أثير- موسى الفرعي
“وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم”. شهدنا جميعا مجموعة من التدابير القاسية خلال الفترة المنصرمة، والتي كانت نتيجة طبيعية لما يمر به الاقتصاد الوطني من تحديات كثيرة، وقد صب جلالة السلطان المعظم هيثم بن طارق -حفظه الله- اهتمامه البالغ في هذه المسألة كي نجني جميعا ثمارا طيبة.
وكم كنا ننظر إلى الأشياء من زاوية فردية واحتياج شخصي، وإن استاء البعض من تلك التدابير إلا أن المجتمع العماني أثبت تماسكه وولاءه وانتماءه غير القابل للتزعزع، وقد كان -أعزه الله- ينظر بحكمة بالغة ومن زاوية المصلحة العامة واضعا مصلحة أبنائه الأوفياء نصب عينيه، وها هي أولى الثمار الطيبة التي كشف عنها اجتماع مجلس الوزراء تسقط جنية طيبة في يد الإنسان، حيث وجه جلالته بترقية موظفي الجهاز الإداري للدولة المدنيين من أقدمية 2011 الذين بلغ عددهم أكثر من 28 ألفا من الموظفين، إضافة إلى تثبيت أسعار وقود المركبات بمعدل شهر أكتوبر بحيث تتكفل الحكومة بالفروقات الناتجة، وإنشاء وحدة مستقلة تتبع جلالته لقياس أداء المؤسسات الحكومية ليكون شاهدا عليها ومحركا لها بهدف ضمان استمرارية تقييمها ورفع كفايتها، كما ألغى حزمة من الرسوم المفروضة بهدف تحفيز الاقتصاد الوطني، وكل ذلك امتداد لاهتمام جلالة السلطان المعظم تجاه شعبه وحرصه على مصلحة هذا الوطن، وكل ما هو كائن هو التجلي الطبيعي لرجل الأفعال وحكمة القيادة ونفاذ البصر والبصيرة عبر نوافذ الواقع إلى المستقبل المأمول، فكل ما كان في البدء من كلمات يضمها الخطاب السامي أصبح فعلا ملموسا.
علينا أن ندرك أن الأشياء لا تجيء دفعة واحدة وأن إيمانَنا هو سبيلنا، وولاءنا وانتماءنا هو سلاحنا، كما هو عهد العمانيين دائما، فقد يقع أمر يحسبه الإنسان قدرا موجعا فيجزع أو يحزن فإذا بالأشياء تبدأ بالتغير شيئا فشيئا ويكون ابتلاء الأمس منحة وعطاء، وصبرنا على ما كان يصبح حمدا وشكرا لفضل الله ويقينا بحكمة قيادة فذة قادرة على السير بهذا الوطن العظيم نحو أقصى حدود الأمن والاستقرار، وتكون النتائج التي نعمل من أجل الوصول إليها هي سبب الطمأنينة والراحة التي تبدأ بالزيادة بشكل تدريجي. حفظ الله عمان أرضا كريمة وسلطانا معظما وإنسانا وفيا مخلصا.