فضاءات

حوار لـ “أثير” مع الأستاذة المربية حياة البوسالمي

حوار لـ “أثير” مع الأستاذة المربية حياة البوسالمي
حوار لـ “أثير” مع الأستاذة المربية حياة البوسالمي حوار لـ “أثير” مع الأستاذة المربية حياة البوسالمي

‏أثير- مكتب أثير في تونس
حاروها: محمد الهادي الجزيري


درّة مكنونة، نثرت سحرها بين صلالة ومسقط ..فلم يكن بوسعي تجاهل بريقها ولم أكن قادرا على مقاربتها دون الخوض معها في شكل إقامتها في أرض عُمان ..ومن ثمّ .. التدرّج معها في الحديث عن عملها وعن طلبتها وعن حنينها إلى ” جبال الكاف ” تلك العالية أبدا ..، أترككم مع حوار الأستاذة المربية ..والأديبة التونسية حياة البوسالمي ..

حوار لـ “أثير” مع الأستاذة المربية حياة البوسالمي
حوار لـ “أثير” مع الأستاذة المربية حياة البوسالمي حوار لـ “أثير” مع الأستاذة المربية حياة البوسالمي

قرابة التسع سنوات وأنت تدرّسين في صلالة وفي مسقط..هل لك أن تحدّثينا عن هذه الرحلة في المجتمع العماني ..وكيفية الإيغال فيه ..هل وجدت صعوبة في التأقلم بصفتك سيدة تونسية ؟
بدأت مصافحتي الأولى مع طلبة ظفار الأدبية..، في البداية لم يكن سهلا عليّ أن أغادر تونس وتلامذتي هناك لأتعرّف على نخبة أخرى من المتعلمين ، لكن طيب اهل ظفار واحترامهم للمربي بدأ ينقص من شعوري بالغربة وشعرت ان صلالة حين تخضر في الخريف انها ابنة تونس في اخضرارها.. ، وبدأت اكتشف عالما عربيا من العادات والتقاليد والكرم … إضافة إلى تعرفي على نخبة جمعت بين كائنات بهية من تونس وكائنات رائعة من ظفار ،.. معهم انطلقت رحلة الإبداع… بوبكر.. الشاذلي.. سامي يوسف وسامي نصر من تونس.. إشراق ومحمد قرطاس ونعيمة المهري من ظفار…


ـ هل تحوّلت الإعارة لمشرق الشمس إلى تبنّي أو أمومة من قِبل عمان ..لقد أُعرت لتدريس اللغة والأدب العربي….من مدينة الكاف التونسية إلى السلطنة ..اشرحي لنا كيف تمّ الأمر ؟
رحلتي في الأرض والحضارة اكتشاف عوالم جديدة..، كنت أقول كل أرض عربية أرضى… أحببت صلالة واسكنتها الشريان وتعودت بكل ما فيها… وفيها أنهيت روايتي “عودة حنظلة” التي بدأت كتابتها في تونس..، “عودة حنظلة “هي تونسية عمانية…، من لا يستطيع أن يكتب في أرض تنطق ابداعنا وما جعلني أتعلق أكثر بالسلطنة …،الحب الذي تولّد بيني وبين طلبتها… كنت أراهم ذاك الغد العربي الرائع وكانوا يرونني تلك الام التي تحتضن كل نقص فيهم…، صلالة قصيدة كتبتها وضعتها في سجل ذاكرتي…


ـ لماذا انتقلت من صلالة إلى العاصمة مسقط ..حيث تدرّسين بمدرسة الرواد العالمية ..هل التغيير في صالحك ..خاصة أنّك قضيت خمس سنوات كاملة ..وما زلت مواصلة ؟
من جنوب السلطنة الي شمالها تتواصل الرحلة ويزداد حبي لمهنة التعليم ولأبنائي الذين كانوا رمز الأدب والاحترام…، مسقط عالم آخر ولكنه امتداد لصلالة في القيم النبيلة والدائمة …، بكيت حين دخلت صلالة وبكيت حين خرجت منها…، لم أتصور يوما أن أتحمل البعد عن وطني الحبيب… تونس هي الدم الذي يسري في الشريان ، لكن رقي وطيب من عرفتهم من العمانيين والاجناس العربية الأخرى ألهمني الحياة دفعة واحدة..، وعلاقتي الرائعة مع طلبتي والحب الذي جمعنا جعلني أرى انني في وطن ثان. بل امتداد لوطني فلا حدود بين الأراضي العربية…، وكان ميلاد روايتي الثانية(غريبا) التي جمعت في توقيعها في معرض مسقط الدولي كل الأراضي العربي من عمانيين واصدقاء من الاردن ومصر والجزائر وسوريا…، عالم ينطق عروبة ووحدة…. نسيت غربتي وأصبحت بين تونس والسلطنة أفرد جناحاي للتحليق…، لم تغب الخضراء عني ولو لحظة ..، أزورها بالمرتين او ثلاث مرات في السنة وهل ينسى الطير عشّه والزيتون زارعه ؟


حوار لـ “أثير” مع الأستاذة المربية حياة البوسالمي
حوار لـ “أثير” مع الأستاذة المربية حياة البوسالمي حوار لـ “أثير” مع الأستاذة المربية حياة البوسالمي

ـ كيف توفّقين بين التدريس والكتابة الأدبية ..علما أنّ لك روايتين ..وتمارسين هذا الشغف والحرفة منذ وقت طويل ..؟ نودّ أن تحدثين عن ” ورطتك ” الجميلة في الأدب ؟
عالم الكتابة عالم مضن وجميل في نفس الوقت من الصعب التوفيق بين التدريس والكتابة .كنت استرق الزمن حين تهاجمني الفكرة لأخط ما يسكنني من رغبة في تحويل ما فيّ اإلى حروف وكلمات…الرواية عالم اللامادي..، والتعليم عالم المادي لذا كنت أحيانا أتوجع حين أجد نفسي بين رغبتي في الابداع في التدريس ورغبتي في الكتابة ويبقي التدريس أجمل رواية أكتبها مع عقول الغد


ـ هل نجحت في اكتشاف طلبة مشغوفين بالكتابة الأدبية ..على غرارك أنت ؟ وهل قمت بتشجيعهم وتأطيرهم ؟
نعم اكتشفت مبدعين ومبدعات.. عقولا تحلق بالحلم عاليا…أسعد وأنا أزرع الريش فيهم ليصير أجنحة تمكنهم من التحليق عاليا..، هذا ما كنت أفعله في تونس مع أبناء وطني المربي هو مربي إنسان لا مربي جنسية…..
ـ حين تريدين الانفراد بنفسك ..هل توجد أماكن مريحة تختارينها ..خاصة أنّنا نعلم مدينة صلالة مثلا ..روعة في الجمال والبهاء ؟
العوالم كثيرة ..دائما ما أذهب الي ايتين بصلالة أو إلى مكتبة الغساني..، هناك أنهيت رواية حنظلة وأحيانا تكون وجهتي البحر…عوالم كثيرة تشبهني واشبهها…



ـ هل لأهلك في ” الكاف ” العالية ..نصيب منك ..أم استهوتك عُمان ..وما زال الحديث عن العودة ..باكرا ؟
تونس معي لا تفارقني..جبال الكاف والأجر الأحمر ” بجريصتي ” ، وتلك الشجرة التي كنت ألمحها في مدينة الجريصة مكان نشأتي…كلّ هذا يسافر في شرياني…


ـ أنت متوغلة في الثقافة العمانية ..، أيحقّ لنا أن نسألك عن أسماء أو رموز أدبية عمانية افتكت مكانها في الضوء ؟
عمان لها رموز أدبية كأبي مسلم البهلاني وجوخة الحارثي.. نزوى ولادة ..وأسماء كثيرة جالستها سواء مع الفراشات القارئات أو في معرض الكتاب…
ـ حياة البوسالمي مدجّجة بالأدب والصحافة وربّما بأشياء أخرى ..، نودّ فقرة صغيرة من رواية قديمة أو من نصّ جديد..إن تفضّلت ؟


خذ هذه الفقرة التي يقول فيها حنظلة :
” الكتابة عمل عسير ومخاض قاتل ..، فهل ستقدر عليه ؟ ، كلّ من حمل هذا القلم احترق اصبعه من وهيجه ، ثمّ إنّ الكتابة هو أن تقبل هلاكك ولا تستسلم وأن تتيه ولا تضجر ، يمكن أن تتمزّق بك المراكب ولك أن تنجو أو تغرق ، مهما تهيّأت لها..فستتعب في اللقاء ”
ـ كلمة الختام ..
في جملة تحمل الكثير…، إن هذه الأرض استطاعت أن تأخذ لها في ذاكرتي حيزا…. تبادلت انا وهي المحبّة والصفاء وتقاسمت وأبنائها العلم والتفتح .. فكنت المربية وكانوا الابناء الذين منحوني الاحترام والحب والتكريم….، لم أعتقد يوما في هذه الحدود بين الأراضي العربية ….فكلّ أرض عربية هي أرضي…



حوار لـ “أثير” مع الأستاذة المربية حياة البوسالمي
حوار لـ “أثير” مع الأستاذة المربية حياة البوسالمي حوار لـ “أثير” مع الأستاذة المربية حياة البوسالمي

 

Your Page Title