أثير- فتحية الخنبشي
منذ أيام تناقلت الأوساط الطبية في السلطنة خبرًا يتعلق بإنجاز طبي يُعدّ الأول من نوعه تاريخيا في مسيرة المنظومة الطبية العمانية، وذلك بانتخاب الدكتور عبد العزيز بن محمود المحرزي رئيسًا للمنظمة العالمية لأطباء الأسرة لمنطقة الشرق الأوسط (الونكا) ليكون أول طبيب عماني ينال هذا المنصب الرفيع.
عن تفاصيل هذا الإنجاز تواصلت “أثير” مع الدكتور عبد العزيز بن محمود المحرزي الذي تحدث قائلا: المنظمة العالمية لأطباء الأسرة (الونكا) منظمة غير ربحية تأسست في عام ١٩٧٢ وتهدف إلى الارتقاء بصحة الأسرة والمجتمع من خلال تعزيز دور طب الأسرة في الأنظمة الصحية لدول العالم المختلفة، وتنتمي إلى هذه المنظمة ١٣١ من دول العالم تمثل من خلال جمعيات وروابط مهنية موزعة الى مناطق وأقاليم حسب الموقع الجغرافي لكل دولة. وقد انضمت السلطنة ممثلة بالرابطة العمانية لطب الأسرة إلى هذه المنظمة في عام ٢٠٠٧م ضمن دول إقليم شرق المتوسط التي يبلغ عددها ١٥ دولة.
وحول آلية انتخاب رئيس المنظمة وحصوله على هذا المنصب أوضح الدكتور عبد العزيز: يتم انتخاب رئيس إقليمي كل سنتين تكون مهمته تمثيل دول الإقليم في اجتماعات المجلس التنفيذي العالمي للمنظمة، وكان المعتاد أن يتم اختيار الرئيس بالتزكية، لكن تم الاتفاق على إجراء انتخابات هذه المرة ولأول مرة، وقد تم ولله الحمد انتخابي لرئاسة دول الإقليم. وبالنسبة لشروط الاختيار فيجب أن يكون المرشح من الأطباء ذوي الخبرة المشهود له بالكفاءة وأن يكون قد شغل أو يشغل حاليا منصب رئيس الرابطة في بلده.
وأضاف المحرزي: هذا الإنجاز يعني الكثير لي كطبيب على المستوى الشخصي والمهني والوطني، ويعد شهادة عالمية بالكفاءة والتفوق في المجال الطبي وفي مجال التواصل المهني مع بقية الزملاء من دول الإقليم، وهو دليل على ثقتهم الكبيرة في قدرتي على تمثيل دولهم والتعبير عنهم وعن قضاياهم وخططهم لتحسين جودة الرعاية الصحية وتعزيز دور طب الأسرة. أما على المستوى الوطني فإن هذا لإنجاز يُعدّ بالنسبة لي شهادة اعتزاز وفخر لما وصل إليه مستوى الطب والأطباء في السلطنة، حيث يشغل حاليا عدد من الأطباء العمانيين مناصب قيادية في مختلف المؤسسات والمنظمات الصحية الدولية والعالمية وهو دليل قوي على مكانة السلطنة عالميا والسمعة الطيبة التي تجعل كل من ينتمي لهذا الوطن محل ثقة وتقدير وقبول لدى الجميع.
وعن الأهداف المأمولة والمرسومة بعد انتخابه رئيسا لمنظمة (الونكا) ذكر الدكتور: آمل أن يمكنني هذا المنصب من تعزيز دور طب الأسرة في السلطنة وفي دول الإقليم من خلال إقامة فعاليات علمية مشتركة ومؤتمرات، علما بأن السلطنة سوف تستضيف بإذن الله ولأول مرة مؤتمر (الونكا) لدول إقليم شرق المتوسط العام القادم ٢٠٢٢ وكذلك تعزيز التعاون في مجال تبادل الخبرات وتعزيز دور البحوث العلمية في الارتقاء بصحة الأسرة والمجتمع.
يذكر أن الدكتور عبدالعزيز بن محمود المحرزي تخرج من كلية الطب بجامعة جلاسجو بالمملكة المتحدة في عام ١٩٩٣م، و بعد إكمال سنة الامتياز في اسكتلندا التحق بقسم طب العائلة والصحة العامة بمستشفى جامعة السلطان قابوس.
وأكمل أول برنامج تدريبي محلي في تخصص طب الأسرة لمدة أربع سنوات في عام ١٩٩٨، ثم تم ابتعاثه للتدريب وإكمال التخصص في جامعتي مكجيل وتورنتو في كندا لمدة ست سنوات حيث حصل هناك على عضوية الكلية الكندية لطب الأسرة وشهادة التخصص الدقيق في الرعاية التلطيفية وعلاج الألم المزمن، وعاد إلى السلطنة في عام ٢٠٠٤ وحصل على لقب استشاري أول في عام ٢٠٠٧م، وفي عام ٢٠١٦ تم منحه زمالة الكلية الكندية لطب الأسرة.