أخبار

موسى الفرعي يكتب: في ممرات مركز السلطان قابوس لعلاج أمراض السرطان؛ دعاء واستجابة

أثير – موسى الفرعي

إنها الساعة الثانية عشرة، بتوقيت مركز السلطان قابوس المتكامل لعلاج وبحوث أمراض السرطان؛ المركز الذي جاء تحقيقا لرؤية حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- في إيجاد مركز يُراعَى فيه التكامل في الطاقم الطبي، ومجهز بأحدث الأجهزة والأنظمة الطبيّة، وكل شيء هنا يؤكد أنه مركز طبي رائد وموثوق به عالميًّا في المجال الأكاديمي والبحثي وتقديم الرعاية الصِّحية المتكاملة، هنا حيث تبدأ الذاكرة باستدعاء سينمائي يبدأ بالألوان والصور والآلام التي كانت تحيط المقام الخالد السلطان قابوس بن سعيد -طيب الله ثراه- وما مرّ به من آلام، ولنا أن نتخيل كم كان ممتلئا بصوت الرضا، ولم يستسلم ولم يخضع رغم آثار المرض المدمرة، فهو قابوس بن سعيد، ولو كان الغياب شخصا يتقن التدوين لأخبرنا كم كان عملاقا في حضوره وندا عظيما لهذا المرض لأنه مؤمن بقضاء الله وقدره، ومؤمن بحقه في الحياة، فالعامل النفسي هو أقوى مضادات هذا النوع من الأمراض، فمن يهزم نفسيا يخسر الكثير من قواته وأسلحته في حرب الوجود والدفاع عن الحياة.

خواطر بيضاء تمرُّ وأنا هنا ألقي نظرات على جدران المركز وممراته، وأتابع ألوان الأمل وأطيافه وهي تسكن المارين به، وفي وسط هذا التصوير السينمائي يبدأ مشهد خارجي في نهار مشمس يصوِّر حياة تخرج من باطن الموت؛ وأوراقًا خريفية تسقط، هم الأصدقاء أو من كنا نحسبهم كذلك، يتساقطون من أغصان الذاكرة ورقة ورقة، وكان من المفترض أن يكون مشهدا دراميا لولا أن الربيع يولد دائما، ففي ظل هذا التساقط هناك زهور تتفتح وعطر إنساني يفوح.

موسى الفرعي يكتب: في ممرات مركز السلطان قابوس لعلاج أمراض السرطان؛ دعاء واستجابة
موسى الفرعي يكتب: في ممرات مركز السلطان قابوس لعلاج أمراض السرطان؛ دعاء واستجابة موسى الفرعي يكتب: في ممرات مركز السلطان قابوس لعلاج أمراض السرطان؛ دعاء واستجابة

لم أكن أدرك أن الأخ والصديق خميس السيابي قادرا على أن يكون وحده فصلا ربيعيا مكتملا يعوض خريف الأصدقاء كله، قد يكون خميس السيابي غير معلوم لدى الكثيرين من المارين على هذه الكلمات لكنه أحد رجالات عمان الوطنيين، ممتلئ بالبهاء، نقي السريرة، خدم هذا الوطن العزيز في أكثر من جهة، وها هو الآن يخوض حربه الخاصة مع هذا المرض الذي يتوهم أنه قادر على هزيمة الإنسان، أقول يتوهم لأنني مؤمن أن العوالم الداخلية في كل واحد منا هي أداة انتصار أو هزيمة، لا نهزم إلا حين نقبل أن نكون ماضيا، أو تاريخا يتم الحديث عنه بفعل الماضي، وخميس السيابي ممتلئ بأجهزة الاستشعار المعدة لاستقبال رسائل الحياة؛ لذلك أنا مؤمن بقوته وقدرته على الانتصار وكل شيء بقضاء الله بداية الأمر ونهايته، لكننا ندرب أرواحنا على البقاء ونقاتل من أجله حتى آخر الأمر.

وهنا تذكرت قول الشاعر:

بَكى صاحِبي لَمّا رَأى الدَربَ دونَنا وَأَيقَنَ أَنّا لاحِقــــان بِقَيصَرا
فَقُلتُ لَهُ لا تَبـــــــكِ عَينــــكَ إِنَّمــا نُحاوِلُ مُلكاً أَو نَموت فَنُعذَرا


نعم الحياة هي ملكنا الذي ندافع عنه بشراسة كاملة وحب كامل دون أية أخطاء، وبكل ما نملكه من قدرات هائلة تحملها الروح البشرية، بكل ما يمكن أن يرجِّح كفة الحياة، هنا عند الساعة الثانية عشرة، بين ممرات مركز السلطان قابوس المتكامل لعلاج وبحوث أمراض السرطان أقف متضرعا لله عز وجل أدعوه جل وعلا أن يمن على الأخ والصديق خميس السيابي بالصحة والعافية وأن يكتب له الانتصار في حرب الوجود والبقاء، وأرجو منكم جميعا الدعاء للصديق خميس السيابي بالشفاء العاجل لعلها تكون ساعة استجابة؛ إنه لا يحتاج منا أكثر من الدعاء، ويرجو من الواحد الأحد استجابةً وفيضا من كرمه المطلق؛ شفاء وعفوا وعافية.

Your Page Title