أثير – مـحـمـد الـعـريـمـي
بعد أن لاحظت مدرسة الشيخ هلال بن سعيد بني عرابة (5-10) إحدى مدراس ولاية دماء والطائيين بمحافظة شمال الشرقية استهلاك الطلبة طاقتهم في الألعاب المتكررة والمرهقة لهم بدنيًا ولا تعود إليهم بفائدة تُذكر؛ خرجت بفكرة قد تكون هي الأولى من نوعها لتوجيه طاقات الطلبة في الألعاب المفيدة التي ترفع من مهارتهم الإدراكية والمعرفية.
“أثير” تواصلت مع الأستاذ ناصر بني عرابة وهو أحد المعلمين في المدرسة والمشاركين في الفكرة، حيث أوضح بأن الفكرة عبارة عن مسار رياضي متنوع يضم ألعابًا مختلفة تسهم في تحسين مهارات الطالب الإدراكية؛ يحتوي على ألعاب القفز والضغط وتتبع الخطوط المتعرجة ثم متاهة ينفذ منها الطالب للمخرج الصحيح، ثم لعبة أخرى بالمسار يستخدم فيها الطالب كلتا رجليه ويديه وتعتمد على التوازن، ويواصل الطالب المسار بثلاث ألعاب أخرى تعتمد على القفز وسرعة البديهة وأخيرًا الركض لمسافة حتى خط النهاية.
وأكد الأستاذ ناصر بأن أي عمل تربوي هدفه الطالب، والفكرة جاءت بعد أن لاحظت المدرسة بأن الطلبة يستهلكون طاقتهم في ألعاب متكررة وغالبًا ما تسودها الفوضى العارمة والتصرفات التي قد تتسبب بالأذى للبعض منهم. كما أن معلم الرياضة المدرسية الأستاذ إسماعيل القاسمي أيد الفكرة ليستخدمها في حصصه للتمهيد والإحماء وإضفاء جو من التنافس فيما بينهم.
وأشار ناصر إلى أن الفكرة تهدف إلى الاستفادة من طاقات الطلبة وتوجيهها التوجيه الصحيح في رفع مهاراتهم الإدراكية والحركية. كما تسهم الفكرة في استثمار أوقات الطلبة في إقامة الفعاليات والمسابقات في حصص الرياضة وحصص الاحتياط وأوقات الاستراحة، بالإضافة إلى تعزيز حس الانتماء للمدرسة من قبل الطلبة والمعلمين على حد سواء وجعلها مكانًا يقضي فيه الطلبة لحظات رائعة ومميزة بعيدًا عن ضغوطات الحصص التي تتخلل يومهم الدراسي.
وحول أثر ذلك على الطلبة، قال الأستاذ ناصر: دُشِن المسار الرياضي في أول يوم دراسي من الفصل الثاني للعام الدراسي 2022 /2023م ونتأمل منه أن يضيف الكثير على الطلبة، ونتوقع بحول الله أن ترتفع مهارات الطلبة الإدراكية والمعرفية. كما نأمل أن يتعزز انتماء الطلبة للمدرسة بتوفير بيئة جاذبة ومحفزة للتعلم، مشيرًا إلى أن المسار ضمن خطط المدرسة وجاء بالتعاون مع المجتمع المحلي للارتقاء بمستوى أبنائهم الطلبة وإشراك المجتمع في تنفيذها، ومنفذ الفكرة هو أحد مخرجات المدرسة وذو موهبة فنية في الرسم واسمه إسماعيل بن مرهون بني عرابة.
وختتم الأستاذ ناصر حديثه مع “أثير” قائلًا: يأتي هذا المشروع استكمالًا لعدد من المبادرات التي قامت المدرسة بتنفيذها وفق خطة منظمة للتطوير، حيث زُرعت 100 شجرة ظل وعدد من الأشجار المثمرة وسياج من أشجار الزينة وأضفى ذلك جمالًا وراحة بصرية ، كما تم تعشيب الساحة بالعشب الصناعي ليكون مساحة يمارس فيها الطلبة الرياضات المتخلفة بعيدًا عن أشعة الشمس والإصابات، وللمدرسة طموح لا ينفد في المشاريع النوعية التي تهدف إلى الرقي بمستويات الطلبة المهارية والتحصيلية، ومن هذه المشاريع التي تسعى المدرسة إلى إيجاد الدعم المؤسسي والمجتمعي لتنفيذها قاعة وحدائق وملعب الترتان المتكامل لتكمل هذه المشاريع رؤية المدرسة المستمدة من رؤية عمان 2040م.
