أثير – جميلة العبرية
قال الدكتو خلفان الجابري من جامعة السلطان قابوس بأن التعليم كان رسالة ضمنية وهو الشغل الشاغل لجلالة السلطان الراحل قابوس بن سعيد-طيب الله ثراه- مدللا على ذلك بمشاهد وصور حضور جلالته إلى المدارس وهو بزيه العسكري.
جاء ذلك في جلسة حوارية حضرتها “أثير” عن “إضاءات حول التعليم في نهج جلالة السلطان الراحل قابوس بن سعيد-طيب الله ثراه-”

وقال الدكتور الجابري: “نجد في خطابي جلالة السلطان الراحل بمناسبة زيارته لجامعة السلطان قابوس وافتتاح المركز الثقافي أنهما رسما ملامح فكر التعليم وملامح تربوية، كما رسما لملامح حركة التعليم ثقافيًا واجتماعيًا وسياسيًا، وهما انفتاح على عدة حريات منها حرية التعبير والتفكير”.

مضيفًا بأن المتتبع لخطابات جلالة السلطان وحرصه على تعليم المرأة ينظر إلى الاهتمام الجاد بتعليم المرأة والحرص على تمكينها، ضاربا مثالا بحديثه مع أوائل المعلمات العمانيات وهي “خضرة بنت سالم رجب” في محافظة ظفار، وعن زيارة جلالة السلطان الراحل للمدرسة التي كانت تدرس فيها وطلب حضور حصتها عند علمه بوجود معلمة عمانية في هذه المدرسة.

وفي الجلسة، أشار المكرم الدكتور محمد الشعيلي عضو مجلس الدولة إلى أن التعليم يعد ركنا أساسيا في تطور كل الشعوب وجميع الأمم، وحضرة صاحب الجلالة اهتم بهذا الجانب اهتماما كبيرا، والدليل على هذا الاهتمام ترجمه جلالة السلطان قابوس -رحمه الله- في كثير من الجوانب أهمها التعليم العام من خلال إنشاء المدارس والمؤسسات التي تعنى بالتعليم العالي والتي بدأت حتى قبل إنشاء وزارة التعليم العالي، فمن المعروف أن جامعة السلطان قابوس افتتحت عام 1986 بينما وزارة التعليم العالي كانت في عام 1994، فمن عام 1970 إلى 2020 لدينا في السلطنة 70 مؤسسة تعنى بالتعليم ما بين كليات وجامعات ومعاهد وغيرها من المؤسسات التي تدعم هذا الجانب طبعا بخلاف التعليم العام والمدارس.

وأضاف الشعيلي: الجولات السامية كذلك أسهمت إسهامًا كبيرا في إنشاء المدارس في العديد من المناطق، فمن المعروف أن هذه الجولات كانت من العناصر التي اعتمدت عليها السلطنة، فجلالة السلطان عادة يفترش صحراء إحدى الولايات وهو ما ساعد في ظهور التجمعات السكانية والخدمات من مدارس ومراكز صحية، مثلما حدث في الوسطى وتحديدًا مدينة هيماء، وكذلك عملية تسمية المدارس في تلك الفترة كانت مشتركة ما بين جلالة السلطان ووزارة التربية، فقد شكلت لجنة من أجل تحديد أسماء المدارس، فبعض من هذه الأسماء كانت ترفع لجلالة السلطان لإبداء الرأي حولها، كما أنه -رحمه الله- كان لديه عدد من الأسماء التي طرحها لأسماء المدارس، وأيضا أمر جلالته بتشكيل لجنة لاختيار الطلاب المبتعثين ولزيارة الدول التي كان يدرس فيها هؤلاء الطلاب وتذليل كافة الصعاب التي يمكن أن تحول بينهم وبين الدراسة.

موضحًا الشعيلي بأن المناهج التي تستخدم في التدريس هي مناهج دول عربية وبعضها حتى خليجية، وأن جلالته رحمه الله كان متابعا لمسألة المناهج وتحديدًا الدول التي يمكن الاعتماد عليها سواء في اختيار المناهج أو في التعاقد معهم في تلكم الفترة.

من جانبه، ذكر الدكتور حميد النوفلي من اللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم بأن جلالة السلطان الراحل قابوس بن سعيد طيب الله ثراه كان حريصًا على تعليم العمانيين وابتعاثهم للدراسة في الخارج وفي الجامعات والمعاهد منذ بدايات النهضة المباركة، مستطردًا حديثه في الجلسة “كان -طيب الله ثراه- واسع الأفق وكان عينا على الداخل وعينا على الخارج، نتحدث عن الظروف الإنسانية الصعبة التي كانت في بدايات تسلمة الحكم في البلاد والتي كانت ممزقة ومفرقة كما كانت الظروف غير مهيأة، والمنطقة الجنوبية كانت في ظروف صعبة جدا، الفقر والتخلف والجهل والمرض مع هذه المعاناة ومع هذا المشهد؛ نجد أن صاحب الجلالة السلطان قابوس كان مفعمًا بروح العمل وينظر للبعيد. مشيرًا إلى السلطنة كان لها حضور واضح وكبير في المنظمات الدولية منها منظمة الأمم المتحدة، فجلالة السلطان -رحمه الله- أراد أن تكون لعمان صلات قوية، حيث انضمت السلطنة إلى اليونسكو في وقت مبكر عام 1972 وكان الوضع صعبًا آنذاك، كذلك انضمت السلطنة للمنظمة العربية للثقافة والعلوم عام 1973م، وفي بداية السبعين كانت هناك جهود كبيرة لليونسكو في إكمال البنية التحتية للتعليم فكثير من برامج اليونسكو كانت تنفذ في عمان شأنها شأن أي دولة تحتاج للمساعدة.