادي، في دلالةٍ واضحة على المتابعة الحريصة والمستمرة للوضع الاقتصادي من لدن جلالته، ولمدى الفهم والإدراك والثقافة الاقتصادية العالية التي كان يمتلكها جلالته – طيّب الله ثراه -.
“أثير”
نص الخطاب
وفق ترجمة “أثير” فإن نص الخطاب كالتالي:
من قابوس بن سعيد سلطان عمان إلى معالي المستشار الاقتصادي:
نحمد الله على ازدهار بلدنا بعد فترة الكساد التي مر بها بلدنا العزيز، وبعزمنا وثقتنا بالله، وبجهود جميع المسؤولين المخلصين، نحن ماضون في إحياء مجد عماننا العزيزة. وعليه يجب علينا أن نسير بخطى حذرة تسهم في تحقيق الإنجازات المبتغاة وتجنب الأخطاء.
وبالتالي، فيما يتعلق بما سبق ، فقد قررنا الآتي:
- لن تتولى الحكومة تنفيذ أي مشروع رأسمالي قبل يناير 1976 باستثناء الخطط التي تم الاتفاق عليها قبل تاريخ هذا القرار والتي هي قيد التنفيذ.
- يجب على الحكومة إعداد الخطط الرأسمالية لسنة 1976 وتقديمها إلى الدائرة المالية.
- لن يكون هناك أي تعديل في ميزانية عام 1974 باستثناء تلك المتعلقة بتعديل الأجور بنسبة 15% أو التعديلات بعد الزيادات غير المتوقعة في تكلفة المواد.
- لن تتجاوز ميزانية الإنفاق المتكرر لعام 1975 ما قيمته 5 مليون، أو 25% أعلى من عام 1974.
كما أشار السلطان – طيّب الله ثراه – في خاتمة خطابه إلى بعض التحديات التي تواجه عملية النمو الاقتصادي، ومن بينها التضخم بسبب الإقبال الكبير على التشييد والبناء، كما أكد استمرارية النهضة الاقتصادية للسلطنة، والحرص على متابعتها ورعايتها.
المرجع:
- الأرشيف الرقمي للخليج العربي.ملف 8\2224، https://www.agda.ae/