أثير- مــازن المقبـــالــي
تعد النقوش الصخرية من المصادر المهمة في التاريخ العماني القديم، وأحد الأمثلة على ذلك قرية المنزفة في منطقة الحيال بولاية عبري حيث تحتوي على صخرة كبيرة تميزها عن غيرها وتسمى بـ “حصاة التصاوير”، وهي من أبرز الأماكن الأثرية والسياحية في المنطقة.
وتتميز “حصاة التصاوير” بمجموعة من النقوش والرسومات القديمة التي خلفها الإنسان في المنطقة منذ العصور القديمة. وللحديث عنها تواصلت “أثير” مع فهد الكلباني أحد أبناء بلدة الحيال، الذي أوضح بأن “حصاة التصاوير” تعدُ من أهم آثار بلدة الحيال التي تكثر فيها الرسومات كالحيوانات والأشكال الهندسية وعرفت منذ آلاف السنين، كما صنفتها وزارة التراث والثقافة (سابقًا) رسومًا حجرية، وهذه الرسومات هي عبارة عن نقوش صخرية تعود إلى العصور الحجرية القديمة.

وأشار الكلباني إلى أنه قد سبق أن زار الموقع العديد من الباحثين والمهتمين في مجال الآثار وعلماء التاريخ الذين يدرسون مثل هذه المواقع بسلطنة عمان ولديهم أدواتهم في الربط والاستنتاج مع مواقع أخرى التي تدل على عراقة البلد والاستيطان البشري والحضارات المتعاقبة.
وقال الكلباني: الرسوم الصخرية عملت على إبراز رمزية القيم الإنسانية والثقافية ومدلولاتها والتعبير عن هوية العصر الحجري والتي جاءت في صور الخيول والإبل والرماح والأدوات المستخدمة وامتطاء الخيل الذي يعبّر عن الشجاعة والفروسية، كذلك توجد في هذا الموقع الكثير من النقوش والرسوم التي لم نجد لها تفسيرا إلى يومنا هذا؛ فقد قام الإنسان القديم برسم أشكال غريبة عبارة عن رموز لم يفهم الباحثون والآثاريون مغزاها حيث إنها نُفذت بأشكال وطرق مختلفة لتعبر عما كان يدور في مخيلة الإنسان القديم.
وأكد الكلباني بأن هناك حاجة كبيرة للمزيد من التنقيب والبحث عن هذا الموقع الأثري المهم واستثماره سياحيًا كأحد معالم الظاهرة التاريخية السياحية، بالإضافة إلى حاجته للتهيئة ووضع إشارات تعريفية وتفسيرات تاريخية من مختصين بالتعاون مع الجهات المختصة، ودعوة طلبة المدارس والجامعات إلى تسليط الضوء عليه والاستفادة من مدلولاته لحقبة تاريخية مهمة من حياة البشرية.
وتستعرض “أثير” للقارئ الكريم مجموعة من النقوش والرسومات الموجودة على “حصاة التصاوير”:





