فضاءات

اقرأ هذا المقال قبل أن تبدأ عملك الحر

Atheer - أثير
Atheer - أثير Atheer - أثير

أثير- ناصر الحارثي

يتجه الكثير من الأفراد والمؤسسات إلى إسناد جزء من أعمالهم ومهامهم إلى أشخاص مستقلين يعملون على حسابهم الخاص، وهو ما يسمى في هذه الأيام “اقتصاد الأعمال المؤقتة”، وما يسمى في سوق العمل العماني “العمل بالقطعة”، ويعد الشباب هم القوى الفاعلة في هذه الأعمال والمعدل العالمي لأعمار الشباب العاملين في قطاع الأعمال المؤقتة هو بين 18 سنة إلى 35 سنة، ولأنه عمل يمنح الشباب الكثير من المزايا كالمرونة والتخلص من مسألة التبعية، وإيجاد دخل مادي متعدد المصادر وإظهار مهاراتهم في عدد من المجالات خاصة في قطاعات البرمجة والتطبيقات والتصميم والأعمال الإبداعية والمحاسبة والترجمة إلا أنه بيئة مليئة بالتحديات غير المرئية التي يحتاج كل شاب إلى معرفتها لإيجاد حلول تسهم في استمراريته في اقتصاد سريع التغير والتوسع:

• التنافسية الشديدة: يوجد ملايين من الشباب الذين يمارسون العمل الحر، وفي مجال تميزك ستجد في منصات العمل الحر العديد من المنافسين في المهارة التي تتقنها، لذا من الضروري إبراز موهبتك وإنتاجك بطريقة احترافية تكسب العميل.
• الاستقرار المالي: على الرغم من أنك قد تكسب من عملك الحر في اليوم الواحد أكثر مما تكسبه من وظيفتك إلا أن الفرص لا تأتي بشكل مستمر فهي متفاوتة إلى حد كبير، لذا ظهرت العديد من الأدوات لتنظيم عملية إدارة أموال العاملين في منصات العمل الحر.
• إدارة الوقت: الوقت هو العملة الصعبة في العمل لأنك أمام تحديات متعددة مثل توقيت التواصل مع العميل، وسرعة تسليم العمل، والعمل في أوقات متباينة، وصعوبة الفصل بين أوقات العمل وأوقات الراحة، لذلك دائما ما ينصح بتحديد ساعات عمل ثابتة للقيام بالعمل والرد على العميل.
• التسويق المستمر: بعد إنجاز كل عمل نوعي تحتاج إلى إبراز عملك بطريقة احترفية حتى تستطيع جذب عملاء آخرين، ورفع سعر الخدمة التي تقدمها، مما يساعدك في تحسين وضعك كمستقل.
• تكلفة العمل: هناك تحديات مستمرة في مسألة تحديد السعر لأنك تفكر في عوامل متباينة ومتضادة مثل كسب العميل، وتطوير نفسك وخوض التجربة، وسعر السوق، وقيمة الجهد المبذول بالساعة، ومن أفضل الأساليب برأيي هو البدء بسعر أقل من السوق حتى يكسب العميل مراجعات ممتازة وبعدها تبدأ بوضع سعر أعلى تدريجيا مما يضمن الاستقرار المالي.
• التطوير المستمر: تستعرض في البداية موهبتك وقدراتك في إنجاز الأعمال في منصات التواصل الاجتماعي ومنصات العمل الحر وبعدها تغرق في أعمال روتينية تقليدية لذلك تجد نفسك أمام تحد كبير في إيجاد الوقت الكافي لتطوير مهاراتك.
• العزلة: غالبا ما تمارس كمستقل عملك في عزلة عن التواصل مما يتطلب اعتمادا أكبر على الذات، وقد يزيد من شعورك بفقدان جانب التواصل الاجتماعي مع شركاء العمل، لذا يفضل الكثيرون إنجاز أعمالهم في ساحات العمل المشتركة.
• ضبط الإجراءات: قد تواجه إشكالية في تحديد العلاقة التجارية مع المستقل خاصة في حال وجود إشكال مع العميل التي قد تنعكس سلبا على تقييمك من قبل العميل في المنصة المشتركة.
• تنوع العملاء: قد تعاني من وجود بعض العملاء الذين يصعب إرضاؤهم خاصة أن إجراءات التفاوض والاتفاق والتعديلات كلها تتم عن بعد، لذلك التجارب تتنوع بتنوع العملاء وبطبيعة الحال يكون العميل أكثر حدة عند التواصل عن بعد.





إن إيجاد الشباب والمؤسسات الراعية والداعمة للشباب حلولا لهذه التحديات يساعد في تحقيق مكاسب مهمة كالدخول والتنافس على أعمال من مختلف دول العالم والحصول على العملة الصعبة، وإيجاد مناخ جاذب لتطوير الشباب وإيجاد حضانات شبابية مشتركة، لذا من المهم دراسة الخيارات الأفضل قبل اتخاذ قرار ترك الوظيفة من أجل العمل المستقل، فالطريق نحو الحرية المالية هو طريق في بدايته مفروش بالأحجار أكثر من الورود التي تتكاثر عادة في نهاية الطريق.

Your Page Title