أثير- موسى الفرعي
سلطة الموت التي تلزمنا الاستسلام، إنها سلطة قادرة على تعطيل الحواس والوصول بنا إلى درجة التجمد الكلي للكلمات حين تكون افتتاحية اليوم جملةً سداسية التكوين ( رحل من كان يذكرك بالخير والحب ) جملة مشبعة بالغياب، لكني دفعت فكرة الموت، وكلما نجحت في ذلك تزاحمت رسائل التعزية، مؤكدة ما أفر منه بتكذيبي لخبر الغياب هذا.
كيف يمكن أن ييدأ الصباح بخبر كرحيل ياسر البوسعيدي، وهو المحب الذي يترجم حبه لوطنه والإنسان بالأفعال لا الأقوال، ويجسده بالإخلاص له بكل ما أوتي من محبة وصدق، عاش حميدا ممتلئا بالقيم الإنسانية العظيمة، لين التعامل ودماثة الأخلاق والأدب وصفات كثيرة كانت تتجلى دائما في ذلك الإنسان العالي، جمعتني به مسابقات الرماية وأنشطة كان ينظمها فريق الأخضر بنيابة سند الشأن بولاية المضيبي ، دون أن أعلم أن غيابه سيكون هو الطلقة الأكثر إيلاما، وأن بغيابه سأفتقد للكثير من المحبة الصادقة والمشاعر الصافية، ستفتقد النهارات لابتسامته الدائمة.

عاش ياسر البوسعيدي رجلا حميدا كريما، ورحل عن عالمنا تاركا إرثا كبيرا من الصفات العالية التي يمكن أن تعيد الإنسان إنسانا، لقد كان درسا حيا في إمكانية أن ينتصر الإنسان على كل شيء، لكنه الموت، ولا قدرة لنا في مواجهة هذه الحقيقة المطلقة إلا بالصبر وحسن الدعاء، قد يكون هذا العالم غير قادر على استيعاب هذا الكم من الصدق والمحبة والإخلاص، قد تكون سعة الحياة غير قادرة احتواء الأخيار منا، لذلك هم يرحلون واحدا تلو الآخر.
رحم الله ياسر البوسعيدي وغفر له ولا حرمنا أجره، اللهم أبدل له دارا خيرا من داره وأهلا خيرا من أهله، وأدخله الجنة ولا تفتنا بعده، فقد رحل إلى دار القرار وبلغت بيننا الأقدار، رحل ياسر البوسعيدي وكفى فلله ما أعطى ولله ما أخذ.