أخبار محلية

6000 ريال مردود الفدان منه: شاب يروي حكايته مع زراعة الثوم العُماني

أثير- جميلة العبرية

يهتم المزارعون العُمانيون اليوم بتوظيف الطاقات والآلات والتقنية الحديثة في الزراعة. وتتعدد اهتمامات المزارعين في نوع المزروع؛ فكلٌ يزرع حسب منطقته وتربته بما يتناسب معها.

ومن ضمن هذه المزروعات زراعة “الثوم العماني” التي شهدت عدة ولايات وقت حصاده في الفترة الماضية، وقيام المزارعين بحصد غلته، وزراعة الجديد منه.

وللتعرف على تفاصيل ذلك التقت “أثير” بعبدالله بن سعيد المحذوري أحد الشباب العُمانيين المهتمين بالبيئة العُمانية والحياة الفطرية.

يخبرنا المحذوري في البداية عن طريقة زراعة الثوم بقوله: يتم زراعته في “جِلَبْ” صغار في حدود 1.5×2 متر، والجلبة هي حوض زراعي، حتى يسهل التحكم في كمية الماء التي يسقى بها، خصوصًا عند بداية الثمار.

6000 ريال مردود الفدان منه: شاب يروي حكايته مع زراعة الثوم العُماني
6000 ريال مردود الفدان منه: شاب يروي حكايته مع زراعة الثوم العُماني 6000 ريال مردود الفدان منه: شاب يروي حكايته مع زراعة الثوم العُماني

ويضيف: زراعة الثوم تتم بتجهيز الأرض وحراثتها مع إضافة السماد العضوي مثل سماد الأبقار، ويفضل لو يتم تعفيرها بالرماد لتقليل احتمالية وجود الحشرات والفطريات، وتُسقى لتحلل السماد وإنبات بذور الحشائش الضارة، ثم تحرث الأرض للتخلص من الحشائش وتُعمل جلب صغار للتحكم في السقي وكمية الماء المطلوبة، ويتم بعد ذلك تفصيص الثوم أي فصل الفصوص عن بعضها، ثم يتم نقعه في الماء ليوم أو حتى ليلة واحدة، والبعض ينزع القشرة لسهولة إنباته بشكل مستقيم.

ويواصل الشرح: بعد الزراعة يأتي السقي، وتكون رطوبة التربة بحسب نوعيتها وليس بحسب الأيام، وبعد أن تكتمل بين ثلاث إلى خمس ورقات يتم تقليب التربة بقصد قلع الحشائش وقتلها، ثم يترك حتى تجف الأرض، وهذه الطريقة تجبره لتعميق جذوره، بعدها يُضاف سماد أغنام إن كان في مناطق باردة، أو سماد أبقار وقليل من سماد الطيور، ويرجع السقي مرة أخرى لمدة أسبوعين حتى يبرد السماد، بعدها يُسقى كلما قلّت رطوبة التربة، أي عند نقصان الرطوبة وليس جفاف السطح؛ لأن زيادة السقي يسبب تعفن الثوم بالفطريات ومن ضمنها العفن الأبيض الذي يصيب الجذور.

ويقول أيضًا: بداية تشقق الأرض حوله تدل على أن الثمار بدأت، في هذه المرحلة يتم السقي بعد جفاف السطح العلوي، وعندما نرى أن ما يقرب من 60% من الأعواد تمايلت نعلم أنه جاهز للقلع، عندها يُعطّش الثوم لما يقارب العشرة أيام قبل القلع؛ فإذا تم قلعه قبل نضجه لا يمكن تخزينه.

وعن تجربته في زراعة الثوم يوضح : تجربتي جديدة ابتدأت منذ أربع سنوات، وحاولت تجميع معلومات عن آبائنا وأجدادنا رغم عدم وضوح الرؤية فيها إلا أن طرقهم ممتازة وأعطتني أرضية كافية لفهم بقية المعلومات، مثلا أول زراعة لي لم أتوقع أن تكون إنتاجيته بهذه الجدوى، ففي كل كيلو زراعة هناك ما لا يقل عن 10 كجم من الثوم، ويُمكن أن يصل الإنتاج لأكثر من ذلك.

ويشير المحذوري إلى أن زراعة الثوم متعبة من ناحية الاهتمام، لكن النتيجة تسعد المزارع سواء من حيث الجدوى المادية أو المعنوية التي يصل لها بعد حصاد ما زرعه، قائلا: متوسط 3 أطنان للفدان، وقيمة الكيلو الواحد بريالين اثنين، وعند حساب سعر الجملة يكون مردود الفدان الواحد حوالي 6000 ريال.

سألناه عن المميزات التي نجدها في ثومنا المحلي أكثر من المستهلك فأجاب: يتميز الثوم المحلي بتركز المادة الغذائية أو الدوائية فيه، مما يعطيه نكهة مختلفة ورائحة أقوى من الأنواع المستوردة، ويُعد غذاءً ودواءً لما هو معروف عنه من محاربته للفطريات خصوصًا والجراثيم بصفة عامة، وهناك ما يُسمّى الثوم الذكر الذي يقال بأنه أكثر تركيزًا للمادة فيه؛ لأنه لم ينقسم، فتركزت المادة في فص واحد، ولا أعلم صحتها لأنه لا يوجد بحث فيه، ويُعزى هذا إلى أنه مع الوقت يتأقلم مع البيئة المحلية وينتج دون الحاجة لمركبات كيميائية التي تضطره لتسريع الثمرة، بالتالي يأخذ راحته في امتصاص المادة العضوية من التربة دون تسهيلها أو تخليبها، إضافة إلى تعاقب أجيال متحملة وتحسنت جيلًا بعد جيل.

وفي ختام حديثه لـ “أثير” يؤكد المحذوري أن زراعة الثوم نجحت في أغلب أنواع التربة سواء الطينية أو الرملية أو الحصوية؛ لكن نجاح زراعته يعتمد على معرفة معاملته بالسقي والمادة العضوية وطرق الزراعة.

Your Page Title