مسقط-أثير
إعداد: الباحث سعيد بن خالد العمري
يعتقد بعض علماء طائفة المورمون أن جماعات مهاجرة من بابل وأورشليم إلى ظفار أبحرت منها إلى أمريكا قبل حوالي ٤٠٠٠ سنة !!. فما حقيقة ذلك ؟!.. ومن هم المورمون ؟! وعلى ماذا يستندون فيما يدعَّون ؟!.. وهل حقاً أبحرت هذه السفن من ظفار إلى أمريكا في تلك الفترة ؟!.
لنتعرف على مدى صحة هذه الرواية المورمونية نناقشها عبر “أثير” على النحو الآتي:
أولاً: من هم المورمون ؟!.
في أواسط القرن التاسع عشر الميلادي سنة ١٨٢٣م في نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية ادَّعى جوزيف سميث رؤية ملاك في غابة بلدة مانشستر أرشده إلى صفائح مدفونة تتحدث عن سكان أمريكا الأصليين من بني إسرائيل قبل آلاف السنين، قام سميث بترجمة الصفائح ونقلها إلى كتاب أطلق عليه كتاب مورمون نسبةً إلى الملاك مورموني.
أعلن جوزيف سميث نفسه نبيا وعدّ كتاب المورمون كتابا مقدساً مكملا للتوراة ومصححا للأناجيل المحرفة، فقوبل بالرفض من الطوائف المسيحية الأخرى واتهم بالردَّة والهرطقة، وفي سنة ١٨٤٤م قُتل جوزيف سميث في ولاية إلينوي الأمريكية على يد الحشود الغاضبة أثناء محاكمته بتهمة الخيانة العظمى.
يصل تعداد المورمون اليوم إلى حوالي ١٦ مليونا جلَّهم في الولايات المتحدة الأمريكية، يؤمنون بكتاب المورمون ويختلفون مع الطوائف المسيحية الأخرى في عقيدة الثالوث وألوهية المسيح، ويحرمون الخمر والتبغ والقهوة ويسمحون بتعدد الزوجات، ويعدون رؤساء كنيستهم أنبياء ورسلا، ويؤمنون بعودة المسيح وقيام مملكة إسرائيل وعاصمتها أورشليم (القدس).

كتاب المورمون.
يحتوي كتاب المورمون ترجمة جوزيف سميث لسجل منسَّى وإفرايم أسباط بني إسرائيل المهاجرة من بابل وأورشليم إلى أمريكا على النحو الآتي:
المجموعة الأولى: خرجت من برج بابل قبل حوالي ٤٠٠٠ سنة عندما تبلبلت الألسن واختلفت لغات البشر، فتضرع هؤلاء إلى الرب أن يحفظ لهم لغة آدم فأمرهم بالخروج من بابل، فسلكوا طريقا إلى وادي النمرود ثم إلى البرية ووصلوا إلى مكان اسمه موريانكومر (Moriancumer) عند جبل شيليم (Shelem) على ساحل البحر العظيم، وفي هذا المكان أمرهم الرب ببناء ثماني سفن صغيرة على شكل صنادل، وبعد ٣٣٤ يوما من الإبحار وصلوا إلى أمريكا أو أرض الميعاد الجديدة كما يطلق عليها المورمون.
وتتكون هذه المجموعة من ٥٦ فردا بحسب كتاب المورمون كالآتي:
١- يارد (Jared) وأبناؤه وعددهم ١٢ نفسا، منهم أربعة ذكور: أوريحا وجلجا ومحا وجاكوم [ يارد بالعربية ويرد بالعبرية وجارد Jared بالإنجليزية ].
Jared
٢- شقيق يارد وأبناؤه وعددهم ٢٢ نفسا، ذكر جوزيف سميث أن اسمه ماهونري موريانكومر (Mahonri Moriancumer).
٣- أتباع يارد وعددهم ٢٢ نفسا من الأقوام التي كانت تسكن بابل.
ويذكر كتاب المورمون أن هذه المجموعة أقامت حضارة عظيمة في أمريكا، امتدت لألف سنة ثم انقرضت بسبب الحروب التي وقعت بينهم، ويعتقد المورمون أن شعوب حضارات الأنكا والمايا والأولمك في أمريكا الجنوبية تنحدر من سلالة اليارديين!.

المجموعة الثانية: خرجت من أورشليم (القدس) قبل ٢٦٠٠ سنة عندما رأى ليحي (Lehi) الرب في المنام يأمره بالخروج من أورشليم لأن غضبه حل عليها وستدمر على يد الأشوريين سنة ٥٩٧ ق.م.
خرجت هذه المجموعة من أورشليم عبر الصحراء بمحاذاة ساحل البحر الأحمر، إلى أن وصلوا مكان اسمه ناهوم (Nahom) ثم اتجهوا شرقا عبر الصحراء وبعد ثماني سنوات انتهت رحلتهم إلى مكان أطلقوا عليه بونتيفول (Bountiful) أي الأرض الخصيبة أو أرض الفضل الواقعة على بحر إيرانتوم (Irreantum)، وعلى جبل بونتيفول أمر الرب نافي بن ليحي (Nephi) ببناء سفينة للإبحار إلى أرض الميعاد الجديدة، أمريكا.
وتتكون هذه المجموعة من:
١- ليحي وزوجته سارة وأبنائه: نافي ولامان ولموئيل وسام ويعقوب ويوسف، من ذرية منسَّى بن يوسف عليه السلام.
٢- إسماعيل اليهودي وزوجته وبناته، من ذرية إفرايم بن يوسف عليه السلام.
٣- زورام خادم لابان اليهودي.
ويذكر كتاب المورمون أن مجموعة أورشليم وصلت إلى أمريكا بعد انقراض مجموعة بابل وعاشت فيها حوالي ألف سنة، وبعد حروب طويلة أبادت شعب بني إسرائيل المهاجر إلى أمريكا عدا سلالة لامان بن ليحي الذين خالفوا وصايا الرب فحلَّت عليهم لعنته وأصبحوا سود الوجوه متوحشين يهيمون في البراري ومن سلالتهم الهنود الحمر !.
خطوط رحلات المورمون:
اختلف علماء المورمون في تحديد خطوط رحلات مجموعتي بابل وأورشليم على النحو الآتي:
١- خط رحلة مجموعة بابل :
أ- اقترح هيو نيبلي سنة ١٩٥٢م وجي إن واشبورن سنة ١٩٨٤م أن اليارديين اتخذوا مساراً من بابل شمالاً إلى بحر قزوين ثم آسيا الوسطى وصولاً إلى الصين، ومنها أبحروا عبر المحيط الهادئ إلى خليج المكسيك.
ب- اقترح جيل ب. بوريت سنة ١٩٨٥م وديفيد بالمر سنة ١٩٩٠م مساراً آخر من بابل غرباً إلى ساحل البحر الأبيض المتوسط وأبحروا عبر المحيط الأطلسي إلى أمريكا الوسطى.
ج- في ٢٠٠٥م اقترح جورج بوتر مسارا جديدا من بابل جنوبا عبر صحراء الربع الخالي إلى خور روري في ظفار، ومنها أبحروا إلى بيرو في أمريكا الجنوبية.

٢- خط رحلة مجموعة أورشليم :
أ- اقترح جوزيف دوغلاس سنة ١٩٨٨م أن ليحي وأبناءه سلكوا الطريق من أورشليم إلى مصر، وأبحروا من خليج السويس إلى خليج عدن ثم شرقاً إلى القرن الأفريقي، ويرى أن بونتيفول أرض الفضل تقع في الصومال ومنها أبحروا إلى أمريكا الوسطى.
ب- اقترح إمباي ميليكين سنة ٢٠٠٠م أن مجموعة أورشليم عبرت سيناء إلى إفريقيا، ويرى أن بونتيفول تقع في إريتريا، ويرى أن كتاب مورمون عبارة عن سجل للشعوب الحبشية من بقايا بيت إسرائيل نسل منسى بن يوسف عليه السلام.
ج- في سنة ١٩٨٩م اقترح وارن إستون أن مجموعة ليحي سلكت طريقاً بمحاذاة ساحل البحر الأحمر إلى منطقة نهم في اليمن، ثم اتجهوا شرقاً إلى حضرموت وصولاً إلى خور خرفوت في ظفار، ومنها أبحروا إلى أمريكا.

ثانياً: هل أبحرت سفن المورمون من موانئ ظفار إلى أمريكا قبل ٤٠٠٠ سنة ؟!.
ظلت المواضع المذكورة في كتاب المورمون مجهولة، ولم تتفق آراء ونظريات المورمون في تحديدها، وما يعنينا في هذه المسألة هو إسقاط بعض علماء المورمون موقع موريانكمر (Moriancumer) على خور روري وموقع بونتيفول أو أرض الفضل (Bountiful) على خور خرفوت، ونناقش الموضوع على النحو الآتي:
من هو جوزيف سميث وما حقيقة كتاب المورمون ؟!.
من خلال البحث في تاريخ جوزيف سميث نبي المورمون نتوصل إلى الآتي:
١- كانت أسرة جوزيف سميث تعمل في مهنة العرافة والبحث عن الكنوز المدفونة، ومارس جوزيف سميث نفسه مهنة الرائي أو العراف قبل أن يعلن عن تأسيس طائفته، وفي سنة ١٨٤٢م انتمى جوزيف سميث إلى المحفل الماسوني في ولاية إلينوي الأمريكية.

٢- ادّعى جوزيف سميث أنه تلقى من الملاك مورموني الأوريم والثوميم (Urim and Thummim) وهما حجران شفافان أعدَّهما الرب لترجمة الصفائح، كان ينظر من خلالهما إلى النصوص فيتم ترجمتها فورياً إلى اللغة الإنجليزية، ثم استعادهما الملاك وواصل سميث الترجمة عن طريق الوحي الإلهي بواسطة حجر الرائي الذي كان يستخدمه في البحث عن الكنوز !.


٥- يعتبر المؤرخيَّن الأمريكييَّن جيرالد دي تانر وريتشارد أربينز أن كتاب جوزيف سميث منتحل من كتاب “عجائب الطبيعة” للقس يوشيا برست المنشور سنة ١٨٢٦م، وكتاب “مشاهد العبرانيين” للقس إيثان سميث سنة ١٨٢٣م الذي ادعى أن سكان أمريكا القدماء ينحدرون من سلالة أسباط بني إسرائيل المهاجرة !.
٦- ذكر جرانت بالمر الباحث في التاريخ الأمريكي أن جوزيف سميث استعار بعض مسميات الأماكن من سلسلة مغامرات الكابتن ويليام كيد المنشورة سنة ١٨٢٤م.
موقف علماء التاريخ والآثار من كتاب المورمون.
نستعرض بإيجاز آراء علماء الآثار والتاريخ الأمريكي وموقفهم من نظريات المورمون على النحو التالي:
١- ادعى جوزيف سميث أن الصفائح كتبت بلغة مصرية قديمة، ويذكر أ. اولفستون في تاريخ اللغات السامية أن اللغة العبرية وصلت أوج نموها في القرن السابع قبل الميلاد، وهي الفترة الزمنية لروايات كتاب المورمون، وعلى هذا يفترض أن تكون لغة الصفائح عبرية لا مصرية !.
٢- يزعم علماء المورمون أن شعوب الأنكا والمايا والأولمك والهنود الحمر ينحدرون من سلالة اليارديين واللامانيين أو شعب بني إسرائيل المفقود في أمريكا !.
وتتفق الدراسات التاريخية الأمريكية أن هذه الشعوب كانت تعيش في سيبيريا في العصر الجليدي، ووصلت إلى أمريكا عبر مضيق بيرينغ في آلاسكا قبل حوالي ٣٦٠٠٠ – ٢٥٠٠٠ سنة، وقد أظهرت تحاليل الحمض النووي تطابقاً جينياً بين الهنود الحمر وسكان سيبيريا وشرق آسيا.
٣- في سنة ١٨٣٥م نشر جوزيف سميث كتاباً آخر ادعَّى أنه كتاب النبي إبراهيم، وفي سنة ١٨٥٦م أكد ثيودول ديفيريا عالم المصريات وكذلك جيمس بريستد عالم الآثار سنة ١٩٠٥م أن كتاب ابراهيم ما هو في الحقيقة إلا برديات مصرية قديمة من كتاب الموتى الفرعوني !.
٤- في سنة ١٩٥٠م كتب عالم الآثار والأنثروبولوجيا الأمريكي مايكل ديكو بعدم وجود أي مبرر علمي للاعتقاد بصحة تاريخ كتاب المورمون، وفي سنة ١٩٧٦م صرح عالم الآثار الأمريكي توماس فيرجسون – من طائفة المورمون – وبعد أعمال متواصلة من البحث والتنقيب، أن جغرافية كتاب المورمون خيالية لا تلبي متطلبات علم الآثار!.
ثالثاً: هل تقع موريانكمر وبونتيفول في ظفار ؟!.
فيما يخص بالجزء المتعلق بظفار في كتاب المورمون نناقشه على النحو التالي:
إدعاء المورمون أن موريانكومر تقع في خور روري:
موريانكومر (Moriancumer) اسم المكان الذي أبحرت منه مجموعة يارد البابلية إلى أمريكا قبل حوالي ٤٠٠٠ سنة كما ورد في كتاب المورمون.
ومنذ منتصف القرن التاسع عشر حتى منتصف القرن العشرين وبوصلة البحث المورموني تضرب شرقاً وغرباً لتحديد موقع موريانكومر، وتعددت الاقتراحات والنظريات بين الصين وأسبانيا وموانئ البحر الأبيض المتوسط.
وفي التسعينات رشح بعض علماء المورمون أمثال جورج بوتر وفرانك لينهان ميناء سمهرم في خور روري موقعاً مقترحاً لموريانكومر، وبنوا ترشيحهم هذا على عدة نقاط هي:
١- اقترح جورج بوتر أن اليارديين اتجهوا من بابل جنوباً عبر درب البخور إلى دلمون ثم عبروا صحراء الربع الخالي إلى رملة دكاكة ثم إلى خور روري.
٢- يذكر بوتر أن اسم يارد (Jared) ورد في بعض ترجمات الكتاب المقدس المبكرة يارح (Jarah) وهو شقيق أوفير بن يقطن في سفر التكوين التوراتي، وبعد وصول يارح وأوفير إلى أمريكا الجنوبية أطلقوا اسم أوفير على موطنهم الجديد بيرو حالياً.
٣- يرى بوتر أن جبل شيليم (Shelem) الذي يقع قرب موريانكومر هو جبل سفار المذكور في سفر التكوين، وهو نفسه جبل ظفار أو جبل سمحان الذي يطل على ميناء خور روري.

١- ذكر كتاب المورمون أن موريانكومر تقع على ساحل البحر العظيم، وبحسب دوان استون سنة ٢٠٠٣م فإن هذا الوصف ورد في التوراة إشارة إلى البحر الأبيض المتوسط، وهذا يتفق مع آراء بعض علماء المورمون بأن اليارديين أبحروا من البحر الأبيض المتوسط لا من بحر العرب.
٢- قام جورج بوتر بإسقاط خط رحلة مجموعة يارد على نفس خط رحلات برترام توماس وويلفرد ثيسجر عبر الربع الخالي برغم البون الزمني الشاسع، ولا يتفق بعض المورمون معه في ذلك ويرى أن رحلة يارد مرت بمناطق أنهار وبحيرات ومناخ مغاير للربع الخالي.
٣- في سفر التكوين يارد بن مهلائيل الحفيد الرابع لآدم عليه السلام عاش قبل زمن الطوفان، ويارد في كتاب المورمون خرج من بابل بعد زمن الطوفان، بينما يارح وإخوته أبناء يقطن بن عابر من سلالة سام نوح كانوا في جنوب الجزيرة العربية بعد الطوفان بأجيال عديدة.
٤- ذكر جورج بوتر وفرانك لينهان أن اليارديين أبحروا إلى أمريكا من ميناء اللبان في خور روري، ولم يتم العثور في موقع سمهرم الأثري على أي إشارة تشير إلى استيطان للأقوام المذكورة في كتاب المورمون وتدل نتائج التنقيبات على أن آثار خور روري تنتمي إلى الحضارات العربية الجنوبية.
٥- جعل جورج بوتر وغيره من المورمون اسم أوفير أصلاً لتسمية بلاد البيرو في أمريكا الجنوبية، بينما يذكر المؤرخ الأسباني غارسيلاسو دي لا فيجا في القرن السابع عشر الميلادي أن أصل تسمية بيرو مأخوذ من اسم الدليل الهندي لسفينة المستكشف الأسباني بيدرو أرياس دافيلا سنة ١٥١٤م، ويذكر المؤرخ البيروفي راؤول بارنيتشيا أن اسم بيرو أطلقه الغزاة الأسبان على بلاد الأنكا نسبةً إلى حاكم محلي عاش بالقرب من خليج سان ميغيل في بنما في أوائل القرن السادس عشر.
٦- اقترح بعض المورمون أن جبل شيليم المجاور لموريانكومر في كتاب المورمون هو جبل سفار المذكور في التوراة وهو جبل سمحان المطل على خور روري !.
ويخالف بعض علماء المورمون ذلك، فيرى راندال سباكمان أن جبل شيليم يقع على الساحل الصيني جنوب نهر اليانغتسي، ويرى آخرون أنه عند الساحل الجبلي لأرخبيل تشوشان في الصين، بينما يحدد إستون جبل شيليم على ساحل البحر الأبيض المتوسط.
إدعاء المورمون أن بونتيفول أرض الفضل تقع في خور خرفوت:
ذكر كتاب المورمون أن ليحي وأبناءه وأتباعه من بني إسرائيل خرجوا من أورشليم وعبروا الصحراء وصولاً إلى بونتيفول (Bountiful) ومنها أبحروا إلى أمريكا، وكلمة بونتيفول حسب تفسيرات المورمون تعني الأرض الخصيبة الوفيرة بالثمار والعسل أو أرض الفضل كما أطلق عليها آخرون.
وقد رشح المورمون أكثر من مكان لموقع بونتيفول، فاقترحها جوزيف دوغلاس سنة ١٩٨٨م في مصر عند قناة الملك نيخو الثاني، بينما رأى إمباي ميليكين سنة ٢٠٠٠م أنها تقع في أريتريا، وفي عقد التسعينات رشح وارن إستون خور خرفوت موقعاً مقترحاً لبونتيفول، وبنى ترشيحه هذا على عدة نقاط كالتالي:
١- اقتراح روس كريستنسن سنة ١٩٧٨م أن ناهوم (Nahom) هي نهم الواقعة شرق صنعاء مستنداً إلى خريطة كارستن نيبور لليمن في القرن الثامن عشر الميلادي، وعليه اقترح إستون أن مجموعة ليحي سلكت شرقاً من نهم عبر هضبة وادي حضرموت ثم إلى وادي سيق واستقرت في خرفوت في ظفار.
٢- اقتراح لين وهوب هيلتون أثناء زيارتهما إلى صلالة سنة ١٩٧٦م أن بونتيفول أرض الفضل تقع في مكان ما في صلالة أو بالقرب منها.
٣- زار وارن إستون خور خرفوت ما بين ولايتي رخيوت وضلكوت عامي ١٩٨٨م، ١٩٨٩م وقدم دراسة رشح من خلالها خرفوت موقعاً مقترحاً لبونتيفول للأسباب الآتية:
أ- كونها خورا بحريا ومرسى قديما للسفن يجعل احتمال أن تكون الميناء الذي أبحر منه مجموعة ليحي قوياً.
ب- الآثار والأطلال القديمة في خور خرفوت تدل على استيطان بشري قديم، من المحتمل أنها تعود لمجموعة ليحي المنسائي من بني إسرائيل.
ج- كثافة الأشجار والغطاء النباتي في خرفوت يعطي احتمالا قويا أن أخشاب السفينة جلبت من الجبال المجاورة.

١- ترجمت كلمة (Nahom) في نسخة كتاب المورمون العربية (ناحوم) وهو من أنبياء بني إسرائيل في زمن السبي البابلي، فإذن هو اسم شخص لا اسم مكان، وهنا يسقط القول بأن ناهوم هي نهم اليمنية ويسقط معه المسار المقترح منها إلى ظفار.
٢- يشير كتاب المورمون إلى أن بونتيفول أرض الفضل كانت منطقة خالية من السكان عند وصول مجموعة أورشليم، وحسب نتائج التنقيبات يعود الاستيطان البشري في موقع خور خرفوت الأثري إلى العصر الحجري في الفترة ما بين ٢٠٠,٠٠٠ – ١٠٠,٠٠٠ سنة قبل الميلاد، وظل الموقع مأهولاً إلى العصور الإسلامية !.
٣- توصل عالم الآثار باولو كوستا من خلال مسح موقع خور خرفوت سنة ١٩٩٣م أن المباني والجدران القديمة تعود إلى الفترة الإسلامية وبعضها من الفترة الحديثة، وينسب السكان آثار كوت خرفوت إلى المنجوي حاكم ظفار في القرن الثاني عشر الميلادي.

٥- ذكر كتاب المورمون أن بونتيفول أرض الفضل تقع على ساحل بحر إيرانتوم (Irreantum) ويرى بعض علماء المورمون أن هذا الاسم متقارب مع الاسم الإغريقي ماري إريثريم ويعتقدون أنه بحر العرب بينما تطلق المصادر الكلاسيكية هذا الاسم على البحر الأحمر، ويرى روبرت سميث أن إيرانتوم هو الاسم المصري القديم لنهر العاصي في الشام.
الخلاصة:
قصة وصول سفن من ظفار إلى أمريكا قبل حوالي ٤٠٠٠ سنة غير صحيحة، فمصدر القصة حديث ولا يعتد به عند علماء الكنيسة والتاريخ الأمريكي، ومبتدع القصة – جوزيف سميث – موسوم عند أهل عصره وموطنه بالدجل والتزييف وانتحال مرويات كتابه من أسفار التوراة ومؤلفات معاصريه.
وقد أثبتت الدراسات والبحوث العلمية بطلان ما يدعيه المورمون من أسبقية تاريخية لجماعات يهودية في اكتشاف أمريكا وانحدار شعوب المايا والأولمك والهنود الحمر من سلالة أسباط بني إسرائيل، وقد باءت جهود المورمون بالفشل في العثور على دليل أثري في القارة الأمريكية يدعم صحة ما ورد في كتابهم المقدس، فحولّوا جهودهم إلى الشرق الأوسط والجزيرة العربية بحثاً عن هذا الدليل.
وقد قامت مؤخراً مؤسسات علمية تابعة للمورمون بأعمال بحث وتنقيب في بعض المواقع الأثرية في محافظة ظفار ضمن خطة تهدف لدعم التأطير المورموني لتاريخ المنطقة وربطه بالتاريخ التوراتي، وهنا ننّبه الجهات الرسمية والأكاديمية المعنية بضرورة التحري والتوثق من هذه المؤسسات وخططها وأهدافها حمايةً للتراث الثقافي العماني.
وقد قامت الحكومة – مشكورة – في هذا المجال بإصدار المرسوم السلطاني رقم ٢٠٢١/٥٨ بتاريخ ٢٣ أغسطس ٢٠٢١م بإنشاء محمية خور خرفوت الأثري لما يتميز به الموقع من أهمية تاريخية وبيئية، وتحقيقاً للأمن الثقافي من المهددات الفكرية وحفظ وصون الهوية الوطنية للمواقع الأثرية العمانية.
المراجع العربية:
١- موسوعة عمان عبر الزمان، مكتب مستشار جلالة السلطان للشؤون الثقافية، ٢٠٢٠م.
٢- حصاد ندوة الدراسات العمانية، وزارة التراث والثقافة، مسقط، ١٩٨٠م.
٣- الموسوعة الميسرة في المذاهب والأديان المعاصرة، منشورات الندوة العالمية للشباب الإسلامي، ١٩٩٧م.
٤- كتاب مورمون المقدس، النسخة العربية، الولايات المتحدة الأمريكية، يوتا، ١٩٨٥م.
٥- يورس زارنس، أرض اللبان دراسة ميدانية أثرية في محافظة ظفار، ١٩٩٥م.
٦- سعيد بن مسعود المعشني، الآثار التاريخية في ظفار، ١٩٩٥م.
٧- أ. أولفستون تاريخ اللغات السامية، دار القلم للنشر، بيروت، ٢٠١٦م.
المراجع الأجنبية :
1- Eber D. Howe, Mormonism Unvailed, 1834.
2- Jerald and Sandra Tanner, Mormonism, Shadow or Reality, 1963.
3- Raúl Porras Barrenechea, El nombre del Perú, 1973.
4- Alan C. Miner, A Detailed Chronology of LDS Thought on the Geography of the Jaredite Journey to the New World, 2006.
5- George Potter, Did the Jaredites Land in Peru, Nephi Project, Utah, 2007.
6- George Potter, Frank Linehan, Conrad Dickson, Voyages of the Book of Mormon, 2011.
7- Robert Holden, Mormon Handbook, 2011.
8- Warren P. Aston, Lehi and Sariah in Arabia: The Old World Setting of the Book of Mormon, 2015.
9- Warren P. Aston, Khor Kharfot Dhofar Archaeological Survey, 2016.
10- Daniel C. Peterson, A Journal of Mormon Scripture, Volume 19, 2016.
11- Why Would Nephi Call the Ocean “Irreantum”, Post contributed by BMC Team, Book of Mormon Center, 2016.
12- Criticism of Mormon sacred texts, www. wikipedia.org .
13- Bountiful (Book of Mormon), www. wikipedia.org.
14- Craig Criddle, The Spalding-Rigdon Theory, www.SolomonSpalding.com.