أثير- مكتب أثير في دمشق
ليلة دامية بدأت بقطع الاتصالات والإنترنت والعزل عن العالم الخارجي، تبعه قصف عنيف وغير مسبوق منذ بداية العدوان، وتوغل بري محدود؛ هذا باختصار ما شهدته غزّة أمس.
في اتصال لـ “أثير” مع اللواء المتقاعد ابراهيم العلي القائد السابق للجيش الشعبي في سوريا قال معلّقا على آخر الأحداث والتطورات: إن العملية البرية المحدودة التي قامت بها إسرائيل كانت بمثابة جس نبض للأيام القادمة في حال قررت التوغل البري الموسع، وهذا ما صرح به المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، الذي قال إنها عمليات موسعة وليست الغزو البري المتوقع.
وأضاف: رغم التكتم الإسرائيلي الشديد على تفاصيل هذه العملية لكن الأخبار التي توفرت تشير إلى عنف المواجهات على الأرض وما قالوا عنه بأنهم استطاعوا تصفية قيادي بارز وتدمير 150 هدفا لحماس تحت الأرض .
وذكر: نتنياهو يعاني من أزمة عميقة، ويحاول بمختلف الطرق حفظ ماء الوجه إعلاميا وشعبيا، لكن من الناحية العملية يمكننا القول بأن حياة نتنياهو السياسية انتهت؛ فالهدف المعلن لعملية السيوف الحديدية كانت تدمير البنيه الأساسية وتأليب شعب غزة على حماس وزيادة الشرخ بينها وباقي المجتمع وسلخها عن بيئتها الحاضنة، لكن آلة القتل الإسرائيلية التي لم تأتِ إلا بمزيد من الدمار والقتل المنهج؛ زادت من تمسك الشعب الفلسطيني في غزة بمقاومته. أما نتائجه خارج إسرائيل فكانت أكبر وأهمها كان اعتماد قرار عربي في الجمعية العامة للأمم المتحدة يدعو إلى هدنة إنسانية فورية ووقف الأعمال العدائية، وهذا ما دفع مندوب اسرائيل لدى الأمم المتحدة للقول بأنها فقدت الشرعية بعد تبني هذا القرار.
وقال اللواء إبراهيم أيضا: خروج العديد من المظاهرات المنددة بالعدوان في كثير من العواصم والمدن يشكل ضغطا على الحكومات لأخذ مواقف أكثر حزما ضد آلة القتل الإسرائيلية، وقد بدأنا نسمع أصواتا ولو كانت خجولة من بعض الهيئات الدولية والإنسانية تنادي بتوقف المجازر والقصف الإسرائيلي على غزة .
وختم حديثه لـ “أثير” قائلًا: لا يمكن التنبؤ بما قد يحدث في الأيام القادمة لكن كل الدلائل تشير إلى أن الأمور ذاهبة باتجاه التصعيد خصوصا بعد تأكيد جون كيربي المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض أن الولايات المتحدة لا تضع خطوطًا حمراء لإسرائيل في هجماتها.