أثير – عبدالرزّاق الربيعي
قال زياد غنيمات مدير آثار إربد: “تقدّم الأردن نموذجا فريدا للتمازج الحضاري، والتآخي، والحوار بين الأديان، ويتّضح هذا التمازج جليّا في المواقع الأثرية في الأردن، فهذه المواقع تمثّل جميع الحضارات في العالم، فنجد المسجد، والكنيسة والمعبد.
جاء ذلك في تصريح لـ” أثير” خلال وجوده في مدينة “أم قيس” التاريخية التي تقع في لواء بني كنانة التابع لمحافظة إربد شمال المملكة على الحدود المحاذية لفلسطين على بحيرة طبريا، ونهر اليرموك وهضبة الجولان وسوريا، واسمها القديم (جدارا)، رغم أنّها لم تسلم من أذى الحروب التي جرت على ساحتها، بعد احتلال الجيش الفارسي لها سنة 614 م ودمّرت كنائسها، وطويت تلك الصفحات المؤلمة سنة 635 م عندما دخلتها الجيوش الإسلامية بقيادة شرحبيل بن حسنة زمن الخليفة عمر بن الخطاب.
وأضاف غنيمات: “وعلى مرّ حقب التاريخ لا نجد دليلا يشير أنّ حضارة نشأت في هذه المنطقة قضت على حضارة سابقة لها، ففي كلّ موقع أثري نجد آثار الحضارات السابقة لها، فأمّ قيس التاريخية وحدها يوجد فيها عشرون ألف موقع أثري منها مدن الديكالبولس التي تضمّ حوالي 10 مدن”.
وحول إقبال السيّاح على أم قيس التي تأثرت المواقع الأثرية والمتاحف كسائر أنشطة الحياة العامة بالجائحة، قال غنيمات: “تستقبل المواقع الأثرية يوميا أفواج السياح القادمين من كلّ مكان في العالم، وتعيش هذه السنة مناسبة عزيزة على قلب كلّ أردني، وأعني اختيار (إربد) عاصمة للثقافة العربية 2022 وقد احتضنت (أم قيس) فعاليات وأنشطة ومهرجانات، وسنعلن قريبا عن افتتاح المسرح الغربي”.
وأخذنا غنيمات بجولة في المدينة التي تعدّ إحدى المدن اليونانية- الرومانية العشر وتوصف بأنها مدينة الفلاسفة والشعراء، والمواقع الأثرية أبرزها: المسرح الجنوبي، الكنيسة البيزنطية، المدرج الشرقي، مجمع الحمامات الرومانية، كنيسة البازيليكا، وحين خرجنا ظلت تتردّد في أذهاننا عبارة شهيرة منقوشة على على ضريح الشاعر “أرابيوس” هي “أيّهـَا المـَارُّ مِن هـُنا، كمَا أنت َ الآنَ، كنت ُ أنا، وكمـَا أناَ الآنَ، سـَـتكون ُ أنتَ، فتمتـّع بالحياةِ لأنكَ فانٍ”.
