أثير- سيف المعولي
أسدل الستار أمس الاثنين على قضية الإعلامي نصر البوسعيدي بعدما برأته محكمة الاستئناف بنزوى من التهم الموجهة إليه في القضية التي استمرت منذ شهر ديسمبر 2015م إلى أمس.
وقد رصدت “أثير” مراحل سير القضية، ورأي نصر البوسعيدي ومحاميه بعد إعلان حكم البراءة أمس في هذا الخبر.
– ديسمبر 2015: ادعاء عام نزوى يُحيل الإعلامي نصر بن ناصر البوسعيدي إلى المحكمة بتهمة ” التعدي بالشتم والقذف لوكلاء فلج دارس ” بولاية نزوى، بعدما قام بنشر تغريدات عبر حسابه الرسمي في ” تويتر والفيس بوك”.
– 29 ديسمبر 2015: تأجيل الجلسة الأولى من المحاكمة، إلى 12 يناير لتحضير الدفاع والاطلاع على كافة تفاصيل القضية.
– 1 يناير 2016: صدور مرسوم سلطاني بتقرير صفة المنفعة العامة لمشروع تطوير حديقة مرفع فلج دارس بولاية نزوى.
– 12 يناير 2016: المدعون يُطالبون بتعويضهم ١٠٠ ألف ريال عماني، والقاضي يحدد 16 فبراير موعدا للنطق بالحكم.
– 16 فبراير 2016: الحكم بسجن الإعلامي نصر بن ناصر البوسعيدي سنة يُنفذ منها شهر ودفع 200 ريال عماني في حالة الاستئناف. وإحالة المطالبات المدنية للمحكمة المختصة، ونصر يستأنف الحكم.
– 14 مارس 2016: تأجيل الجلسة الأولى من الاستئناف، إلى تاريخ 11 أبريل، وذلك بطلب من المشتكين لعدم تسلّمهم طلب الاستئناف من المحكمة.
– 11أبريل 2016: حاول المدعون تأجيل الجلسة للمرة الثانية، والقاضي رفض، واستمع للدفاع وحدد 23 مايو موعدا للنطق بالحكم.
– 23 مايو 2016م: محكمة الاستئناف بنزوى تُبرئ الإعلامي العُماني نصر بن ناصر البوسعيدي من التهم الموجهة إليه.
وفي تواصل لـ”أثير” معه بعد صدور الحكم قال خليفة الهنائي محامي نصر:” الحكم ببراءة الصحفي نصر البوسعيدي يجسّد انتصار القضاء العماني للعمل الصحفي في أبهى تجلياته؛ حين ذهب لمواكبة ما استقرت عليه كثير من محاكم العالم باعتبار أن النقد الذي يمارسه الصحفي وإن كان جارحا إلا أنه لا يمكن تأويله خارج إطار النقد الساعي للإصلاح. وقد ثبت من خلال كل الوقائع أن ما وجهه الصحفي نصر البوسعيدي من نقد كان موجها إلى أهمية موقع حديقة فلج دارس باعتبار الموقع ذا أهمية بالغة للوطن بأسره، وهو الأمر الذي لقي تجاوبا سريعا من لدن المقام السامي بإصدار مرسوم سلطاني بنزع ملكية الحديقة للمنفعة العامة.
ويمكن التأكيد هنا على أن أي نقد يسعى في حقيقته إلى مصلحة الوطن لا يمكن إلا أن يقابل بالترحيب والدعم لأن النقد البناء هو الذي يدفع بكل الأمم إلى تجاوز سلبياتها والمضي قدما في البحث عن الأفضل لمصلحة الجميع. وأوجّه بهذه المناسبة شكري العظيم لمحكمة استئناف نزوى ممثلة في أصحاب الفضيلة قضاة الدائرة الاستئنافية الجزائية الذين لم يصدروا حكما بالبراءة في هذه القضية فحسب؛ بل أصدروا حكما سيكون مرجعا وداعما لكل كاتب يهدف من كتابته إلى الرقي بالوطن عبر تمحيص كل فعل وتشريحه سعيا إلى معالجة السلبيات وإرشادا إلى مواضع الخلل التي بسد ثغراتها تستمر عملية البناء في المضي قدما لتحقيق الأفضل والأجمل للوطن وأهله”.
من جهته قال نصر البوسعيدي بعد الحكم ببراءته: ” الحمد لله الذي رزقني البراءة، وجعلها بلسم فرح لقلبي وعائلتي وكل أحبتي، الحمد لله الذي ينصر الحب والخير دائما وبالأخص لخير عمان ونزوى ودارس الخير ينبوع الحياة والحب والفرح لكل من حولي، أقولها مرارا وتكرارا بالحب فقط لنفسك ستنتصر، هو إيمان ثابت في القلب لا يتزعزع، نعم كتبت بحرقة عن فلج دارس وحديقته وموقعه المدرج بقائمة التراث العالمي ومتنفس جميل لكل خلق الله ليس إلا لأنني مؤمن بأن هذه الأرض لا تستحق إلا الجمال والخضرة وأصوات الأطفال ولعبهم وتلك العائلات التي تفترش الراحة على جنبات دارس الخير الذي ينثر خيره على الناس منذ أكثر من ألفي سنة، وكم هو جميل خبر نزع الملكية للمصلحة العامة بأمر من جلالة السلطان الوالد الحكيم الذي لم يتوانَ لحظة بزراعة الخير والفرح في كل مكان وتحقيق الأمنيات، في الأخير لا أقول سوى سامح الله وكلاء الفلج ورزقهم الفرح والسلام والحب في قلوبهم فلا أعرفهم ولا توجد بيني وبينهم أي صلة إلا بأنهم عمانيون من أرض كريمة. لا أتمنى لهم إلا الخير، ولا أنسى في ختام فرحي أن أوجه جل شكري وامتناني لكل من وقف بجانبي وتضامن مع قضيتي بكل نقاء وخصني بالدعاء، كما أوجه جل شكري وامتناني للأستاذة المحامية بسمة الكيومية والأستاذ خليفة الهنائي من دافعوا عن قضيتي وبراءتي بكل قوة وبكل إيمان لذلك. ولا أنهي قولي إلا بالحمد لله رب العالمين ولا يوجد أجمل من الصبر الجميل”