أخبار

شاب عُماني من موظف بسيط إلى صاحب شركة للمياه

شاب عُماني من موظف بسيط إلى صاحب شركة للمياه
شاب عُماني من موظف بسيط إلى صاحب شركة للمياه شاب عُماني من موظف بسيط إلى صاحب شركة للمياه

أثير – ريما الشيخ

الاجتهاد لا يأتي بالأحلام، بل بالعمل، وكما يقال لكُل مُجتهد نصيب، وهنا جاءت جهود المهندس عبدالله المسهلي بما كان يريد الوصول إليه بصبره وإرادته، فقصته قد تلهم أي شاب طموح يحلم بتحقيق آماله وإن طالت الأيام.

الشاب العماني البالغ من العمر ٣٤ عامًا من أسرة متوسطة الدخل ومن مواليد محافظة ظفار، يسرد لـ”أثير” قصة نجاحه التي يراها متواضعة رغم أنها تحمل رسالة لشبابنا بأن الغد يُبنى بالجهد والكفاح.

حيث يروي لنا عبدالله بأنه تخرج من الثانوية بمعدل لم يُؤهله لدخول الجامعة أو الحصول على منحة دراسية، فتكفل أخوه الأكبر بدراسته على نفقته الخاصة في تخصص حفر الآبار بجامعة ظفار. حصل عبدالله على الدبلوم لكنها لم تمنحه وظيفة، إما أن يستسلم لواقعه أو يواصل لينال مراده، فبدأ بالبحث في كل شيء حوله، حينها كان يملك دخلًا سيارة (بيك أب) ينقل عليها الخضار والفواكه منذُ ساعات الفجر الأولى إلى منتصف النهار، فكانت فترة صعبة في حياته كأب وباحث عن عمل.

شاب عُماني من موظف بسيط إلى صاحب شركة للمياه
شاب عُماني من موظف بسيط إلى صاحب شركة للمياه شاب عُماني من موظف بسيط إلى صاحب شركة للمياه

واصل عبدالله متعلقًا بالأمل والتفاؤل، وهما نافذتان صغيرتان، مهما صغر حجمهما، إلا أنهما تفتحان آفاقًا واسعة في الحياة، وهكذا فُتحت أبواب الفرج لعبدالله بالأوامر السامية من السلطان قابوس بن سعيد -طيب الله ثراه- بتوظيف 50 ألف باحث عن عمل في 2011م، يقول: كنتُ مُتفائلا بأن الحال لن يستمر هكذا، وكنتُ أعلم بأن الوضع سيتغير، وتوظفتُ والحمدلله وكان أشبه بالحلم، فكانت أقرب وظيفة لتخصصي في المديرية العامة للمياه، ومن أول يوم عمل لي كنتُ أجتهد في العمل ومنضبطا، وفي فترة بسيطة استطعت أن أثبت جدارتي في العمل ومن المتميّزين، فكنتُ شابا طموحا مثل أغلب الشباب العُماني.

ولتصل إلى النجاح في عمل ما، فأنت تحتاج إلى ثلاث: الموهبة والدراسة والتمرين، وهذا ما قرر فعله عبدالله، فالتحق لدراسة البكالوريوس في الهندسة الميكانيكية بجامعة السلطان قابوس خلال الفترة المسائية، فرغم التحديات بالعمل والدراسة ورعاية الأسرة، إلا أنه تمكن بعد أربع سنوات من الاجتهاد، وتخرج منها بدرجة امتياز مع مرتبة الشرف، وقرر بعد ذلك الإقبال على دراسة الماجستير بعد اجتيازه عددًا من الاختبارات وانتقل لمحافظة مسقط لتكملة مشواره العلمي، ولكن شاءت الأقدار غير ذلك.

يقول المهندس عبدالله: كانت لي زيارات متعددة لصديق يملك مصنع مياه، وكان يتواصل معي كي يستشيرني في الأمور الفنية بحكم تخصصي في المياه، فكنتُ أذهب لمصنعه، وهنا بدأت فكرة افتتاح شركتي الخاصة بمجال المياه تدور في ذهني، فرأيتُ في هذا المشروع فرصة ذهبية كي أبدأ حياة جديدة ومختلفة عن الواقع الذي كنت فيه، فقمتُ بتأجيل دراسة الماجستير، وبالرغم إني اعتبرتها مجازفة، لكنني بدأتُ بدارسة المشروع من جميع النواحي الفنية والإدارية والمالية، وسافرتُ لعدة دول لزيارة المصانع، منها إيران وقطر والإمارات، فتعلمتُ الكثير من الأشياء، وتحملتُ نفقات السفر وصعوبة الوصول لها بسبب تحفظ بعض الشركات ومنعي من زيارتها، حتى في السلطنة كثير من الشركات اعتذرت لعدم السماح لي بدخول مصانعهم، وكانت إجابتهم “بأن هذا المجال صعب وبه منافسة قوية ويستحال أن تنجح”.

لا يصل المرء إلى عالم النجاح، دون أن يمر بمحطات اليأس والتعب، وصاحب الإرادة القوية لا يُطيل الوقوف في هذه المحطات، وهكذا كان عبدالله، فلم يستسلم لليأس، وآمن أن صفات رواد الأعمال تمتاز بالتيمن والاستبشار بالخير، فواصل البحث عن معلومات التي قد تفيده ليدرس كل الأخطاء والعقبات التي قد يمر بها أي مشروع ليبني عليها خططه وأفكاره لتتضح له الرؤية من جميع النواحي.

شاب عُماني من موظف بسيط إلى صاحب شركة للمياه
شاب عُماني من موظف بسيط إلى صاحب شركة للمياه شاب عُماني من موظف بسيط إلى صاحب شركة للمياه

يوضح عبدالله بقوله لـ”أثير”: بعد البحث المستمر وبعد وضع الخطط لمشروعي واجهتُ عقبة صعبة ألا وهي رأس المال لتمويل المشروع، فتوجهتُ لكثير من البنوك وللجهات التمويلية لكنها كلها باءت بالفشل؛ بسبب عدم توفر الرهن للتمويل وهو كان الشرط الرئيسي لها. فتوجهت إلى صندوق الرفد، والحمدلله حصلتُ على الموافقة النهائية بعد عرض مشروعي للجان، فقط كان عليّ الصبر والتفرغ التام لمشروعي وترك وظيفتي وتأجيل دراستي لأجل غير مسمى، وقمتُ ببيع الأرض التي أتشاركها مع أخي لأستأجر أرضًا صناعية يُقام عليها المشروع وبناء المصنع، لابدأ مشوار جديد مع شركتي “مياه ريا العمانية”.

شاب عُماني من موظف بسيط إلى صاحب شركة للمياه
شاب عُماني من موظف بسيط إلى صاحب شركة للمياه شاب عُماني من موظف بسيط إلى صاحب شركة للمياه

وأضاف: نعم واجهتُ تحديات أخرى مع المقاولين والموردين، لكني كنتُ أتعامل مع الشركات الموثوقة والمضمونة وأتابع كل خطوة في العمل واختيار المكائن وتحليل عروض الأسعار وزيارة الموردين والبحث عن الأفضل من ناحية الأسعار والمواصفات واعتمدتُ على المواصفات العالية والعالمية كوني مهندسا ولدي اطلاع كبير في هذا المجال، وإن شاء الله ستصبح مياه ريا العمانية قريبًا في الأسواق وبجودة عالية.

شاب عُماني من موظف بسيط إلى صاحب شركة للمياه
شاب عُماني من موظف بسيط إلى صاحب شركة للمياه شاب عُماني من موظف بسيط إلى صاحب شركة للمياه

شاب عُماني من موظف بسيط إلى صاحب شركة للمياه
شاب عُماني من موظف بسيط إلى صاحب شركة للمياه شاب عُماني من موظف بسيط إلى صاحب شركة للمياه

وأشاد عبدالله المسهلي في ختام حديثه بصندوق الرفد وموقفه المشرف معه وتوجيهه له في كثير من الأمور،  مختتما ” الحمد لله الذي وفقني ويسر أمري وأشكر جميع الأخوة في منصة تويتر لدعمهم ودعواتهم الطيبة لي، وكذلك أقدم شكري لصحيفة “أثير” وإيمانهم بقدرات الشباب ودعمهم لي، والله ولي التوفيق”.

شاب عُماني من موظف بسيط إلى صاحب شركة للمياه
شاب عُماني من موظف بسيط إلى صاحب شركة للمياه شاب عُماني من موظف بسيط إلى صاحب شركة للمياه

هكذا هم شبابنا، ليس لليأس في قلوبهم مكان، قادرون على أن يبنوا مستقبلهم بأيديهم ، ويكون الغد باجتهادهم أفضل.

شاب عُماني من موظف بسيط إلى صاحب شركة للمياه
شاب عُماني من موظف بسيط إلى صاحب شركة للمياه شاب عُماني من موظف بسيط إلى صاحب شركة للمياه
Your Page Title