أخبار

قرية “الصِّير”..قرية أثرية قديمة ذات مناظر جميلة وجو معتدل

قرية “الصِّير”..قرية أثرية قديمة ذات مناظر جميلة وجو معتدل
قرية “الصِّير”..قرية أثرية قديمة ذات مناظر جميلة وجو معتدل قرية “الصِّير”..قرية أثرية قديمة ذات مناظر جميلة وجو معتدل

 

العمانية – أثير

تعد قرية “الصِّير” بوادي السحتن بولاية الرستاق في محافظة جنوب الباطنة من القرى الأثرية القديمة وتبعد عن مركز الولاية (٣٠) كيلومترًا وتتميز بمناظرها الجميلة وجوها المعتدل صيفًا والبارد شتاءً إضافة إلى تباين التضاريس والتكوين الجيولوجي للجبال المحيطة بها.

ويقول الدكتور حمد بن سالم الذهلي الباحث في التاريخ إن قرية “الصِّير” تقع أسفل قمة جبل شمس من جهة وادي السحتن وتحدها من الشرق قرية “البشوق” ومن الشمال الغربي قرية “الهوب” ومن الجنوب قرية “علاه”، والوصول لهذه القرية من خلال طريق جبلي مشيًا على الأقدام لمسافة (4) كيلومترات من آخر محطة تصل إليها السيارة وهي قرية “الهوب”.

وأضاف أنه توجد في قرية “الصِّير” آثار قديمة لمنازل وملاحق ومسجد تهدمت بعض جوانبه وبقي المحراب كما هو عليه، وحوض خاص للاستحمام وقت الشتاء مبنى من الصاروج توجد به فتحتان الأولى لوضع الحطب وإشعال النار لتسخين الماء، والثانية لصنبور الماء في إحدى جوانب الحوض، بالإضافة إلى مدرجات زراعية فيها بعض أشجار النخيل، والرمان، وأشجار البوت، والسدر، والليمون، والسفرجل، والموز، ويروي تلك المزروعات فلج عيْني ينساب من سفوح الجبال المحيطة بالقرية وتتجمع مياه الفلج في بركة متوسطة تسمى “اللجل” وقد وُجدت حولها مجموعة من النقوش والرسومات منها صورة فارس يمتطي جوادًا رسمت كما يبدو بالصاروج العماني واستخدمت اليد في رسمه، وكتب فيه (كل بان يعمر وكل جاهل يهدم .. في سنة ۱۳۱۳هـ).

وأوضح بأن هناك بعض الآثار التي تدل على أن السيّد فيصل بن حمود بن عزان البوسعيدي عاش في هذه القرية فترات من حياته، ومن تلك الآثار بيت السيد الذي يتميز بالمتانة والصلابة مما جعله يصمد إلى يومنا هذا على الرغم من عوامل التعرية المختلفة حيث استخدم في بنائه الصاروج العماني القديم، مبينًا أنه عثر على نقش قديم حُفر على إحدى الصخور التي استخدمت كأساس في تشييد هذا البيت كتب فيه: “فلما وصلنا القرية قام فيصل بن حمود في بناء قصره .. من نهار … شهر ربيع الآخر ۱۳۰۸هـ” ، ونقش آخر كتب فيه تاريخ نزول السيد فيصل لوادي السحتن في سنة ١٢٩٠هجري وهذا أقدم تاريخ وجدناه في مكان يسمى “المضيق”.

 

وبالنسبة للوثائق فهناك وثيقتان الأولى لدى أحد الأهالي بوادي السحتن وهي مراسلة بين أجداده والسيد فيصل مؤرخة في سنة ١٣٠٢هجري، والثانية عبارة عن رسالة من السيد فيصل وكان في قرية “الصّير” بوادي السحتن إلى الشيخ زهران بن محمد بن زهران العبري في ولاية الحمراء بتاريخ ٣ شوال ١٣٠٥هـ.

وبيّن أنه يوجد مصدر مطبوع يذكر قرية (الصِّير) واستقرار السيد فيصل بن حمود البوسعيدي فيها في بعض فترات حياته، وهذا النص جاء في قصيدة تحمل عنوان: (رحلة الأكارم إلى علاه والودائم) للشيخ الجليل الفقيه سعيد بن خلف الخروصي-رحمه الله- التي وقعها بتاريخ 12 جمادى الثانية 1400هـ .

 

وقال في القصيدة :

إذا (التشبيك) قابلت (الودائم) ترى بلدين طاولتا النعائم.. (علاة) تحتها كالنجم لما بدا من تحت بدر في الغمائم.. و(بشوق) الأكارم كالثريا تدلت في الترائب والمقاسم.. أحيطت بالديار كمثل بدر أحيط بهالة واليوم غائم.. (مقمة) في الشمال وقابلتها سهيلا (صيرها) ذات المكارم .. توطنها قديما ذو المعالي هو المفضال فيصل ذو المعالم.

وتجدر الإشارة إلى أن القرية يقصدها الزوار من ولاية الرستاق والولايات المجاورة لها للاطلاع على آثارها القديمة وقضاء أوقات ممتعة بين أحضان الطبيعة الهادئة بعيدا عن صخب المدينة.

Your Page Title