أخبار

أساطير “جن مسقط” في رواية عُمانية

أساطير “جن مسقط” في رواية عُمانية
أساطير “جن مسقط” في رواية عُمانية أساطير “جن مسقط” في رواية عُمانية

أثير- سعيد العزري

عابر سبيل يستوقف شابًا يقود سيارته منتصف الليل، يركب معه، وفي منتصف الطريق يلاحظ الفتى أن للراكب أرجل “كبش”!، هذه إحدى أساطير الجن التي سمعها الكثير منّا، بل إن هذه الأساطير تتداول مرارًا للتخويف أو لغرس قيم مجتمعيّة (لا تركّب شخص غريب في سيارتك)، فكيف قادت هذه الأسطورة وغيرها الكاتب العماني عمّار النعيمي لتأليف روايتين عن “الجن”؟

يشاركنا الكاتب عمّار النعيمي تجربته في كتابة روايات أساطير الأشباح التي يكتبها باللغة الإنجليزية، حيث يحدّثنا عنها في هذا الحوار عبر “أثير”.

أساطير “جن مسقط” في رواية عُمانية
أساطير “جن مسقط” في رواية عُمانية أساطير “جن مسقط” في رواية عُمانية

شغف قصص “الجن”

يقول عمّار بأن تلك الجلسات في مرحلة الطفولة التي يقضيها مع أبناء عمومته وفي منزل جدّه لها أثر كبير في حبّه لهذا النوع من القصص، حيث لحق تلك الجلسات قراءته واطلاعه على روايات الأساطير السحرية والقصص الخيالية المخيفة، والتي كان يقرؤها باللغة الإنجليزية، وقاده هذا الشغف ليبدأ منذ عام 2012م بتعلم الكتابة القصصية ليبدأ بنشر قصصه القصيرة عبر حسابه في تويتر، وبعد 7 سنوات من الكتابة المتواصلة بدأ عمّار كتابة أولى رواياته الإنجليزية بعنوان “صارم” التي تتحدث عن فتى بسن المراهقة، يسكن “جني” في رأسه لتصبح لديه قوة خارقة، ويعيش في ظلال التخبط إلى أن يأتي الشايب “غالب” ليساعده ويخبره بأن لديه قوة خارقة ويريد منه أن يشترك في مؤسسة “صارم” وهي (الهيئة العامة لحماية الإنس من الجن)، وتدور أحداث الرواية لاحقًا متوالية مع تساؤل (كيف تصل إلى مرحلة حب النفس).

أساطير “جن مسقط” في رواية عُمانية
أساطير “جن مسقط” في رواية عُمانية أساطير “جن مسقط” في رواية عُمانية

رواية “حازم”

يحدثنا النعيمي عن الجزء الثاني من روايته التي كانت تحت مسمّى “حازم” حيث إن شخصية البطل “مشعل” الذي كبر بعدها وأصبح قائدًا لفريق صيّادي الجن، ويمتلك المهارات القيادية الكافية ليتعامل مع فريقه من الصيادين، وتدور القصة في مناطق عديدة من سلطنة عمان، بالإضافة إلى قصص خيالية متنوعة منها تعاملهم مع حالة الطوارئ العاجلة لإقفال الجن مجرى فلج الدن، ولعل حبكة الرواية الثانية تدور في مجملها حول تساؤل (كيف تبلغ مرحلة حب الخير للآخرين، بما لا يؤثر فيهم سلبًا)، وتستمر أحداث الرواية لتنتهي بتمكّن البطل من إدارة الفريق والتعامل معهم وغرس القيم الخيرية لديهم.

تحديات الكتابة

يقول عمّار بأن هناك العديد من التحديات التي واجهها خلال فترة الكتابة وبعدها، من أهمها التساؤل الذي يطرح عليه دومًا (لماذا لم تكتب باللغة العربية)، حيث يرى عمّار بأن الأدب وطريقة إيصاله للجماهير لا يضرّه اللغة التي قدّم من خلالها؛ فالكاتب يحق له أن يكتب باللغة التي يتمكن من الكتابة بها، وكذلك يجد عمّار أن الجانب الأدبي العماني الذي يكتب بهذه الطريقة يُعدّ معدوما، فربما لا يوجد في الساحة الأدبية من سبقه بكتابة رواية عمانية بهذا الموضوع وباللغة الإنجليزية، ولعل من الأسباب كذلك هي القصص والروايات التي كان يقرؤها عمّار في طفولته والتي كانت باللغة الإنجليزية، كذلك من التحديات التي واجهها عمّار تقبّل المجتمع للرواية ووقوفها على حدّ الإيمان والتمسك بالدين، ويرى النعيمي بأن الخيال من هذه القصص والفولكلور والحبكة القصصية هي الأساس وأن القصة لا تتداخل مع فكرة الإيمان وتحضير الجن والسحر المحرمة شرعًا؛ فهو يحاول استثارة القارئ من خلال تساؤلات يطرحها في كتابه وقيم يسعى إلى إيصالها في إطار درامي خيالي.

أساطير “جن مسقط” في رواية عُمانية
أساطير “جن مسقط” في رواية عُمانية أساطير “جن مسقط” في رواية عُمانية

ويؤكد النعيمي في ختام حديثه مع “أثير” بأن السرد الشفهي للقصص في السلطنة يعطي الكثير من القيم، ويفتح الكثير من الآفاق لدى الكتاب، وهو ما يستوجب رعايته وتدوينه والبناء عليه ليستمر في الأفكار التي يقدمها.

Your Page Title