رصد —مكتب أثير بالقاهرة
قال منتدى الخليج الدولي، ومقره واشنطن إن السياسة الخارجية المعتدلة والشاملة لسلطنة عمان أعطتها سمعة “سويسرا الشرق الأوسط”، فمنذ عام 1970 ، لم تقطع عُمان علاقاتها الدبلوماسية مع أي حكومة، وتتجنب عمومًا الاصطفاف مع أي كتلة جيوسياسية ضد أخرى.
وأكد في تقرير جديد له أن السلطنة تميل إلى البقاء على الحياد في معظم النزاعات الدولية، وتتبع نهجًا متوازنًا للشؤون العالمية، يمكنها من الحفاظ على علاقات إيجابية مع الغرب، وروسيا، والصين، وكل الدول العربية، وإيران، والهند، وباكستان.
وذكر أن سلطنة عُمان اختارت بشكل غير مفاجئ الاستمرار في هذا التقليد في مواجهة الحرب الروسية – الأوكرانية، فحتى الآن، رفضت الانحياز لأي طرف، ولم تحدد من المعتدي في الصراع، على الرغم من انضمامها إلى معظم الدول العربية في التصويت لصالح قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة في 2 مارس ، والذي أدان العدوان الروسي.
وأشار إلى أنه في 11 مايو، زار وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف السلطنة، حيث استقبله حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق حفظه الله. كما التقى بنظيره العماني معالي السيد بدر بن حمد البوسعيدي، حيث تحدث لافروف عن العقوبات المفروضة على بلاده بعد 24 فبراير ، مؤكدًا أن مواطني الدول الغربية – وليس روسيا يخسرون أكثر من هذه الحرب المالية.
ولفتت إلى أن معالي السيد بدر بن حمد بن حمود البوسعيدي دعا في مقابلة نشرتها صحيفة لوفيجارو الفرنسية نهاية الشهر الماضي إلى مساحة للمشاركة والدبلوماسية لحل الأزمة الروسية -الأوكرانية.
وقال إن التحسينات في العلاقات الدبلوماسية بين عمان وروسيا منذ عام 2011م والقضايا ذات الاهتمام المشترك لكلا البلدين، ومشتريات السلطنة من القمح الروسي تساعد في تفسير سبب اهتمام مسقط بالحفاظ على علاقات وثيقة مع موسكو، وبدلاً من الاستسلام لحث الغرب على نبذ روسيا اقتصاديًا ودبلوماسيًا ، عملت سلطنة عُمان على إشراك موسكو بشكل عملي ، حتى مع استمرار الصراع.
وذكر أن موسكو تقدر علاقة سلطنة عمان الدبلوماسية مع حكومة بشار الأسد، وتعرب عن امتنانها لمسقط لدعمها العلني لإعادة دمج سوريا في جامعة الدول العربية.
وأفاد بأن المسؤولين العمانيين والروس يناقشون الجهود الدولية الرامية إلى إعادة تشكيل اتفاق 2015، بشأن إيران، وترى مسقط أن جميع الموقعين على الاتفاق النووي، بما في ذلك روسيا بحاجة إلى المشاركة لدفع واشنطن وطهران نحو التسويات اللازمة لإنقاذ خطة العمل الشاملة المشتركة.
وأضاف أنه ببساطة ، لا ترى سلطنة عمان أي بديل واقعي للاتفاق ، الذي يمكن أن يحل بشكل سلمي الأزمة بشأن برنامج إيران النووي.
وقال إن سلطنة عمان مثل البلدان الأخرى في المنطقة العربية، تعد مستوردا مهما للقمح الروسي، إذ عُرفت روسيا وأوكرانيا معًا باسم ” سلة الخبز ” في العالم، حيث شكلا 25 بالمائة من إجمالي صادرات القمح في جميع أنحاء العالم قبل 24 فبراير.، ونما اعتماد سلطنة عُمان بشكل متزايد على واردات القمح الروسي لتلبية احتياجات البلاد من هذه السلعة، فوفقًا لبيانات الأمم المتحدة ، جاء ما يقرب من 50 في المائة من واردات السلطنة من القمح من روسيا وأوكرانيا في عام 2021.