أثير – مـازن المقبـالـي
تنتشر الكثير من اللهجات العمانية في ربوع سلطنة عمان ويتميز بها سكان مناطق معينة، لكن كثيرًا من الناس يواجهون صعوبة في فهم هذه اللهجات.
وتُعد اللهجة “الدرسعية” إحدى هذه اللهجات، حيث يقول سلطان الحاتمي، من سكان ولاية الرستاق وأحد متحدثيها: إن الدرسعية ليست لهجة ولا لغة وإنما شفرة لها طابع منسجم لتحويل كل الكلمات بأي لغة كانت إلى نمط متشابه يصعب على المستمع تمييز الفوارق بين الكلمات وفصلها.

وأضاف الحاتمي في تواصل لـ “أثير” معه، بأن الدرسعية كانت تستخدم في زمن الحروب الأهلية ويوجد منها أنماط كثيرة ترتبط حسب المنطقة الجغرافية ويستطيع المتحدثون بها تمييزها نتيجة الممارسة اليومية.
وأشار الحاتمي إلى أن الدرسعية منتشرة في مناطق كثيرة في سلطنة عمان منها المناطق الجبلية في الرستاق، وعبري، وبهلاء، ونزوى، وسمائل، وبدبد، وصحار، وصحم والخابورة.
وعن أسباب عدم انتشارها بكثرة في المجتمع، أوضح بأن ذلك يعود إلى تاريخ وأسباب نشأتها، حيث نشأت نتيجة لظروف الحروب الأهلية السابقة وكان الحديث بها إلى وقت قريب يدعو للريبة لدى الآخرين مما أدى إلى امتناع الكثيرين من المتحدثين بها عن ممارستها لكنها تظل ذات إرث ثقافي وحضاري.
وأكد الحاتمي بأنه يمكن تعلمها بالممارسة عن طريق تعلم كلمات بسيطة ومحاولة نطقها ومع تكرار العملية يتعود الشخص التحدث بها ويستطيع فصل الكلمات عن بعضها.
وفي نهاية حديثه لـ “أثير” دعا الحاتمي الجهات المعنية إلى تسجيل الدرسعية في قائمة التراث العماني والموروث الشعبي والإرث الحضاري الثقافي.