أثير – ريما الشيخ
أثير – ريما الشيخ
أحيانًا نبتعد عن الصديق لظرف ما، لكن أن نفقده هو المحزن بألف آه. وهنا حكاية شخص فقد صديقه بسبب جمل سائب، لكن أفكاره قادته ليبتكر أسوارة للجمال السائبة ليحد من مشاكلها ودهسها وضياعها من أصحابها.
إنه الشاب المبتكر العماني مروان بن حمد الجهوري، ممثل السلطنة في مسابقة نجوم العلوم بدولة قطر، وهو خريج كلية عمان البحرية -تخصص هندسة عمليات- ويعمل حاليًا موظفًا في شركة ڤالي عمان لتكوير خام الحديد.
استطاع الشاب ابتكار أسوارة متصلة بالأقمار الصناعية تحذر ملاك وأصحاب الإبل والحيوانات السائبة عند اقترابها من الطرق السريعة بمسافة 100 متر. كما تعطي إشارة ضوئية لسائقي المركبات.
يوضح مروان الجهوري لـ “أثير” بأن فكرة الابتكار جاءت بعدما فقد صديقًا له بسبب حادث دهس للجمال السائبة، وقد استغل وقت فراغه خصوصًا في فترة جائحة كوفيد-19 وبسبب الإغلاق، فعمل بهذه الفكرة وكانت فقط على الورق.
وتحدث الجهوري عن طريقة عمل الابتكار قائلًا: الهدف الأساسي لهذا الابتكار هو الحد من مشكلة الحوادث التي تسببها الجمال السائبة، وكذلك معالجة مشكلة ضياع الجمال من أصحابها في الصحاري والتعدي على ممتلكات الناس، أما طريقة العمل، فيقوم الجهاز بتتبع تحركات الجمال وإرسال إشعارات تنبيه لمالك الجمال في حالة اقترابها من الشارع أو خروجها من السياج الجغرافي المحدد في البرنامج، وفي حالة وجودها على الطرقات تقوم بتنبيه السائقين عن طريق بث إشارة البلوتوث للبرنامج الخاص بالسائقين، وأيضًا أثناء الليل توجد إضاءة تعمل فقط عند اقتراب الجمل من الشارع.
أما عن مشاركته في مسابقة نجوم العلوم في قطر، فأوضح لنا بقوله: مشاركتي في برنامج نجوم العلوم كانت صدفة، فقد كنت ذاهبا إلى قطر كمرافق لأختي، فهي مشتركة في برنامج نجوم العلوم بابتكار آخر، وعند وصولي قررت التقديم للمسابقة ، ولم أواجه أي صعوبة خلال المشاركة، فالبرنامج يوفر كل الإمكانات لدعم الشباب من مختبرات وخبراء ومبرمجين لمساعدة المخترعين في إثبات فكرتهم من الناحية الهندسية والتقنية والفنية، لكن على صعيد العمل بالابتكار واجهت بعض الصعاب مثل تشغيل وتوظيف البلوتوث لتنبيه السائقين، كونه ذا مدى محدود، لكن بعد البحث والاجتهاد استطعت أن أوظف هذه الخاصية، وأنا مستمر في تطويره.
الجهوري حصد المركز السادس في برنامج نجوم العلوم، وختم حديثه مع “أثير” قائلا: “أنصح كل شاب عماني وطموح في استغلال وقت الفراغ ومهما كانت الإمكانات ضئيلة أو كثيرة استغلها واسعَ إلى إيجاد الفرص لنفسك”، متمنيًا من المؤسسات الحكومية والخاصة الأخذ بيد الشاب العماني الطموح والمبدع ودعم مواهبهم وصقلها للنهوض ببلدنا الحبيبة عُمان، استلهامًا من الرؤية السامية لجلالة السلطان الذي قال “الشباب هم ثروة الأمم وموردها الذي لا ينضب وسواعدها التي تبني، هم حاضر الأمة ومستقبلها”.
