فضاءات

موسى الفرعي يكتب: نزوی احتفال الأرض بالإنسان

موسى الفرعي يكتب: نزوی احتفال الأرض بالإنسان
موسى الفرعي يكتب: نزوی احتفال الأرض بالإنسان موسى الفرعي يكتب: نزوی احتفال الأرض بالإنسان

أثير- موسى الفرعي

مهرجان قلعة نزوى كان سببا لزيارة هذه المدينة التي يفوح التاريخ من كل أركانها، فكان من الصعب بعدها أن أجد كلمات شكر لائقة لمن أتاح لي فرصة أن أعيش التفاصيل الصغيرة والكبيرة حيث الكرم الإنساني والحضور التاريخي – وعيا وحسا – والذي لا يمكن أن تبلغه الكلمات، فقد خلفت هذه الزيارة أثرا في الروح لا يمكن أن يغادرها، وثراء بصريا وبلاغة عاطفية لا تقدر عليها إلا القلوب الصافية.

موسى الفرعي يكتب: نزوی احتفال الأرض بالإنسان
موسى الفرعي يكتب: نزوی احتفال الأرض بالإنسان موسى الفرعي يكتب: نزوی احتفال الأرض بالإنسان

إن الوقوف على جميع التفاصيل في نزوى يعد احتفال الأرض بالإنسان العماني، وشهادة على قدرة الشباب العماني الخلاق على الإبداع والعطاء، شباب عماني خالص يضرب أجمل مثل في العطاء والعمل، منطلقين يذرعون الآفاق من وعيهم بالقيمة التاريخية التي تموج تحتها هذه المدينة العريقة الممتدة من تاريخ وطن عظیم، وقد استرسلت مجموعة من الأفكار وأنا أجوب شوارع نزوى وأتعرف على تاريخها شبرا شبرا، كان أهمها أن التاريخ ليس ادعاء واختراعا يمكن أن يستورده الضعفاء العاجزون بل هو تمهيدا لصناعة حاضر أكثر ثباتا ودافعا إلى مستقبل مبني على الإدراك لا التوهم، فما تفعلها الشهباء في النفوس ببنائها الضخم وأبراجها لا يمكن أن تخترعه الحضارة الجديدة فهي ليست معقلا مميزا يكتفي بفعل ( كان ) وليس معلما بارزا لاستعارة ذاكرة الأجداد، بل تربي النفوس على المنعة والشموخ والثبات، ورغم تعاقب السنين بقيت نزوى مدينة العلم والمعرفة، ومنتجة للشباب القادر على صناعة مجده الشخصي النافع للمجد الوطني العام دون انتظار لاحتمالات التوهم بل يحلم ثم يحقق، وهذا ما عكسته صور العاملين في مجالات عديدة، إنهم شباب عمانيون لم يعتمدوا على عقول غير عقولهم ولا أيد غير أيديهم، وكلهم باختلاف مستويات أعمالهم محل فخر واعتزاز، ومثال يحتذى به في العمل.

موسى الفرعي يكتب: نزوی احتفال الأرض بالإنسان
موسى الفرعي يكتب: نزوی احتفال الأرض بالإنسان موسى الفرعي يكتب: نزوی احتفال الأرض بالإنسان

إنهم عمانيون على جزء عماني عملاق، فهذا هو ديدن عمان من أقصاها إلى أقصاها، وتلك وظيفتها الأبدية في إنتاج المجد العظيم، حينا في شكل شباب خلاق يؤمن ببلده وعظمتها، وحينا آخر في التجلي التاريخي والمعرفي في أجزائها المكونة للعظمة العمانية، فكم سأحتاج من الكلمات كي أقدم بطاقات شكر لمن أتاح لي فرصة الوقوف على تلك التفاصيل الصغيرة والكبيرة؛ التفاصيل التي دائما ما تنتج استثناء كبيرا.

إنها نزوى التاريخ المنور، ونزوى الحاضر المعلِّم بشبابه العماني الخالص، إنهم عمانيون وكفى فهذا وحده ما يرجح كفة الميزان فكيف بما يمكن أن يذكر من تفاصيل هذا الوطن العملاق من قيادة فذة لسلطان القلوب وفارسها الشهم، وشعب مؤمن بالله وسلطانه وأرضه .

Your Page Title