أثير – ريما الشيخ
“غرشة”؛ مبادرة شبابية تسعى إلى إيجاد بيئة خالية من المخلفات البلاستيكية وذلك بتجميعها من الأفراد، والمؤسسات والجمعيات الخيرية، ثم يتم إعادة تدويرها وتحويلها لمواد خام جديدة قابلة للاستخدام – بواسطة الشركات المختصة- ، بدلا من أن ينتهي الأمر بها في المرادم .
حول هذه المبادرة، قالت روابي بنت علي السالمية، رئيسة المبادرة لـ “أثير“: شغلتني الفكرة لفترة طويلة قبل البدء بها، فأخذت حيزًا كبيرًا من تفكيري، وساقني القدر لأتشاركها مع زميلتي التي كان لديها الفكرة نفسها، فقررنا تأسيس هذه المبادرة، التي بدأت بشخصين واليوم مكونة من سبعة أشخاص لديهم توجه بيئي واسع.
أثير
وعن سبب تسمية المبادرة بـ”غرشة“ ذكرت: كنت أبحث عن مسمى قريب للمجتمع وسهل الفهم دون شرح، فـ ”غرشة“ كلمة محلية، سهلة ومتداولة ويستخدمها الأغلب للتعبير عن العبوة أو القنينة.
غرشة
وأشارت السالمية إلى أن المبادرة يتم تطبيقها حاليًا في محافظة مسقط، وتهدف إلى زيادة الوعي المجتمعي حول مجال إعادة التدوير، وإسهاماته في تقليل مخاطر المخلفات البلاستيكية على الحياة البرية والبحرية.
أما كيفية تطبيق المبادرة، فأوضحت بقولها: يقوم العميل بتجميع العلب البلاستيكية وضغطها، ثم يتواصل معنا عبر تطبيق الواتساب لننقل له مخلفاته لمصنع إعادة التدوير، وفي بداية شهر أغسطس الحالي، طوّرنا العملية لتكون في كل ولاية نقطة تجميع للمخلفات البلاستيكية ويتم نقلها أسبوعيًا للمصنع.
وعن إقبال الناس لهذه المبادرة أوضحت: في الحقيقة لم أتوقع هذا الكم من الإقبال، صُدمنا بكمية الوعي لدى المجتمع وسعيهم إلى الإسهام في استمرارية هذه المبادرة، حتى أن البعض يتواصل ليكون منزله نقطة تجميع للمخلفات البلاستيكية، والبعض الآخر يزودنا باقتراحات تطويرية تسهل علينا العملية، وخصوصًا أن نسبة من العوائد المادية تذهب للأسر المعسرة، فهذا الجانب الإنساني زادهم حماسًا وإقبالا .
كما أكدت روابي بأن أغلب التحديات التي واجهها الفريق هي تحديات لوجستية، وكذلك توفير الحاويات ونقاط التجميع، وأيضًا التحديات المالية التي تطرأ بعض الأحيان، لكن الفريق يواصل السعي في هذه المبادرة بالتمويل الشخصي المستمر.
وأضافت: كذلك عدم ضغط القنينات يقلل من سعة الكيس ”القنينات غير المضغوطة تأخذ حيزًا من الفراغ“ فتوهم الناس بأن الكمية كبيرة والحقيقة عكس ذلك، ويمكن تجاوز مثل هذه التحديات بالتذكير عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
”رسالتنا واضحة، وهي أن البيئة مسؤوليتنا نحن، والتعامل الصحيح مع المخلفات البلاستيكية يسهم بشكل كبير في الحفاظ عليها، وفريق ”غرشة“ مستمر في هذا العمل التطوعي الذي نأمل في القريب العاجل تحويله إلى عمل مؤسسي“، بهذه الكلمات ختمت روابي السالمية حديثها مع ”أثير“، متأملةً في التعاون مع الشركات والمؤسسات في المشاريع وبرامج المسؤولية الاجتماعية والاستثمار الاجتماعي، مؤكدةً بأن الفريق مستعد ومرحب للتعاون مع الجهات الأخرى التي تواكب أهداف المبادرة ورؤيتها. وتوجهت بالشكر لكل من آمن بهذه الفكرة منذُ نشأتها، وكل من تعاون للإسهام في نشرها، وخصت بالشكر الأشخاص الذين تعاونوا مع الفريق، وخصصوا أماكن كنقاط تجميع مركزية في الولايات والقرى.