أثير-جميلة العبرية
احتفي اليوم في نادي الواحات بالفائزين في الدورة التاسعة بجائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب في مجالاتها الثلاثة (تحقيق التراث العماني، الفرق المسرحية، المقالة) والتي خصصت للمشاركات العمانية.
“أثير” هنأت الدكتورة منى بنت حبراس السليمية الفائزة عن فرع الآداب مجال المقالة والتي شاركتنا شعورها بمناسبة هذا الحصاد فقالت واصفة شعورها: غامرًا بالسعادة بلا شك، فهي أرفع جائزة محلية وتحمل اسما غاليا على قلوب العمانيين، فضلا عن قيمتها المادية الكبيرة، والحصول عليها يعد من أهم المحطات التي يمكن أن يمر بها الكاتب والمبدع، وتشعره بأهمية التقدير الذي يأتي من داخل الوطن.
وأكدت السليمية أن هذه المحطات الاحتفائية مهمة في حياة الكاتب وتعطيه حافزا كبيرا لمواصلة الكتابة وخوض التحدي مع نفسه حتى يكتب أفضل في القادم من الوقت، لأن المسؤولية ستكون مضاعفة وعليه أن يثبت أنه مستحق لهذا التكريم.
وذكرت: المقالات العشرة التي شاركت بها هي: اعترافات عبدالفتاح كيليطو – الكتابة والمشي – القراءة والمشي – عنايات الزيات: من الهامش إلى المتن – كرة القدم في السرد العماني – كرة القدم بين سيف الرحبي وسماء عيسى – الأغاني في سرد حمود سعود – حكايتي مع المعنى – السيل في السرد العماني – المغرب: البلاد التي تعرفني، والحق أن كل مقالاتي قريبة إلى نفسي، ويصعب عليّ المفاضلة بينها، وأعتقد أن بوسع القارئ أكثر من الكاتب أن يفاضل بين مقال وآخر، وقد وصلتني آراء كثيرة من قراء أحبوا مقالات كرة القدم مثلا، وآخرين أحبوا مقال المغرب البلاد التي تعرفني، وهكذا. الأمر أكثر من ارتباطه بالموضوع هو ارتباطه بالتفضيلات الشخصية للقراء كذلك وأسلوب الكتابة. وقد امتدت الفترات الزمنية التي كتبت فيها المقالات العشرة ما بين أبريل 2019 إلى يوليو 2022م
كما أوضحت بأنه لا توجد وصفة جاهزة للكتابة التي تجذب القراء، فلكل كاتب طريقته وأسلوبه في جذب القارئ، كما أن القراء ليسوا سواء؛ فما قد يجذب قارئا هنا قد لا يستهوي قارئا هناك، ولكن في المجمل: يحب القارئُ الكتابةَ التي تحقق له الفائدة والمتعة في آن؛ لأن الكتابة في الصحف تفترض قراءً لا يملكون الوقت لتفكيك شفرات اللغة الملغزة أو فهم المواضيع المعقدة التي حقها أن تكون في الكتب المتخصصة.
أما عن اهتمامها بالكتابة فأخبرتنا: اهتمامي بالكتابة بدأ منذ أيام المدرسة، فقد كنت أؤلف فقرات الإذاعة المدرسية وأبتكر فيها، وما زلت أحتفظ بدفاتري التي كنت أكتب فيها أثناء حصص التعبير، وكثيرا ما كنت أكتب نصوصا لم تقررها المعلمة، وكنت أفرح بشدة عندما يعود دفتري من عند المعلمة وقد قرأتْ تلك النصوص الإضافية، وأجد عليها تعليقاتها الجميلة والمشجعة. أما أول مقالاتي المنشورة فهو مقال بعنوان “الكتابة الحلم” وقد نشر في ملحق شرفات بجريدة عمان في عام 2011. وأما أكثر المجالات أو الموضوعات التي تستهويني الكتابة عنها فأنا أحب الكتابة في كل ما يشد اهتمامي ويلامس شغفي دون تقييد بمجال بعينه.
وأضافت: أكبر دعم يحتاجه الكاتب هو المساحات الثقافية التي تتيحها الصحف والمجلات؛ لأنها بقدر ما تهيئ له المساحة للكتابة، فإنها توفر له كذلك فرصة قائمة للمران المتواصل، شريطة ألا يقع الكاتب في فخ الاستعجال بحجة اللحاق على المطبعة حتى يُقرأ مقاله في اليوم التالي وهو لم يستوِ بعد ولم يكتمل نضجه.
واختتمت السليمية حديثها لـ “أثير” قائلة: أما عن مستوى المقالات العمانية، فأخشى أن أنصّب نفسي حكما على مقالات الآخرين لمجرد أني فزت بالجائزة، لكن لدينا كتّاب مقالات مدهشين سواء في التقاط الفكرة أو في أسلوب كتابتها، وعندما نحاول عدّهم فسنجدهم قائمة معتبرة من الأسماء الملهمة والأقلام الدؤوبة، سواء في كتابة المقالات الأدبية أو النقدية أو حتى في أشكال الكتابة الأخرى.