أثير- فتحية الخنبشية
قيل: بما يخدم مجتمعك أعط من وقتك تطوعًا، وقيل أيضا: مجتمع بدون تطوع مجتمع بلا حضارة. ونقول بأن الأعمال التطوعية تُعدّ من أهم الأعمال النبيلة التي يسعى فيها الفرد إلى خدمة المجتمع عامة والأفراد خاصة، وتعكس صورة إيجابية عن أخلاق المجتمع وإنسانيته .
وفي المجتمع العماني أمثلة عديدة للفرق التطوعية التي تضم شبابًا آمنوا برسالة العمل التطوعي، واستغلوا أوقات فراغهم في مساندة المجتمع وأفراده .
ومن ضمن المجموعات التطوعية هي مجموعة “عطاء تعاون” التي خصصت مبادراتها في “حفظ النعمة ” حيث جاءت الفكرة من هدر الأطعمة في المناسبات وأيضا في رمضان، وتم تطبيقها من خلال عمل خطة عمل والتواصل مع عدة جهات حكومية
“أثير” تواصلت مع تركية الزدجالية رئيسة المجموعة وأحد مؤسسيها حيث قالت: بدأنا العمل كفريق عام 2013 م تحت مظلة جمعية المرأة العمانية بالسيب بعدها جاءت التوجيهات بالانتقال إلى مظلة لجنة التنمية الاجتماعية بالسيب بمنطقة الشرادي ، وأبرز أعمال الفريق ترتكز على مبادرات حفظ النعمة وتوزيع الفائض منها والتدريب والتأهيل للأسر المنتجة والتسويق لها ومبادرة هدية عطاء وصيفنا عطاء وإبداع .
وعن مبادرة “حفظ النعمة” وآلية تطبيقها وتنفيذها بالشراكة مع المجتمع والجهات الرسمية قالت تركية الزدجالية : سابقا كان البعض من الناس يرمي الفائض من الطعام في البحر أو الأودية أو حتى في سلة المهملات وبعد الإعلان عن المبادرة الحمدلله أصبح العديد من الناس يتواصلون معنا بأنفسهم للتبرع بالطعام الفائض وتوزيعه على الفئات المستحقة من العمانيين وغير العمانيين بالتعاون مع بلدية مسقط وبلدية السيب.
وحول ردة فعل المجتمع وتفاعلهم مع مبادرة “حفظ النعمة” أوضحت الزدجالية: لمسنا تعاونا كبيرًا جدا من أفراد المجتمع والأسر من حيث التبرع بالأكل والمواد الجيدة للغذاء والتواصل معنا بشكل دائم سواء من البيوت أو المدارس أو الكليات حيث قام البعض بتخصيص صناديق أو أكياس خاصة بحفظ الأكل والتبرع به. وبما أن خريطة عمل الفريق قد امتدت لمحافظات ومناطق خارج مسقط بعد أن كانت محصورة في مسقط فقط ، كان لا بد من توفير حافلة مخصصة لنقل المواد بحيث لا تتعرض للحرارة والتلف وبخاصة في عملية التوزيع، والحمد الله تحقق ما نريد وتم توفير الباص بعد سنوات من الانتظار بدعم من بعض الجهات الرسمية والأفراد ، وهذا بدوره ساعدنا في تسلّم كميات كبيرة من المواد والأطعمة.
من جانب آخر تحدثت تركية الزدجالية عن طبيعة عمل مجموعة “عطاء تعاون ” في مبادرة “حفظ النعمة” حيث قالت: لدينا عدة أقسام ، قسم الأكل الجيد يفحص وبعدها يوزع مباشرة، وقسم الأطعمة غير الصالحة للاستهلاك الأدمي لكنها تقدم للحيوانات فقط .
وبعد توفير حافلة لنقل الطعام وتوزيعه ظهرت الحاجة إلى توفير ثلاجات ضخمة وواسعة مخصصة لحفظ النعمة، حيث بمجرد وصول الأطعمة تفرز مباشرة في الثلاجة حتى لا تتلف لغاية توزيعها للأسر وبخاصة في الصيف، فبعض الخضار والفواكه لا تتحمل درجات الحرارة المرتفعة، وتم ذلك بدعم من جهات وشركات عدة مثل :شركات بهوان ،مؤسسة الجسر ،شركة طلبات، جمعية الرحمة، لجنة التأمينات الاجتماعية بالسيب، أفراد المجتمع والمتبرعين.
أما عن خطوتهم القادمة في حفظ النعمة فتأمل تركية وفريقها التوسع والتعاون مع الفنادق والمستشفيات في حدود المسموح بحيث يتم الاستفادة من الأطعمة في هذه المؤسسات بدل هدرها ورميها .
وفي ختام حديثها مع “أثير” قالت تركية: أوجه رسالتي هذه لمجتمعنا العزيز بأن حفظ النعمة مسؤوليتنا جميعا وبدعمكم يستمر العطاء ونحن بحاجة إلى ثقافة التقليل من الأطعمة التي لا حاجة لها وعدم التبذير والإسراف خصوصًا في الأفراح والمناسبات أو حتى في مصائب العزاء والمرض. وليكن شعارنا احفظ النعمة لتدوم النعم وتستمر . كما أن مجموعة ” عطاء تعاون” تفتح أبوابها لكل الراغبين بتقديم العون والمساعدة سواء التبرع بالأواني المنزلية، أو الأطعمة والملابس عن طريق التواصل على الأرقام الآتية :99479832/ 93836553
