مسقط-أثير
إعداد: د. محمد بن حمد العريمي
تعد العلاقات العمانية الأردنية نموذجًا مميزًا من العلاقات الودية الوطيدة بين الدول، ومنذ بداية النهضة العمانية المباركة في 23 يوليو 1970م وقف الأردن قيادةً وحكومةً وشعبا إلى جانب سلطنة عُمان، كما كانت سلطنة عمان سندا للأردن في مواجهة التحديات، ولم تألُ جهداً في دعم قضاياه وتوجهاته. وقد أرسى دعائمَ هذه العلاقة المميزة المغفورُ لهما السلطان قابوس بن سعيد والملك الحسين بن طلال طيّب الله ثراهما.

وتواصلت هذه العلاقة المتميزة بين البلدين الشقيقين في عهد جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين الذي واصل نهج والده في علاقته الوديّة بسلطنة عمان، واستمرت هذه العلاقة الودية في عهد المغفور له السلطان قابوس بن سعيد، وما تزال كما هي عليه في عهد حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق حفظه الله ورعاه.
“أثير” تستعرض في هذا التقرير ملامح من تاريخ العلاقات بين سلطنة عمان والمملكة الأردنية الهاشمية اعتمادًا على عدد من الدراسات والتقارير والصحف، ومن أبرزها دراسة الباحث سامر المعايطة حول العلاقات الأردنية العمانية 1970-1999، وأعداد من جرائد “عمان” و”الوطن” و”الدستور” و”الرأي”.
“أثير”
تستعرض في هذا التقرير ملامح من تاريخ العلاقات بين سلطنة عمان والمملكة الأردنية الهاشمية اعتمادًا على عدد من الدراسات والتقارير والصحف، ومن أبرزها دراسة الباحث سامر المعايطة حول العلاقات الأردنية العمانية 1970-1999، وأعداد من جرائد “عمان” و”الوطن” و”الدستور” و”الرأي”.
العلاقات السياسية
تعود العلاقات العمانية الأردنية الحديثة إلى بداية السبعينات، حيث أيّد الأردن انضمام سلطنة عمان إلى جامعة الدول العربية وهيئة الأمم المتحدة، كما رفد الأردن سلطنة عمان بالعديد من الخبرات في مختلف المجالات منذ مطلع النهضة المباركة عام 1970.
وقد تبادل حكام الدولتين الزيارات منذ عام 1972، وسنعرض هنا لنماذج من تلك الزيارات العديدة والمتكررة بين الطرفين مع التركيز على الزيارات الأولى، حيث زار السلطان قابوس بن سعيد طيّب الله ثراه الأردن خلال الفترة من 24-27 يونيو 1972 لطلب المساعدة الأردنية في الإسهام بالجهود الرامية للقضاء على الحرب في ظفار.
وتذكر جريدة الوطن في عددها الستين بتاريخ 29 يونيو 1972 أنه ” تماشيا مع سياسة الانفتاح التي أعلنها جلالة السلطان قابوس المعظم فور تسلمه زمام الحكم في البلاد .. واصل جلالته سلسلة لقاءاته بأشقائه الزعماء العرب .. فبعد لقاء جلالته مع جلالة الملك فيصل بن عبدالعزيز ملك المملكة العربية السعودية وصاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة التقى جلالته مع جلالة الملك الحسين بن طلال ملك الأردن .. وقد لقيت زيارة جلالة السلطان للمملكة الأردنية الهاشمية اهتماما كبيرا، واستقبل جلالته بحفاوة وترحاب منقطع النظير، ولبست العاصمة الأردنية أثواب الزينة والفرح لمقدم جلالته وتعانقت الأعلام الأردنية والعمانية على طول الطريق من المطار وحتى قصر الضيافة ,, وهتفت الجماهير المحتشدة على طول الطريق تحية لجلالته.. وفي الديوان الملكي الهاشمي جرت مباحثات رسمية بين الزعيمين الكبيرين تطابقت خلالها وجهات النظر في القضايا مدار البحث.. وفي يوم 25/6/1972 اصطحب الملك الحسين ضيفه الكبير جلالة السلطان المعظم لزيارة قاعدة الأمير الحسن الجوية وكان في استقبالهما قائد القاعدة وكبار الضباط وشهد الزعيمان عرضا لسلاح الجو الملكي الأردني … وخلال الزيارة تم تسليم مفتاح عمّان الذهبي لجلالة السلطان المعظم .. كما أقام جلالة السلطان حفلة عشاء كبرى حضرها جلالة الملك الحسين وشقيقه الأمير محمد والرئيس الأوغندي عيدي أمين”.
وتذكر جريدة الوطن في عددها الستين بتاريخ 29 يونيو 1972 أنه ”
تماشيا مع سياسة الانفتاح التي أعلنها جلالة السلطان قابوس المعظم فور تسلمه زمام الحكم في البلاد .. واصل جلالته سلسلة لقاءاته بأشقائه الزعماء العرب .. فبعد لقاء جلالته مع جلالة الملك فيصل بن عبدالعزيز ملك المملكة العربية السعودية وصاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة التقى جلالته مع جلالة الملك الحسين بن طلال ملك الأردن .. وقد لقيت زيارة جلالة السلطان للمملكة الأردنية الهاشمية اهتماما كبيرا، واستقبل جلالته بحفاوة وترحاب منقطع النظير، ولبست العاصمة الأردنية أثواب الزينة والفرح لمقدم جلالته وتعانقت الأعلام الأردنية والعمانية على طول الطريق من المطار وحتى قصر الضيافة ,, وهتفت الجماهير المحتشدة على طول الطريق تحية لجلالته.. وفي الديوان الملكي الهاشمي جرت مباحثات رسمية بين الزعيمين الكبيرين تطابقت خلالها وجهات النظر في القضايا مدار البحث.. وفي يوم 25/6/1972 اصطحب الملك الحسين ضيفه الكبير جلالة السلطان المعظم لزيارة قاعدة الأمير الحسن الجوية وكان في استقبالهما قائد القاعدة وكبار الضباط وشهد الزعيمان عرضا لسلاح الجو الملكي الأردني … وخلال الزيارة تم تسليم مفتاح عمّان الذهبي لجلالة السلطان المعظم .. كما أقام جلالة السلطان حفلة عشاء كبرى حضرها جلالة الملك الحسين وشقيقه الأمير محمد والرئيس الأوغندي عيدي أمين”.


كما قام السلطان قابوس بزيارة أخرى إلى الأردن في الثامن من مارس 1975 استغرقت ثلاثة أيام أجرى خلالها مباحثات مع الملك الحسين بن طلال وحظي فيها باستقبال رسمي وشعبي كبيرين.
وقد أشارت جريدة “الوطن” إلى هذه الزيارة في عددها (177) بتاريخ 13 مارس 1975، حيث ذكرت أنه “اختتم جلالة السلطان المعظم زيارة رسمية للمملكة الأردنية الهاشمية استغرقت ثلاثة أيام .. وقد استقبلت العاصمة الأردنية جلالة السلطان المعظم استقبالا قال عنه المراقبون إنه لم يسبق له مثيل من قبل لأي حاكم عربي.. فقد ازدانت الشوارع والميادين والساحات العامة بالزينة والأعلام العمانية وصور جلالة السلطان المعظم واحتشدت الجماهير الغفيرة ترفع لافتات الترحيب بمقدم جلالته .. وقد عقدت مباحثات رسمية بين جلالة السلطان المعظم وأخيه جلالة الملك حسين بن طلال تناولت العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين والقضايا العربية والدولية”.
وقد أشارت جريدة “الوطن” إلى هذه الزيارة في عددها (177) بتاريخ 13 مارس 1975، حيث ذكرت أنه
“اختتم جلالة السلطان المعظم زيارة رسمية للمملكة الأردنية الهاشمية استغرقت ثلاثة أيام .. وقد استقبلت العاصمة الأردنية جلالة السلطان المعظم استقبالا قال عنه المراقبون إنه لم يسبق له مثيل من قبل لأي حاكم عربي.. فقد ازدانت الشوارع والميادين والساحات العامة بالزينة والأعلام العمانية وصور جلالة السلطان المعظم واحتشدت الجماهير الغفيرة ترفع لافتات الترحيب بمقدم جلالته .. وقد عقدت مباحثات رسمية بين جلالة السلطان المعظم وأخيه جلالة الملك حسين بن طلال تناولت العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين والقضايا العربية والدولية”.



كما زارها في مايو 1975م في زيارة خاصة استغرقت عدّة أيام التقى خلالها بجلالة الملك حسين بن طلال الذي كان في مقدمة مستقبليه في مطار العقبة.


وزار السلطان قابوس بن سعيد الأردن في مايو 1982 بعد زيارته لجمهورية مصر العربية، كما زارها في 29 مارس 1983 لمدة ثلاثة أيام حيث قام مع الملك حسين بافتتاح مركز الملكة علياء لأمراض وجراحة القلب ومركز التأهيل الملكي وقد تبرع السلطان قابوس بإنشائهما.

وفي منتصف أبريل من عام 1983م زار السلطان قابوس الأردن لإطلاع الملك حسين على نتائج مباحثاته في واشنطن، كما شارك في تدشين خط العقبة- نويبع أثناء زيارته في 25 أبريل 1985م، حيث زار ميناء العقبة وتبرع بنصف مليون دينار لتطوير رصيف اليرموك، كما تبرع بألف فسيلة نخيل عمانية لمدينة العقبة.



كما زار السلطان قابوس بن سعيد طيّب الله ثراه الأردن في 7 نوفمبر 1987 لحضور مؤتمر القمة الطارئ في عمّان، وزارها كذلك في 30 أغسطس 1996 في إطار توحيد المواقف العربية إزاء الحكومة الإسرائيلية.
كما قام الملك حسين بعدة زيارات إلى سلطنة عمان من بينها زيارة في 6 يوليو 1974م ضمت أبو ظبي ضمن جولة خليجية له للتشاور حول آخر تطورات الوضع العربي الراهن وتنسيق الموقف العربي.

وقام الملك حسين بن طلال بزيارة رسمية إلى سلطنة عمان في أبريل من عام 1975م حيث تفقد القوات الأردنية التي كانت تحرس الطريق بين صلالة وثمريت، كما زارها كذلك في يوليو من عام 1975م، أي بعد ثلاثة أشهر من الزيارة السابقة، ويبدو أن تلك الزيارات كان الهدف منها متابعة الوضع العسكري وأداء الكتيبة الأردنية المقاتلة جنبًا إلى جنب مع الجيش العماني.



وزار الملك حسين سلطنة عمان في 9 أغسطس 1976م ضمن جولة خليجية، كما زارها في 20 يناير 1992م في أول زيارة خليجية له بعد أزمة غزو العراق للكويت، وزار مسقط في 23 يناير 1995م لإطلاع السلطان قابوس على تفاصيل اتفاقية السلام مع إسرائيل، وزار الملك حسين سلطنة عمان كذلك في 13 سبتمبر لتهنئة السلطان قابوس بنجاته من حادث السير الذي تعرض له.



العلاقات الدبلوماسية
بدأت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين منتصف عام 1972م عندما تم تعيين أول سفير أردني في سلطنة عمان وهو السيد محمد خليل عبد الدايم، الذي كان ضابطًا في القوات المسلحة الأردنية خلال الفترة من 1947-1972، ثم تقلّد منصب رئيس هيئة الأركان العامة عام 1972 قبل تعيينه كسفير، والذي بقي في منصبه حتى عام 1973.


تلاه السفير يعقوب أبو غوش حتى عام 1976، ثم السفير سهيل التل الذي استمر حتى عام 1982م ثم توالى تعيين السفراء حتى وقتنا الحالي بوجود سعادة السفير أمجد القهيوي.
تلاه السفير يعقوب أبو غوش حتى عام 1976، ثم السفير سهيل التل الذي استمر حتى عام 1982م ثم توالى تعيين السفراء حتى وقتنا الحالي بوجود سعادة السفير أمجد القهيوي.

أما أول سفير لسلطنة عمان لدى المملكة الأردنية الهاشمية فهو السيد بدر بن سعود بن حارب الذي تم تعيينه في 3 يوليو عام 1975م وفق المرسوم السلطاني رقم (32/75) وظل في منصبه حتى عام 1978م عندما خلّفه السفير نزار الشيخ، تلاه السفير عبدالله بن سعيد البلوشي عام 1982م، ثم توالى عدد من السفراء حتى وقتنا الحالي بوجود سعادة السفير الشيخ هلال بن مرهون بن سالم المعمري.


التعاون العسكري
جاء الموقف الأردني مغايرًا لمواقف بعض الأنظمة العربية التي دعمت الحرب ظفار، حيث قدم الأردن دعمًا لسلطنة عمان، وشاركت بعض قواته المسلحة في مواجهة أحداث ظفار. وأول شكل للمشاركة هو إرسال الأردن في نهاية عام 1971 ، عددًا من الضباط والجنود إلى سلطنة عمان للعمل هناك، كمدربين عسكريين للقوات العمانية، وصل عددهم ما يقارب من ( 400 ) ضابط وجندي.
وتورد جريدة (الوطن) خبرًا في العدد السادس والأربعين الصادر بتاريخ 23 مارس 1972 حول مغادرة الوفد العسكري الأردني بعد زيارة رسمية للسلطنة استغرقت ثمانية أيام وكان في وداعهم صاحب السمو السيد فهر بن تيمور وعدد من ضباط الجيش السلطاني العماني.
كما أوردت جريدة الوطن في عددها التاسع والستين الصادر بتاريخ 7 سبتمبر 1972 خبرًا عن سفر بعثة عمانية إلى المملكة الأردنية الهاشمية للدراسة والتدريب العسكري.

وفي دراسة مهمة للباحث إبراهيم فاعور الشرعة بعنوان “دور الأردن العسكري والتنموي في سلطنة عمان عام 1975” هناك معلومات مهمة عن الدور الكبير الذي قامت به المملكة الأردنية الهاشمية في الوقوف عسكريًا إلى جوار سلطنة عمان خلال الأحداث التي شهدتها ظفار بداية النهضة المباركة.
وقد أرسل الأردن بحسب الدراسة كتيبة مشاة في مارس عام 1975، المسماة بـ “كتيبة المظليين الخاصة/ 91” التابعة للقوات الخاصة، وكان قائدها الرائد تحسين شرذم، ووحدات من الهندسة، كما قام الملك حسين في ديسمبر عام 1974 بإهداء الجيش العماني ( 31 ) طائرة هوكر هنتر (Hawker Hunter)
وانتقلت القوة الأردنية في 23 فبراير عام 1975 جوًا على ست طائرات سي ( 130 )، وكان قائد الكتيبة الرائد الركن تحسين شردم، وتألفت من: قيادة الكتيبة، سرية القيادة، ثلاث سرايا خاصة ، وكان مجموع الرتب كافة في الكتيبة 550ضابطا وفردًا.
كما أرسلت القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية مجموعة من الضباط والأفراد لإسناد كتيبة المظليين الخاصة / 91، وهم من الفنيين؛ للقيام بأعمال فنية: كالميكانيك، والحدادة، والكهرباء، وأمور أخرى.
وتمثلت مهام الكتيبة الأردنية في تأمين الحماية للشركات العاملة في المنطقة، وخاصة العاملة في شق طريق معبد من ثمريت (مدوي) إلى صلالة ، بالإضافة إلى حماية السكان المحليين وتوفير الرعاية الصحية لهم، وفرض الأمن، وغيرها من المهام.
وبعد إتمام كتيبة المظليين الخاصة/ 91 مهامها في سلطنة عمان، فقد أمر الملك حسين “بعودة ضباط وأفراد الكتيبة بعد انتهاء مهامهم”.، وحدد موعدا لذلك وهو نهاية شهر سبتمبر عام 1975 وأمر الملك حسين القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية بوضع الترتيبات لعودة ضباط وأفراد الكتيبة إلى الأردن، كما أمر أن تسّلم الكتيبة مهامها إلى القوات العمانية تمهيدًا لعودتها.
وبعد إتمام كتيبة المظليين الخاصة/ 91 مهامها في سلطنة عمان، فقد أمر الملك حسين
“بعودة ضباط وأفراد الكتيبة بعد انتهاء مهامهم”.،
وحدد موعدا لذلك وهو نهاية شهر سبتمبر عام 1975 وأمر الملك حسين القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية بوضع الترتيبات لعودة ضباط وأفراد الكتيبة إلى الأردن، كما أمر أن تسّلم الكتيبة مهامها إلى القوات العمانية تمهيدًا لعودتها.

واكتملت عودة كتيبة المظليين الخاصة/ 91 من سلطنة عمان إلى الأردن في21 سبتمبر عام 1975، واستقبل الملك حسين ضباط وأفراد القوة الأردنية بعد انتهاء مهمتها من سلطنة عمان، وألقى كلمة عبّر فيها عن تقديره للجهود والتضحيات التي قدمتها القوة.



كما أرسلت الحكومة الأردنية سرية هندسة إلى سلطنة عمان، رافقت كتيبة المظليين الخاصة/ 91 ، بهدف القيام بمشاريع مختلفة، خاصة في الجوانب العمرانية المختلفة، مثل؛ فتح الطرق، وبناء المستشفيات والمساكن، ومساعدة السكان المحليين؛ بالإضافة إلى الجانب الاقتصادي، خاصة الإسهام في إقامة المشاريع الزراعية.
وبدأ الأردن استقبال الشباب العمانيين في الأكاديمية الجوية الملكية، إضافة لسلاح الجو الملكي الأردني؛ لتدريبهم كطيارين في أرفع مستوى، ابتداءً من بداية مارس عام 1975
وانعكس الدور الذي قامت به القوات المسلحة الأردنية على التعاون في مختلف المجالات والاستفادة من الخبرات العسكرية الأردنية في دعم قوات السلطان المسلحة وتدريبها وتطويرها، وزادت بعثات التدريب العسكرية الأردنية، كما تم تبادل البعثات التدريبية من خلال مشاركة عدد من الضباط والأفراد العسكريين في دورات عسكرية متبادلة.
العلاقات الاقتصادية
بحسب دراسة الباحث سامر المعايطة حول العلاقات الأردنية العمانية فقد بدأت العلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين رسميًا بالاتفاق التجاري والاقتصادي الذي وقع بين الحكومتين في مسقط بتاريخ 18 فبراير 1986، والذي تضمن السماح بالتصدير بين البلدين للمنتجات الزراعية والصناعية والثروات الطبيعية ذات المنشأ المحلي إلى الطرف الآخر ويسمح للطرف الآخر باستيراد هذه المنتجات. وقد حددت الاتفاقية المواد والسلع التي يستوردها كل طرف.



كما وقعت عدد من الاتفاقيات ذات البعد الاقتصادي بين الطرفين ذكرتها دراسة سامر المعايطة ومن بينها: اتفاقية لإنشاء خدمات جوية وقعت بتاريخ 15 يونيو 1974 بهدف تسيير خطوط جوية بين البلدين، واتفاقية التعاون الصحي بين البلدين الموقعة في 31 مارس 1981 بهدف تطوير وتوثيق سبل التعاون في المجالات الصحية المختلفة، واتفاقية تبادل الإعفاء الضريبي الموقعة بتاريخ 23 أبريل 1986 بهدف تبادل الإعفاء الضريبي على دخل شركات ومؤسسات النقل الجوي.

في مجال التعليم والثقافة
لعبت المملكة الأردنية الهاشمية دورًا كبيرًا في النهضة التعليمية بالسلطنة منذ البدايات الأولى للنهضة المباركة، فقد توالت البعثات التعليمية والفنية المختلفة من الأردن، كما قامت سلطنة عمان بإرسال عدد من البعثات التعليمية لاستكمال دراستها في الأردن، فتشير جريدة “الوطن” في العدد الثاني والسبعين بتاريخ 5 أكتوبر 1972 إلى ترشيح دائرة الزراعة تسعة طلاب عمانيين ممن يحملون الشهادة الثانوية لإكمال دراستهم بالمملكة الأردنية الهاشمية.
كما وقعت اتفاقية ثقافية وتربوية بين حكومتي سلطنة عمان والمملكة الأردنية الهاشمية بتاريخ 18 أكتوبر 1976م، وتمت المصادقة عليها وفق المرسوم السلطاني رقم 23/76 الصادر بتاريخ 12 أبريل 1977.
كما تبادل البلدين إرسال الملحقين الثقافيين بسفارتي البلدين والذين قاموا بدورٍ كبير في توطيد العلاقات الثقافية وتبادل الخبرات التربوية، بالإضافة إلى توقيع عدد من بروتوكولات التعاون بين بعض الجامعات في البلدين، وخصصت بعض الجامعات الأردنية مقاعد سنوية للطلبة العمانيين، كما توافد العديد من الطلاب العمانيين للالتحاق بالجامعات الحكومية والخاصة في المملكة الأردنية الهاشمية، وما يزال هذا التعاون قائمًا ومستمرًا حتى اليوم.

ويوضح الجدول الآتي أعداد المعلمين الأردنيين المعارين إلى سلطنة عمان خلال الفترة من 1972-2006، بحسب ما ورد في دراسة سامر المعايطة:

في مجال الإعلام
تعود العلاقات العمانية الأردنية في مجال الإعلام إلى عام 1970م حيث استعانت سلطنة عمان بمجموعة من الإعلاميين الأردنيين للاشتراك في محاربة الأفكار الشيوعية الدخيلة على المجتمع، ومن بين أوائل الإعلاميين الذين اشتركوا في تنفيذ تلك البرامج كما تذكر دراسة سامر المعايطة، كان إبراهيم زيد الكيلاني الذي سجل العديد من الأحاديث عن عمان ومكانتها الإسلامية.
وفي يوم السبت 12 شوال 1392 هـ الموافق 18 نوفمبر 1972، صدر العدد الأول من جريدة (عمان) عن المديرية العامة للإعلام والسياحة في ثمان صفحات من القطع الكبير، وذلك بمساهمة من مجموعة من الصحفيين الأردنيين كان على رأسهم الصحفي المعروف أمين أبو الشعر.
وحول تأسيس جريدة عمان يذكر الصحفي محمد عمايرة في مقال نشر بجريدة “الرأي” الأردنية يوم 10 يونيو 2012 تحت عنوان ” المرحوم أمين أبو الشعر ودوره في تأسيس الرأي”، “..وقد حظيت والزميل سليمان القضاة بالعمل معه عندما عيّن عام 1972 مستشاراً إعلامياً في وزارة الإعلام بسلطنة عمان وكلّف بإصدار أول صحيفة عمانية تطبع في السلطنة، واختارنا لمشاركته هذه المهمة محررين في الصحيفة، وهيأ لذلك المطبعة والكادر الفني من الشباب الأردنيين الأكفاء.. وبعد ذلك بستة أشهر قدم رحمه الله استقالته وعاد إلى الأردن، لنكمل نحن المشوار وتتحول الصحيفة إلى نصف أسبوعية ثم يومية قبل أن نعود كلينا إلى حضن الوطن عام 1979 و1980 على التوالي”.
وحول تأسيس جريدة عمان يذكر الصحفي محمد عمايرة في مقال نشر بجريدة “الرأي” الأردنية يوم 10 يونيو 2012 تحت عنوان ” المرحوم أمين أبو الشعر ودوره في تأسيس الرأي”،
“..وقد حظيت والزميل سليمان القضاة بالعمل معه عندما عيّن عام 1972 مستشاراً إعلامياً في وزارة الإعلام بسلطنة عمان وكلّف بإصدار أول صحيفة عمانية تطبع في السلطنة، واختارنا لمشاركته هذه المهمة محررين في الصحيفة، وهيأ لذلك المطبعة والكادر الفني من الشباب الأردنيين الأكفاء.. وبعد ذلك بستة أشهر قدم رحمه الله استقالته وعاد إلى الأردن، لنكمل نحن المشوار وتتحول الصحيفة إلى نصف أسبوعية ثم يومية قبل أن نعود كلينا إلى حضن الوطن عام 1979 و1980 على التوالي”.
كما تم التوقيع بين وزيري الإعلام في البلدين على اتفاقية إعلامية بين البلدين لأول مرة في عام 1976، بالإضافة إلى اتفاقيات إعلامية بين بعض الجهات الإعلامية لدى الطرفين مثل وكالتي الأنباء “بترا” و”العمانية” لتبادل الأخبار وبثها والتعاون في المجالين الصحفي والفني.


وقد برز العديد من الوجوه الإعلامية الأردنية التي أسهمت في النهضة الإعلامية العمانية ومن بينها على سبيل المثال: أمين أبو الشعر، إبراهيم الكيلاني، إحسان رمزي، منذر الحديدي، سليمان القضاة، غسان عبيدات، حسن أبو شعيرة، محمد ناجي العمايرة، وغيرهم.
المراجع
المراجع
- ذاكرة الوطن. http://www.alwatan.com/THAKIRA.htm
- الشرعة، إبراهيم فاعور. دور الأردن العسكري والتنموي في سلطنة عمان عام 1975 م، دراسات، العلوم الإنسانية والاجتماعية، المجّلد 38 ، العدد 3، 2011
- عمان منذ الأزل، الجزء الرابع، مكتب مستشار جلالة السلطان لشؤون التخطيط الاقتصادي، مسقط، ديسمبر 2020
- عمايره، محمد ناجي .المرحوم أمين أبو الشعر ودوره في تأسيس الرأي، جريدة الرأي الأردنية 10 يونيو 2012.
- المعايطة، سامر محمد محمود. العلاقات الأردنية العمانية 1970-1999، رسالة دكتوراه، جامعة اليرموك، إربد، 2010.
- أعداد من أرشيف جريدة عمان خلال الفترة من 1975-1978.
- أعداد من أرشيف صحف الرأي والدستور وعمّان المساء الأردنية.
- مجلة العقيدة. دار العقيدة، مسقط، سلطنة عمان، عدد 21 نوفمبر 1973.
- موقع قانون الألكتروني. https://qanoon.om/