أثير – جميلة العبرية
شاركت المهندسة ثريا بنت عبدالله بن حمود الجابرية في مسابقة المؤتمر السنوي لطلبة الدكتوراة التي أقامتها جامعة ريدنج البريطانية، حيث حازت مشاركتها على إعجاب التحكيم والحضور، ونالت على عرضها جائزتين من بين عشرات الأبحاث المشاركة في المعرض. وعبر “أثير” تنشر الجابرية تفاصيل نتائج بحثها الذي هدف بشكل كبير إلى دراسة التنوع الظاهري والوراثي لشجرة الزيتون البري (العتم) في سلطنة عمان.
تقول الجابرية: بدأت فكرة المشروع من إحدى الرحلات الميدانية لجبال الحجر الشرقي والغربي وجبال ظفار؛ فقد أقلقني وضع شجرة الزيتون البري التي تعرف بالعتم في جبال الحجر الشرقي والغربي وبموطين أو ميطان في جبال ظفار، حيث توجد هذه الشجرة في جبال سلطنة عمان وتعد أحد النباتات الأساسية في بيئات الجبال حيث تنمو في بيئات خاصة وعلى ارتفاعات محددة بجانب أشجار العلعلان والبوت في جبال الحجر الغربي، وتوجد مع شجرة الطيو وشجرة القصم في جبال الحجر الشرقي. كما تتشارك مع شجرة الميشطة أو سغوت في جبال ظفار، وتعد هذه الأشجار من النباتات العمانية المستوطنة التي لها أهمية اقتصادية وبيئية.

وأضافت: يتميز خشب شجرة العتم بالصلابة والذي كان وما يزال يستخدم في صنع العصي من قبل أهالي المناطق الجبلية. كما أن الأغصان الصغيرة كانت تستخدم لصناعة المشوط وأدوات علاج للأسنان وغيرها من الصناعات الحرفية، وكذلك يصنع الفحم منه.
وذكرت أيضًا بأن أزهار العتم تجذب النحل منتجة منها عسل العتم والذي يباع بسعر عالٍ في بعض القرى الجبلية من جبال الحجر. أما طبيا فكانت الأوراق تُستخدم لعلاج لدغات الأفاعي، لتسكين آلام المعدة والمغص أو علاج الإمساك الشديد، لعلاج التهابات العين ولتسكين الطفح الجلدي.
وأردفت الجابرية قائلة: تتعرض هذه الشجرة المهمة حاليا لعدة مهددات طبيعية وغير طبيعية تؤثر سلبا على نموها وانتشارها وديمومتها، ومن هذه المهددات الطبيعية: التغير المناخي الذي تتعرض له البيئات الهشة التي توجد فيها هذه الشجرة حيث إن ارتفاع درجات الحرارة وقلة الأمطار قي الجبال أدى إلى الجفاف، وانخفاض درجات الحرارة في فتره الشتاء أدى إلى الصقيع الذي أهلك بعض الأشجار البرية في الجبال ومنها الزيتون البري.
وأضافت: تشير الدراسات والوقائع العالمية إلى أن الحرائق هي إحدى صور التغير المناخي حيث شهد جبل شمس في يونيو 2021 م حريقًا كبيرًا أدى إلى موت كثير من الأشجار البرية ومنها العتم (صورة)، كما تهاجم كثير من الحشرات والأمراض شجرة العتم منها النمل الأبيض والذي سبب مؤخرًا في موت كثير من الأشجار في جبال ظفار (صورة).
وأوضحت أيضًا بأن التوسع العمراني هو أحد المهددات غير الطبيعية في بيئات الزيتون البري حيث شهد الجبل الأخضر توسعات عمرانية أدت إلى اقتلاع كثير من أشجار الزيتون البري واختفاء مساحات كبيرة من أماكن نموها الطبيعية.
وذكرت بأن قطع أغصان هذه الشجرة الجائر غير المنظم لصنع العصي أسهم بدور كبير في تقليص رقعة الغطاء النباتي، بالإضافة إلى ما سبق فإن إدخال الإنسان نباتات غازية مثل نبات الباراثنيوم والغاف البحري يشكل حاليا تهديدا جديدا لشجرة الزيتون البري في جبال ظفار، ويعد الرعي الجائر أحد المهددات التي تواجه هذه الشجرة حيث يقوم أهالي الجبال برعي مواشيهم في مواسم الخصب وتتغذى على أشجار العتم في ظل تراجع مساحات المراعي.
وأكملت: أما في جبال الحجر الغربي وبالتحديد في الجبل الأخضر فقد أدخل الزيتون المستورد من بلاد حوض المتوسط والذي قد يشكل أحد المهددات التي قد تؤثر على المصادر الوراثية الجينية للزيتون البري على المدى البعيد من خلال التهجين الخلطي بينهما مما يؤدي إلى التلوث الجيني للزيتون البري.
وفي ختام حديثها لـ “أثير” أكدت الجابرية بأن هذا البحث سيكون له بالغ الأثر على الحفاظ على هذه الشجرة في الجبال العمانية من خلال النتائج التي سوف تسهم في بناء إستراتيجية فعاله للحفاظ على شجرة الزيتون البري (العتم) في سلطنة عمان. كما أن مثل هذه المشاركات والفوز فيها يدعوني إلى الفخر ومزيد من الإصرار على النجاح والتفوق وتمثيل وطني في هذه الفعاليات العلمية المهمة.