أثير – مكتب أثير بالقاهرة
أكد تقرير جديد لمنتدى الخليج العربي، وهو مؤسسة بحثية مقرها واشنطن بأن “دبلوماسية سلطنة عمان الهادئة” تحظى باهتمام المراقبين الدوليين، مشيرا إلى أن هذا الأمر برز في الحرب الروسية الأوكرانية.
وقال إنه في 24 فبراير 2023م ستصل الحرب في أوكرانيا إلى ذكراها السنوية الأولى، وهي تحمل عواقب سياسية واقتصادية وإنسانية هائلة على القارة الأوروبية. كما أن تأثيرها على أسعار الطاقة والغذاء كان محسوسًا بشكل حاد في جميع أنحاء العالم، وربما يكون أكثر ما يثير الدهشة في الصراع هو الدور البارز الذي لعبته دول مجلس التعاون الخليجي منذ بداية الحرب، وهنا لا تركز الأضواء فقط على المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، ولكن أيضًا على الجهات الفاعلة الأخرى مثل سلطنة عمان، التي سعت بشكل متزايد إلى إقامة علاقات جيدة مع روسيا على الرغم من سمعتها التاريخية باعتبارها حليفا غربيا.
وأضاف أن الثقافة العمانية، التي وصفها فريدريك بارث بأناقة على أنها “أيديولوجية التأدب”، وما يسميه جيريمي جونز “دبلوماسية عمان الهادئة”، استحوذت على اهتمام المراقبين الدوليين، وتستحق مراجعة شاملة.
وأشار إلى أنه في 12 مايو 2022م زار وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف سلطنة عمان حيث استقبله حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق -حفظه الله ورعاه-، حيث أشاد وزير الخارجية الروسي بأيديولوجية عمان، مؤكدًا الحكمة العمانية في التعامل مع مختلف القضايا الإقليمية والدولية”.
وذكر أن سلطنة عُمان صنعت سمعة باعتبارها وسيطًا إقليميًا محايدًا، لاسيما في استضافتها لمحادثات سرية بين الولايات المتحدة وإيران في مسقط في عام 2013، مما مهد الطريق للاتفاق النووي لخطة العمل الشاملة المشتركة بعد ذلك بعامين، ولاحقًا في دورها كوسيط خلال الأزمة الدبلوماسية بالخليج 2017-2021.
وأضاف أن التكهنات انتشرت بأن سلطنة عُمان قد تعمل كحكم محايد بين روسيا وأوكرانيا، فنظرًا لسجلها الجيد في جهود الوساطة، من المفهوم تمامًا أن السلطنة يجب أن تحافظ على ارتباطها بكلا الجانبين إذا كانت ترغب في تحقيق السلام، كما يساعد الحياد العماني في العديد من القضايا في الحفاظ على علاقات العمل مع روسيا.
ونقل عن جورجيو كافيرو من Gulf State Analytics تأكيده أن موسكو ومسقط تشتركان في العديد من المصالح الجيوسياسية الرئيسية. ومن بين هؤلاء سوريا، حيث إن عُمان هي الدولة الوحيدة من بين دول مجلس التعاون الخليجي التي لم تقدم الدعم للمعارضة السورية، علاوة على أن موقف مسقط المحايد من اليمن يشبه إلى حد بعيد “الحياد الإستراتيجي” للكرملين في الأزمة.
وأوضح أنه بقدر ما لعبت سلطنة عُمان دور وساطة مهم في بناء خطة العمل الشاملة المشتركة بشأن البرنامج النووي الإيراني، فقد ناقشت إحياء الاتفاق النووي مع المسؤولين الروس، معتقدين أن جميع الموقعين على الاتفاق يجب أن يشاركوا في العملية من خلال دفع واشنطن وطهران لتقديم تنازلات.
ولفت إلى أن سلطنة عمان اتخذت أيضًا خطوات لإطلاق سياسات تستند إلى مصالحها الوطنية، حيث جاءت وجهة النظر العمانية بشأن قرار أوبك+ بخفض الإنتاج متماشية مع قراراتها السابقة، من حيث اعتمادها على بيانات السوق ومتغيراته، التي كانت مهمة وضرورية لطمأنة السوق ودعم استقراره.
وذكر أن الاقتصاد العماني يواصل التعافي من جائحة كوفيد -19، مؤكداً أن السلطنة تركز على إنعاش قطاع الهيدروكربونات، الذي تستمد منه ما يقرب من ثلثي ميزانيتها السنوية.