أثير-جميلة العبرية
تلهمك عزيمة الشباب العماني المكافح والساعي إلى نيل الأفضل له ولوطنه، فهو حتى وإن واجه الصعوبات يكملها ويحقق الأفضل في نتائجها، وهذا ما حدث مع تقوى العبرية ذات الـ 17 ربيعًا، التي حصلت على بعثة داخلية لإكمال دراستها الجامعية (مرحلة البكالوريوس) وهي تعاني من هشاشة العظام ونقص نمو. Osteogenesis Imperfecta
“أثير” التقت بأم تقوى لتسرد لنا تفاصيل دعمها لابنتها لتكمل مشوار تعليمها وتحقق نسبة في الدبلوم العام تؤهلها للالتحاق بالمرحلة الجامعية، فقالت: نشكر الله الذي سهل علينا أمورنا، حيث كانت بداية تقوى في جمعية التدخل المبكر، لكن لبعد المسافة كانت تحظى بحصة واحدة شهريا تتدرب فيها على مسك القلم وكتابة الحروف، وفي المنزل كانت ابنة أختي تدرسها الحروف وكتابة الكلمات على الأجهزة الإلكترونية التي اقتنيتها من مركز التعلم المبكر، ولم تتمكن من الدراسة في مرحلة الروضة لأنها لم تتمكن من الجلوس بعد.
وأضافت: لتسجيلها في الصف الأول اتصلت إحدى الإداريات بمدرسة الحمراء للتعليم الأساسي (١-٤) وما إن عرضت موضوع تسجيل تقوى رحبت بالفكرة وفرحت كثيرًا وطلبت مني الوقت للتواصل مع المديرية العامة بالمحافظة، وعندها اشترطت المديرية توفير عاملة لحمل الطالبة وكرسي وطاولة مخصص لها، ولله الحمد تم توفير اللازم والكرسي والطاولة حتى الصف الثاني عشر.

وأردفت قائلة: درست تقوى الصف الأول والثاني في هذه المدرسة وكانت المعلمة المساندة لها معلمة اللغة العربية فكانت تهتم بها في حصص الأنشطة، حيث إن في هذه المرحلة إحدى الصعوبات التي واجهتها الكتابة فتجلس بالساعات فقط لكتابة اسمها على الدفتر المدرسي، فهي تستطيع أن تكتب على الأجهزة لسهولة الأمر عليها، لكن الأمر مختلف مع القلم والورقة.
وأوضحت: بعد ذلك قرر والدها نقلها إلى مسقط بسبب ظروف علاجها فانتقلت إلى إحدى المدارس الخاصة العالمية لعام واحد، ثم إلى مدرسة خاصة أخرى أيضًا لعام واحد وبعدها انتقلت إلى مدرسه شمساء الخليلي في الخوير ودرست فيها (من الصف الخامس إلى الصف العاشر) ومنها إلى مدرسة دوحة الأدب، وأشير إلى أن جميع المدارس التي درست فيها حظيت باهتمام بالغ من قبل إداراتها ومعلماتها والطالبات، فصديقاتها لا يفارقنها حتى بالمنزل.
وعن أبرز الصعوبات التي واجهتها تقوى تذكر أن صعوبة الكتابة هي التحدي الأول لها وذلك لضعف عضلاتها ولذلك في الصف الخامس هيأت لها الإداريات من يكتب عنها وقت الاختبارات إلى أن وصلت إلى الصف العاشر، وأيضًا صعوبة مكان الصف فكانت تضع إدارة المدرسة صفها في الطابق السفلي من المدارس التي التحقت بها، ومن الصعوبات التي واجهتها أيضا دخول دورة المياه حيث لم تتوفر في المدارس فخصص لها دورة مياه خاصة بالمعلمات.
وقالت أيضا: في مرحلة الدبلوم العام الصف الثاني عشر، وبسبب تعاون المعلمات معها في مدرسة دوحة الأدب لم نشعر بالصعوبة رغم أنها كانت ستعاني من الكتابة لكن هيأت لها المدرسة أيضًا من يكتب عنها في أيام الاختبارات القصيرة منها والنهائية والحمد لله نالت نسبة أهلتها للحصول على بعثة داخلية في إحدى الكليات الخاصة بمسقط.
وفي ختام حديثها لـ “أثير” شكرت أم تقوى جميع المعلمات اللاتي ساندن ابنتها، وذكرت بأن المرحلة الجامعية الحالية تتطلب الكثير من القوة والصبر والتحمل في مواجهة الصعوبات.