أخبار عالمية

مثقفون عرب: سلطنة عمان لها مكانة مميزة في الأوساط الثقافية العالمية والعربية

محمد الوهيبي يكتب: علموهم..
محمد الوهيبي يكتب: علموهم.. محمد الوهيبي يكتب: علموهم..

أثير – مكتب أثير في القاهرة
محمد الحمامصي


تشهد سلطنة عمان حراكًا ثقافيًا وإبداعيًا واسعًا، في ظل انفتاح مثقفيها ومبدعيها على مختلف تجليات الكتابة، ودعم مؤسسات وهيئات الدولة لهم ولفعالياتهم، في ظل القيادة الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق -حفظه الله ورعاه-على هذا الحراك ودوره في النهضة الثقافية والفكرية والإبداعية التي تعم السلطنة اليوم وفي أجواء احتفالاتها بالعيد الوطني المجيد ال 52.. مناسبة أعرب خلالها مثقفون عرب لـ”أثير” عن مشاعرهم تجاه السلطنة بكل ما تحتويه المعاني من تهنئة وتقدير للقوى الناعمة التى جعلت من السلطنة صاحبة مكانة متميزة في الأوساط الثقافية العالمية والعربية.

في البدايه أكد المفكر والمؤرخ المصري د.خالد عزب أن سلطنة عمان تشهد حراكا ثقافيا حيويا في السنوات الأخيرة بلورته ظهور عدد من دور النشر العمانية التي تقدم أجيال من المثقفين العمانيين على الساحة العربية كان آخرها دار “لبان”. هذا الحراك أدى إلى مشاركة اثنين من الناشرين العمانيين في مؤتمر النشر في الوطن العربي الذي عقد في الشارقة مؤخرا. وعلى صعيد آخر فإن الإنتاج الثقافي العماني تبلور في احتفاء اليونسكو بالبحار العماني أحمد بن ماجد وإنجازاته العلمية تلك الإنجازات دفعت د.عبدالله الغنيم إلى تأليف كتاب موسوعي عنه. كما كان لرعاية جلالة السلطان المعظم للمتحف الوطني العماني دور في لفت الانتباه إلى كنوز هذا المتحف خاصة أن القسم البحري وقسم اللبان به متميزان، وهو الأمر الذي زاد من إقبال السياح على زيارته مما يؤدي إلى مزيد من إلقاء الضوء على الثقافة العمانية تاريخها وحاضرها. أيضا كان لإطلاق السفير عبدالله الرحبي صالون أحمد بن ماجد في القاهرة أثر كبير في زيادة التفاعل الثقافي بين القاهرة ومسقط. كما أن إطلاق جائزة صحار للنقد الأدبي يمثل إضافة مهمة لتحفيز حركة النقد الأدبي العربي وهو جانب أهمل الاهتمام به في العقود الماضية.

وألقى الناقد والكاتب السوري عزت عمر الضوء على تجليات المشهد القصصي والروائي في السلطنة.. قال “ما بين قصص الثمانينيات والمشهد القصصي الحالي شهدت القصّة العُمانية القصيرة تطوّراً ملحوظاً لاسيما مع عقد التسعينيات والألفية الجديدة، وتألّق أسماء كثيرة من مثل: سالم آل تويه، سليمان المعمري، علي المعمري، جوخة الحارثي، محمد سيف الرحبي، خليفة سلطان العبري، يحيى سلام المنذري، الخطّاب المزروعي، عبدالعزيز الفارسي، محمود الرحبي، زوينة خلفان، محمد اليحيائي، ومن الصعب استعراض أعمال وإبداعات الكتّاب العمانيين بعد كلّ هذا التراكم الذي تحقق عبر اهتمام الحكومة العمانية ووزارة التراث والثقافة فضلاً عن الجامعات وأنشطة الصحافة العمانية ،فتعددت المنابر والنوادي بدءاً من الثمانينيات من مثل “النادي الثقافي” و”المنتدى الأدبي” وصولاً إلى “جمعية الكتاب والأدباء العمانيين” التي أقامت ندوات عديدة حول الإبداعات العمانية شارك فيها نقّاد ودارسون كبار على المستوى العربي.

وأضاف “إلى جانب القصّة القصيرة راكمت الرواية كمّاً لا بأس به منذ مطلع الثمانينيات والألفية الجديدة برزت خلالها أسماء مؤسِّسة نذكر منها: سعود المظفر، كتب عشر روايات منذ روايته الأولى “رمال وجليد” 1988، سيف السعدي كتب: “خريف الزمن”، و”جراح السنين”، و”الجانب الآخر”. وحمد الناصري، “أوجاع الزمن الماضي” و”الليلة الأخيرة”، ومحمد اليحيائي “حوض الشهوات” وهي من الروايات المهمّة التي ذهبت بعيداً في التاريخ الاجتماعي والسياسي العماني، ومبارك العامري “مدارات العزلة”، و”شارع الفراهيدي”، وأصدر علي المعمّري مجموعة من الروايات بدءاً من “فضاءات الرغبة الأخيرة” وانتهاء بـ “بن سولع”. ومن الأصوات الجديدة تجربة الروائي حسين العبري الذي كتب عدة روايات منها “ديازبام” و”الوخز” و”الأحمر والأصفر”. أما الروائيات اللواتي تألق فمنهم بدرية الشحّي وجوخة الحارثي، وفيما يبدو أن الرواية العمانية ذاهبة لتأكيد حضورها في المشهد الثقافي الخليجي والعربي مع هذه الأصوات الإبداعية الواعدة.

أما الناشر شريف بكر صاحب ومدير دار العربي العربي للنشر والتوزيع فله العديد من الملاحظات على الحضور الثقافي والإبداعي في السلطنة: للأسف ما يصلنا عن الحركة الثقافية في سلطنة عمان قليل، لا أدرى إن كان هذا تقصير من جانبنا أم من الجانب العماني؟ في وقت تتفاعل فيه السوشيال ميديا وشبكات الأخبار على نطاق واسع حاملة معها الأخبار والمعلومات عن حركة النشر والكتاب والمبدعين، يمكن أن يكون هناك تقصير في التواصل لأنه في الفترة الأخيرة ظهرت في السلطنة العديد من الوجوه الثقافية والإبداعية الجديدة فرضت نفسها على الساحة العربية والعالمية ففوز جوخة الحارثي بجائزة البوكر العالمية وتشريفها للرواية والأدب العربي، وكانت فرصة للبناء على إنجازها، وقد رأيتها في معرض الشارقة لكن لم نرها في القاهرة، أيضا لدينا بشرى خلفان التي كانت ضمن القائمة القصيرة للبوكر العربية وحصلت على جائزة كتارا وحضرت للقاهرة حيث عقد لها ندوة كبيرة في مكتبة تنمية، لكن تظل هناك صعوبات كثيرة تواجهة التواصل الثقافي مع الحركة الثقافية بسلطنة عمان، نتيجة قلة نشر المبدعين العمانيين لإبداعاتهم في دور نشر مصرية أو بالتعاون مع دور نشر مصرية، وارتفاع أسعار كتبهم حين تعرض في معرض كتاب القاهرة أو حتى توزع في دور النشر المصرية، ومن ثم من المهم تواجد المبدعين والمثقفين العمانيين وأعمالهم في القاهرة وإجراء لقاءات وإقامة ندوات وأمسيات، الأمر الذي يلفت الصحافة الثقافية لإجراء لقاءات معهم والكتابة عن أعمالهم، وأيضا على الجانب العماني التواجد الفعلي داخل المعارض العربية من خلال كتابه ومبدعيه وليس فقط من خلال أجنحة ودور نشر لعرض الكتب فقط ، وذلك بفرض نفسه على البرامج الثقافية لهذه المعارض لتحقيق تواصل مع جمهور المتلقين.

ويضيف إن الجانب العماني يحتاج إلى حضور أقوى وفرص تواجد أعمق وأكثر اشتباكا، لأنه بالتأكيد هناك جواهر إبداعية وثقافية لا نعرف عنها شيئا. أيضا جائزة السلطان قابوس للأسف غائبة بشكل كبير عن مسامع الكثير من المثقفين العرب والمصريين ربما بسبب عدم وجود تغطية إعلامية كافية، وأيضا لأنه لا أحد يدير حملة تسويقية لها، فجوائر مثلا البوكر وكتارا وغيرها لها آليات تسويق كبير عربيا من خلال المعارض الدولية للكتب، حيث يتم دعوة الكتاب والإعلاميين والتواصل معهم وجها لوجه. نعم قد يكون هناك تقصير من الناشرين لكن بالتأكيد لو كان لديهم فرصة المشاركة سوف يتقدمون بما عندهم من أعمال، لكن عدم وجود تواصل يكشف ويوضح سبل المشاركة ربما يكون عائقا في وجههم، لابد من تعاون بين القائمين على الأمر سواء على الجانب العماني أو الجانب المصري خاصة أن العمانيين شعب شغوف بالقراءة ونحن كناشرين نلتقيه كثير في معارض الكتب الخليجية.

ويلفت المسرحي المغربي عبد اللطيف فردوس إلى أنه من خلال زيارته لسلطنة عمان في إطار ورشة “سوالف بصرية” لمسرحة القصة القصيرة العمانية “تمكنت من الاطلاع عن قرب على أهم وأبرز مظاهر النشاط الثقافي بالسلطنة، وخلصت إلى إنه متجذر في الزمن، أصيل متأصل في الوجدان ومنفتح ومتسامح في الآفاق والتطلعات. ثقافة يتجسد فيها بشكل فعلي مفهوم المثاقفة. غنية في المواضيع والإشكال، متنوعة في الأجناس والأهداف، تحظى برعاية ودعم وإرادة سياسية من أعلى المستويات لجعلها منارا معرفيا وحضاريا ومشعلا تتوارثه الأجيال. أثار انتباهي النادي الثقافي بسلطنة عمان بمقره وأطره وأنشطته، وكان بالنسبة إلي مؤشرا للاهتمام ولمواكبة أنشطة السلطنة، ندوات ومحاضرات تلامس مختلف المجالات الثقافية والفنية والتوجهات المستقبلية. أيضا مقر الجمعيات الذي تم إنشاؤه بمبادرة ودعم وحرص من المغفور له السلطان قابوس شهادة حية على الرغبة في تنزيل السياسة الثقافية وتحويلها إلى فعل ثقافي واضح الأهداف وقوي البيانات والأسس. يضاف لذلك وجود مهرجانات مسرحية وسينمائية وشعرية في مختلف المحافظات السلطنة، تركز الاهتمام بالمحلي، ومشاركات في مهرجانات خارج السلطنة تعكس الوعي بالانفتاح وتوثيق الروابط.


وتقول الروائية والقاصة السودانية آن الصافي “تعرفت على بعض مناشط الحركة الثقافية في سلطنة عمان عبر الإعلام والصحافة. قبل أعوام قلة، تشرفت بدعوة من قبل صالون د.فاطمة العلياني لأكون ضيفة المنصة لواحدة من الأمسيات الأدبية. كانت فرصة قيمة، عرفتني عن قرب على مجموعة من الفاعلين في المشهد الثقافي. كما التقيت في في كثير من معارض الكتب والمنتديات والمؤتمرات عدد من الأدباء والمثقفين من سلطنة عمان. من قراءتي لمنتوج بعض كتاب السلطنة وجدت دوماً خصوصية تعكس الثقافة الغنية والعريقة لهذا الشعب. يحضر الماضي والحاضر وتحضر الأسطورة مع المهارة في السرد لنرى بيئة خصبة وإبداع حقيقي يتوج مسار الحركة العمانية بل الحركة العربية مجملاً وأفضل نموذج ما قدمته الكاتبة الماهرة جوخة الحارثي. بالنسبة للمهتمين، الفوز بجائزة محلية أو اقليمية أو عالمية يسلط الضوء ليس على منتج المبدع المتوج وحده بل على الحركة الأدبية والثقافية مجملاً وهذا أمر جيد لمعرفة المزيد عن تفاصيل النسيج الفكري والثقافي والأدبي والفني. أي أنه مع البيئة الخصبة ودعم المؤسسات المخولة أتيح المجال لظهور الأعمال المهمة والمتنوعة وتصدر اسماء حريصة على تقديم رؤى تخص أجيال السلطنة، عبر الإبداع مجملاً. هنيئاً للمبدع العماني الاحتفاء بمنتوجه داخل وخارج السلطنة، من ناحية أخرى المتابع للمشهد الثقافي هناك يوقن بأن الطريق مبشر باسماء ومشاريع إبداعية واعدة. كل عام السلطنة وقيادتها وشعبها بخير وابداع وتفوق ونجاح”.

مثقفون عرب: سلطنة عمان لها مكانة مميزة في الأوساط الثقافية العالمية والعربية
مثقفون عرب: سلطنة عمان لها مكانة مميزة في الأوساط الثقافية العالمية والعربية مثقفون عرب: سلطنة عمان لها مكانة مميزة في الأوساط الثقافية العالمية والعربية


Your Page Title