أخبار محلية

منها عن الوفيات في السلطنة، واللقاحات: 9 أسئلة يُجيب عنها المدير الإقليمي لـ “الصحة العالمية”

منها عن الوفيات في السلطنة، واللقاحات: 9 أسئلة يُجيب عنها المدير الإقليمي لـ “الصحة العالمية”
منها عن الوفيات في السلطنة، واللقاحات: 9 أسئلة يُجيب عنها المدير الإقليمي لـ “الصحة العالمية” منها عن الوفيات في السلطنة، واللقاحات: 9 أسئلة يُجيب عنها المدير الإقليمي لـ “الصحة العالمية”

أثير- يحيى الراشدي

أثير- يحيى الراشدي

أكّد الدكتور أحمد المنظري المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، بأن المنظمة تقوم بأدوار متعددة، بعضها سابق على ظهور الجائحة من خلال دعم قدرات البلدان واستكمال خططها في التأهب والجاهزية، والاستجابة لأي أوبئة أو جائحات قد تقع في أي وقت. موضحًا بأن هذا التنسيق يهدف إلى دعم كافة الدول الأعضاء للحد من الآثار السلبية الناتجة عن الجائحة. كما تنسق المنظمة الجهود البحثية العالمية للوصول إلى علاج ولقاح لكوفيد-19. وفي هذا الإطار أنشأت المنظمة تجارب التضامن، كأداة لتسريع الوصول لعلاج ولقاح واختبار فعالية العلاجات التي يتم استخدامها حاليًا؛ لتخفيف أعراض المرض.

“أثير” من جهتها تواصلت مع الدكتور أحمد وأجرت معه حوارًا اشتمل على تسعة أسئلة متنوعة.

1- كيف ترى تعامل السلطنة مع الجائحة؟

نقدر كثيرًا ما بذلته السلطنة من جهود أثناء مكافحتها لهذه الجائحة، خاصة من حيث تطبيق الإجراءات المناسبة في توقيت مناسب، والحرص على التقييم الدقيق للوضع، ولذلك تمكنت من إبقاء نطاق انتشار الفيروس في حدود يمكن التعامل معها. وقد أسهمت الإجراءات التي قامت بها الحكومة العمانية بجانب الوعي المجتمعي في الحد من انتشار المرض. ونحمد الله أن النظام الصحي العماني يتميز بالقوة والتطور والحرص على الشراكة والتعاون وتبادل الخبرات مع محيطه الإقليمي والدولي. وهو يتمتع بوجود الكوادر الطبية ذات الكفاءة والمرافق المجهزة بأحدث التجهيزات اللازمة للاستجابة للطوارئ المختلفة والبنية الأساسية الصلبة. وتؤمن القيادات الصحية بالتخطيط والاستعداد والمبادرة، ما يمكن القطاع الصحي اليوم من التعامل بمهنية مع الاستجابة لفيروس كورونا، من حيث أنشطة ترصد الحالات والتوسع في اكتشافها، وتجهيز أماكن العزل والحجر الصحي الملائمة، وعلاج الحالات وكذلك التتبع النشط للمخالطين، وإشراك أفراد المجتمع في جهود الاستجابة من خلال الالتزام الواعي بتطبيق تدابير الوقاية.

2- بما أنك متطلع على معظم الأبحاث، هل من بوادر لنجاح لقاح في وقت قريب؟

أود أن أطمئن الجميع بأن جهود التوصل للقاح مضاد لكوفيد-19 تسير في طريقها، وتمر بكافة المراحل التي ينبغي أن يمر بها أي لقاح يجري العمل على تطويره. وكما هو معروف، بأن منظمة الصحة العالمية تنسق الجهود البحثية على مستوى العالم، وتطبق تجارب تضامنية للإسراع بعملية تطوير اللقاح، وذلك بمشاركة العديد من البلدان والمراكز البحثية والخبراء. وهناك حوالي 140 لقاحا مقترحا، منهم 70 لقاحًا في مرحلة التجارب قبل السريرية، وعشرة لقاحات في مرحلة التجارب السريرية. وشاغلنا الأساسي هو الإسراع بإجراء التجارب السريرية، بحيث تتم على نحو متزامن نقتصد من خلاله في الوقت دون أن نخل بضمان معايير الجودة والكفاءة والأمان. ومن هنا تأتي أهمية مشاركة البلدان في إجراء تلك التجارب.

3- كم المدة التي سيستغرقها الإعلان عن أقرب لقاح؟

لا يقل الوقت اللازم لتطوير أي لقاح ومروره بكافة المراحل عن عام أو أكثر قليلا. وقد مرت أشهر عديدة من هذه المدة وسيتم الإعلان عن اللقاح فور الوصول إلى النتائج النهائية بإذن الله.

4- في حالة تم تطوير أحد اللقاحات، ما دور منظمة الصحة العالمية في تسهيل حصول بعض الدول عليه؟

تنسّق منظمة الصحة العالمية آلية لضمان الوصول السريع والعادل والمنصف للقاح كوفيد-19 لكل بلد في العالم ،غنيًا وفقيرًا؛ لإحراز تقدم سريع نحو إبطاء الجائحة.

ومؤخرًا أعلنت المنظمة أن هناك 75 دولة ستمول اللقاحات من ميزانياتها المالية العامة، وقد دخلت في شراكة مع ما يصل إلى 90 دولة منخفضة الدخل ودعمها من خلال التبرعات الطوعية. وتمثل هذه المجموعة التي تضم معًا 165 دولة، أكثر من 60٪ من سكان العالم. ومن بين المجموعة ممثلون من كل قارة، وأكثر من نصف اقتصادات مجموعة العشرين في العالم. وبصفة عامة تلتزم منظمة الصحة العالمية بضمان حصة من اللقاح الذي سيتم الوصول إليه لكل بلد، خاصة البلدان التي لا تتوفر فيها الإمكانات الكافية لشراء اللقاح.

5- البعض فقد الثقة في منظمة الصحة العالمية بسبب تصريحاتها المتسرعة أو المتناقضة أحيانًا، ما رأيك؟

منظمة الصحة العالمية كانت وستظل تعمل وفق مبادئها وهي تحرص على أدق المعايير العلمية، ولا تعلن عن رأي أو توصية إلا بعد بحث مستفيض، ودراسة وافية تتوفر فيها أدلة علمية موثوقة. لكن كما لاحظنا، هناك أطراف عديدة وجهات مختلفة تسارع بنشر كل فرضية قبل أن تثبت صحتها علميًا، وللأسف بعض هذه الجهات تتوقع من منظمة الصحة العالمية أن تبدي نفس القدر من التسرع والعجلة في تعميم الأحكام، وهو ما تتجنبه المنظمة؛ بوصفها المؤسسة الرائدة في مجال العمل الصحي العالمي، والتي لا تعلن إلا ما يثبته العلم، وتجمع على قبوله الدول الأعضاء.
ومن ثم فإن مواقف المنظمة تعزز الثقة في متانة موقفها العلمي وسداد آرائها وإرشاداتها، في ضوء المتاح من معارف وقت إعلان تلك الآراء. ومعلوم أن المعارف بشأن الجائحة تتغير بسرعة، ومن ثم نحن نُطور توصياتنا وفق ما يستجد من معارف قاطعة الدلالة.
ونؤكد أن عملنا – بوصفنا الأمانة العامة لجموع الدول الأعضاء في المنظمة- يقوم على التشاور والمشاركة والعمل التضامني والاستعانة بالخبراء من كافة بلدان العالم. وأؤكد كذلك أن أكثر ما يحتاجه العالم الآن أثناء مكافحته لجائحة كوفيد-19 هو تعزيز الثقة المتبادلة بين منظماته ومؤسساته وجميع الدول الأعضاء، وتدعيم روح الوحدة والمشاركة والتضامن.


6- ما رأيك في استمرار استخدام دواء هيدروكسي كلوروكوين في السلطنة؟

دواء هيدروكسي كلوروكوين كان أحد الأذرع التي شملتها تجارب التضامن لمنظمة الصحة العالمية، والتي تضمنت أربعة أذرع، لكن نتائج عمل اللجنة المعنية بتقييم فعالية ومأمونية الأدوية الخاضعة لتجارب التضامن انتهت إلى عدم جدوى هذا الدواء في علاج كوفيد-19، وعدم ثبوت فعاليته في هذا الصدد، ثم استبعدته تمامًا من التجربة، ولا ينفي ذلك فعاليته في الغرض الأساسي الذي صنع من أجله. كما أن المنظمة لم توصِ بمنع استخدامه للأغراض البحثية مع الأخذ في الاعتبار ما وصلت إليه نتائج مبادرة التضامن.

7- هل ترى بأن نسبة الوفيات مرتفعة في السلطنة؟

على العكس، البيانات التي تصلنا من السلطات الصحية في السلطنة تشير إلى وقوع عدد محدود من الوفيات الناجمة عن كوفيد-19، والتي تقل عن النصف بالمائة. وهي نسبة ولله الحمد ضئيلة جدًا وتشير إلى نجاح جهود الرعاية والعلاج التي يتلقاها المصابون.

8- في ظل استمرار الجائحة: هل من سبيل للعودة إلى المدارس قريبا؟

هذا قرار متروك لتقدير كل بلد وفق ظروفه ووضع الجائحة فيه. وما نوصي به أن تقوم البلدان بإجراء تقييم للمخاطر؛ لاستيضاح الصورة ووضع تقدير دقيق لما يمكن أن يترتب على قرار العودة للمدارس من مخاطر على صحة الطلاب والعاملين، والموازنة بينها وبين الفوائد المتوقعة من تطبيق القرار. كما نوصي في حال قررت البلدان فتح المدارس بتطبيق كافة تدابير الوقاية والإجراءات الاحترازية، بكل حزم والاستعانة بالإرشادات التي وضعتها منظمة الصحة العالمية بهذا الخصوص والتي شاركَتها مع جميع الدول الأعضاء.

9- كلمة أخيرة منك للمواطنين والمقيمين في السلطنة؟

رسالتي لكل فرد هي: مكافحة جائحة كوفيد-19 مسؤولية مشتركة بين الحكومات والقطاعات الصحية والمجتمعات والأفراد. ونحن نعول كثيرًا على دور الأفراد ووعيهم ودورهم الفعال لوقف انتقال العدوى بالفيروس، ومن ثم احتواء الجائحة.
كل فرد مسؤول عن صحته وصحة من حوله من خلال الالتزام التام بتدابير الوقاية من غسل الأيدي جيدًا وبانتظام، واتباع آداب السعال والعطس، وارتداء الكمامة بالطريقة الصحيحة، والتخلص منها بطريقة مأمونة. إضافة إلى ذلك تجنب الاختلاط بالمرضى، والابتعاد عن الأماكن المزدحمة، والمسارعة بالتماس الرعاية الصحية في حالة ظهور أعراض المرض، والحرص على معرفة أساسيات الرعاية الصحية المنزلية، والالتزام بالتدابير والإجراءات الاحترازية التي تعلنها السلطات الصحية، وتجنب نشر الشائعات أو الأخبار المغلوطة، والحرص على استقاء المعلومات من مصادرها الرسمية الموثوقة، وتوفير الرعاية البدنية والنفسية للأطفال وكبار السن وكافة أفراد الأسرة خاصة أثناء بقائهم في المنزل لفترات طويلة.


Your Page Title