أثير-جميلة العبرية
تداولت وسائل التواصل الاجتماعي في فترات سابقة موضوع نقص الأدوية، وعدم توفر كميات كافية منها في المراكز الصحية، وأشار البعض إلى أن هناك أطباء يطلبون من المرضى شراء الأدوية من الصيدليات الخارجية على حسابهم الخاص.
“أثير” تواصلت مع وزارة الصحة حول هذا الموضوع، التي أوضحت بأن هناك عدة أسباب لنقص الإمدادات الطبية، وهي تختلف بحسب نوعية الدواء، حيث يمكن تصنيفها إلى أسباب تعود الى التوريد، وأخرى تعود إلى طلب احتياجات الأدوية، وأسباب عالمية.
وأضافت الوزارة: بعد الدراسة تم الاستنتاج أن معظم أسباب نقص الأدوية في المؤسسات الصحية تندرج ضمن التحديات في تصنيع الدواء التي تتعرض لها مصانع الأدوية المحلية والدولية، وذلك بسبب الضغوطات المالية ونقص في توفير المواد الخام ويعود هذا إلى تأثر سلاسل الإمداد العالمية لأسباب عدة منها التوترات السياسية بين أوروبا وروسيا وازدياد أسعار المواد الخام نتيجة لارتفاع أسعار الطاقة.
وذكرت الوزارة في ردها بأن أحد الأسباب هو تأجيل عدد كبير من العمليات والمواعيد والذي أدى إلى تراكمها من بعد جائحة كوفيد19، حيث تعاني أغلب الأنظمة الصحية من هذه المشكلة مما أدى إلى زيادة الطلب العالمي وتصل فترات التوريد لبعض الأصناف إلى أكثر من ثمانية أشهر.
وأشارت الوزارة إلى أن الموجات الوبائية الموسمية تعد أحد تلك الأسباب، حيث تم تسجيل ارتفاع كبير في استهلاك بعض الأدوية يصل إلى ثلاثة أضعاف، وعدم قدرة السوق المحلي على تلبية الاحتياجات العاجلة. كما أن السوق الدوائي تحت الرقابة ومنظم ولا يسمح باستيراد المنتجات إلا من المصانع المسجلة والمعتمدة محليا وعالميا نتيجة لحساسية المنتجات وتأثيرها المباشر على صحة الإنسان لذلك فإن مصادر بعض الأدوية محدودة جدا.
وذكرت الوزارة بأنها أجرت دراسة أشارت إلى أن نقص الأدوية يعود إلى عدم وجود مصانع محلية، وأغلب الأدوية والمستلزمات الطبية يتم استيرادها من خارج السلطنة، إضافة إلى سحب ورفض بعض المنتجات الدوائية نتيجة لعدم تطابقها مع المواصفات المطلوبة.
واختتمت الوزارة توضيحها لـ “أثير” قائلة: على الرغم من التحديات الكبيرة التي نصادفها، فقد قمنا بجهود كبيرة للتغلب على النقص حيث تم توفير نسبة 95% من الأدوية المعتمدة والأساسية بحسب آخر تقرير صدر في شهر مارس 2023، كما يتم حث الأطباء على الالتزام بالسياسات المعتمدة في وزارة الصحة لصرف الأدوية وعدم توجيه المريض لشرائه من القطاع الخاص.
وكان معالي الدكتور هلال بن علي السبتي وزير الصحة قد قال خلال استضافته في برنامج “معالي الوزير” الذي تنتجه “أثير” بأن شهر يونيو 2022م شهد نقصا لحوالي 214 دواء من إجمالي 1200 دواء، أما قبل شهر من الآن فكان النقص لـ 90 دواء، وحاليًا هناك نقص في 54 دواء، وقد يرتفع عددها وقد ينخفض مستقبلًا.
وأضاف معاليه ” هناك زيادة في الاستهلاك، وشهدت سلسلة الإمدادات تقطعا مقابل الاحتياج، وكثير من الشركات الصغيرة والناشئة أغلقت، لذلك بدأنا نبحث عن بعض المستثمرين لإقامة مشاريع لصناعة الأدوية في سلطنة عُمان، وقبل شهرين تم افتتاح مصنع للأدوية في صلالة، ونأمل افتتاح مصنع آخر في نهاية العام لصناعة بعض الأدوية، لتضاف إلى المصانع القائمة والتي يبلغ عددها ثلاثة”.