أثير- محمد بن علي الوهيبي، كاتب عماني
عاد نادي السيب في 2019م مما يطلق عليه في عالم المستديرة دوري المظاليم، عاد ليسّطر حكاية نجاح كروية بكتيبة متكاملة الخطوط من أبطال اللعبة، جاء ليلغي المقولة الشهيرة “الصاعد هابط” وحولها إلى مفهوم جديد : الامبراطور السيباوي جاء من بعيد لينافس ويحرز البطولات واحدة تلو الأخرى ويترك للآخرين تجرع الخسارات الرياضية.
هذا هو السيب النادي العريق الذي عرفناه منذ السبعينات “السيب سكر وحليب” منافسًا شرسًا وعنيدًا.
امتلك هذا النادي منذ البدايات نجومًا ومواهب كروية عرفها وشهد لها الجميع .
تلك الأسماء ولدت لتبقى حتى وإن غادر البعض دنيانا لم ولن تنسى الجماهير الغفيرة كل من ارتدى قميص نادي السيب ودافع عن شعاره.
تعرض نادي السيب في الفترات السابقة لكبوات وتراجعات جعلته يبتعد عن منصات التتويج، لكن السيب بروح وعقلية المحارب الشجاع عدّها فترة استراحة للمحارب يستجمع فيها قواه ويعيد حساباته ويخطط لما سيكون عليه في المستقبل، عرف كيف يهتم بشبابه وأجياله الكروية ويحتفظ بجماهيره الوفية، استطاع أن ينزع منهم اليأس ويزرع فيهم الأمل والثقة وبأنهم عائدون لا محالة ، ولن تكون رجعتهم هذه المرة حسب المألوف، بل سيكون لها صدى يصل إلى خارج البلاد، وبأن يعود دائما مكلًلا بالنصر، كل هذه النجاحات كان أمامها وخلفها يساندها ويوفر لها الأسباب إدارة عرفت طريق الفوز حينما أمسكت بمفاتيح العزيمة والإرادة والإصرار، واشتغلت بجد واجتهاد بعد أن درست وتمعّنت في مسببات الإخفاقات، وماذا يجب أن تفعل كي تنافس وتنتصر، وفي فترة زمنية قصيرة رسمت خارطة طريق واضحة المعالم، وحققت ما تصبو إليه بعدما وفرت لها كل مستلزمات وأدوات التفوق والازدهار وأجادت في صناعة فريق يقدم الفن والمتعة الكروية ويصنع السعادة لجماهيره.
أكتب هذه السطور بعد أن تابعت المباراة الأخيرة التي تمكّن السيب من خلالها من الفوز على نادي العربي الكويتي على أرضه وبين جماهيره، ورغم الأحداث المؤسفة التي شهدتها تلك المباراة إلا أننا ندرك أن حماس الشباب وعنفوانه والرغبة في الفوز أحيانًا تخرج عن الإطار المرسوم للمنافسات والروح الرياضية، وما حدث لن يزحزح عشقنا وحبنا للكويت أرضًا وشعبًا قيد أنملة.
وما يهمنا الآن أن السيب يمشي واثق الخطى استطاع من خلالها الوصول إلى نهائي غرب آسيا في تصفيات كأس الاتحاد الآسيوي وسيستقبل شقيقه الرفاع البحريني في الرابع من أكتوبر المقبل في مسقط على أرضه وبين جماهيره والفائز منهما يتأهل لنهائي كأس الاتحاد الآسيوي الذي سيقام بتاريخ 22 أكتوبر القادم.
أرجو أن يستمر السيب في سكة الانتصارات في هذا المحفل الكروي الآسيوي، وأن يتعامل مع المباراة بهدوء وحذر وانضباط تام وعليه أن يمتص حالات الارتباك التي قد تحدث في مثل هذه المباريات المفصلية.
وأرجو أن تكون التشكيلة المتوازنة في كافة خطوط اللعب جاهزة وحاضرة لصناعة البهجة، والتي تتكون من أحمد الرواحي في حراسة المرمي وجمعة الحبسي ومحمد المسلمي ويوسف المالكي وحسن العجمي في خط الظهر وعلي البوسعيدي وعيد الفارسي وجيبولا وصلاح اليحيائي في خط الوسط ومحسن الغساني وعبدالعزيز المقبالي في خط الهجوم.
وأدعو الجميع إلى تشجيع ومؤازرة نادي السيب في هذه المباراة المهمة فهو في هذه البطولة يلعب باسمنا جميعًا باسم عُمان وعلينا أن نكون في الموعد.