أثير- عبدالرزّاق الربيعي
اعتاد الناس في المناسبات تبادل الهدايا، لتقوية أواصر المحبة، وتعزيز الروابط الأسرية، وإدخال البهجة في القلوب، وزيادة التواصل مع الأقارب، وتنمية الروح الاجتماعية، ولهدايا العيد نكهة مختلفة، خصوصا لدى الأطفال، وفي طفولتنا كان العيد يتركّز في ثلاثة أشياء: الملبس الجديد، والألعاب الشعبية، والعيدية، والثالثة هي العنوان الأبرز في هذه المناسبة السعيدة، فالعيديّة فرحة، لها قيمة رمزية، وموروث ثقافي، وتقليد اجتماعي ، قديم يقال بأنه يعود إلى العصر الفاطمي يترقّبها الأطفال، ويحين وقتها، بعد انتهاء تكبيرات العيد، وعودة المصلّين من المساجد، وتتّخذ عدّة هيئات، حسب المناطق، فقد تكون على شكل مبلغ، مهما كانت قيمتها المادية بسيطة، فالقيمة الرمزية أكبر، وقد تكون العيديّة كيسا صغيرا توضع به قطع الحلوى والسكاكر والشوكولاته، وأحيانا تدسّ في الكيس قطعة نقدية، وعلى غلاف الكيس تُكتب عبارات التهاني المتداولة في الأعياد مثل” عيد سعيد”، أو “عيدك مبارك”، وحين يطرق الأطفال الأبواب، صباح العيد، يقوم صاحب البيت باستقبالهم، وتقبّل تهانيهم، وإعطائهم العيديّات، فيفرحون بقيمة المبلغ الذي حصلوا عليه، وقد ارتفع بفعل متغيّرات الحياة، عمّا كان عليه بالأمس، ويواصلون جولتهم التي تشمل بقيّة البيوت التي سكنتها غالبا ما تكون من الأقارب، وبعد انتهاء الجولة، يسرعون إلى الأماكن التي تكثر فيها الألعاب الشعبيّة، والباعة الذين يعرضون ألذّ المأكولات، فيشترون بما جمعوا من عيدياتهم منها، وفي ذلك العمر المبكّر، كنّا، بعد أن نحصل على عيدياتنا، نتوجّه للسينما، التي أعدّتها دور السينما لأيّام العيد، وعادة ما تعرض أفلام المغامرات، و “الأكشن”، فنمضي وقتا جميلا.
والعيدية، لا تقتصر عند الأطفال، فالكبار لهم عيديّاتهم أيضا، وقد تكون على هيئة باقة ورد، أو ملبس، أو حتى بطاقة تهنئة تحمل منظرا جميلا، وقد وقع الشاعر اللبناني إيليا أبو ماضي (1889م-1957م) الذي يعدّ من كبار شعراء المهجر، في حيرة من أمره، في اختيار العيديّة التي يقدّمها لمن يحبّ فكلّ شيء لديها، كما يقول، في قصيدته، فالورود في خديها، والعقيق في شفتيها، أما النضار (الذهب الخالص) فهو لا يحبّ أن يرى معصم حبيبته مقيدا، ولم يبق له سوى روحه يقدمها لها، لكنّ روحه أيضا، مرهونة لديها، وقد غنّى كلماتها المطرب ناظم الغزالي، التي كثيرا ما يتكرّر بثّها أيّام الأعياد، وتقول كلماتها:
أَيُّ شَيءٍ في العيدِ أُهدي إِلَيكِ
يا مَلاكي وَكُلُّ شَيءٍ لَدَيكِ
أَسِواراً أَم دُمُلجاً مِن نُضارٍ
لا أُحِبُّ القُيودَ في مِعصَمَيكِ
وَالعَقيقُ الثَمينُ في شَفَتَيكِ
لَيسَ عِندي شَيءٌ أَعَزُّ مِنَ الروحِ
وَروحي مَرهونَةٌ في يَدَيكِ
والعيدية، لا تقتصر عند الأطفال، فالكبار لهم عيديّاتهم أيضا، وقد تكون على هيئة باقة ورد، أو ملبس، أو حتى بطاقة تهنئة تحمل منظرا جميلا، وقد وقع الشاعر اللبناني إيليا أبو ماضي (1889م-1957م) الذي يعدّ من كبار شعراء المهجر، في حيرة من أمره، في اختيار العيديّة التي يقدّمها لمن يحبّ فكلّ شيء لديها، كما يقول، في قصيدته، فالورود في خديها، والعقيق في شفتيها، أما النضار (الذهب الخالص) فهو لا يحبّ أن يرى معصم حبيبته مقيدا، ولم يبق له سوى روحه يقدمها لها، لكنّ روحه أيضا، مرهونة لديها، وقد غنّى كلماتها المطرب ناظم الغزالي، التي كثيرا ما يتكرّر بثّها أيّام الأعياد، وتقول كلماتها:
أَيُّ شَيءٍ في العيدِ أُهدي إِلَيكِ
يا مَلاكي وَكُلُّ شَيءٍ لَدَيكِ
أَسِواراً أَم دُمُلجاً مِن نُضارٍ
لا أُحِبُّ القُيودَ في مِعصَمَيكِ
وَالعَقيقُ الثَمينُ في شَفَتَيكِ
لَيسَ عِندي شَيءٌ أَعَزُّ مِنَ الروحِ
وَروحي مَرهونَةٌ في يَدَيكِ
وحين أراد الشاعر مصطفى جمال الدين(ت 1996م ) أن يقدم للحبيبة عيديّة، لم يجد سوى قلبه ووجدانه وكيانه يقدّمه لها فقال:
أتى العيد يحمل للأصدقاء
هداياه محفوفة بالثنا
وها هي هدية عيدي السعيد
إليك وما هي إلا أنا
وحين أراد الشاعر مصطفى جمال الدين(ت 1996م ) أن يقدم للحبيبة عيديّة، لم يجد سوى قلبه ووجدانه وكيانه يقدّمه لها فقال:
أتى العيد يحمل للأصدقاء
هداياه محفوفة بالثنا
وها هي هدية عيدي السعيد
إليك وما هي إلا أنا
وفي الوقت الحاضر، تجاوزت العيديّات الأفراد، وصارت بعض المؤسسات والشركات تمنح موظفيها عيديّات، من باب تحفيزهم، وتعزيز انتمائهم لبيئة عمل تشاركهم في مناسباتهم السعيدة، وكذلك أخذت الهيئات الخيرية تصرف عيديّات للأسر المحتاجة من باب التكاتف الاجتماعي، والتراحم، وإشراكها في فرحة العيد، الذي لا يكتمل بدون العيديّة.