رصد – أثير
إعداد – ريما الشيخ
من يقرع طبول الحرب ويقتل دون هوادة، هل هو ظالم أو مجرم أو فقد كلمة الإنسانية والضمير من قاموسه، أم أنه جمعها كلها لتكون دستوره في القتل؟
حديثنا هنا عن الصهاينة الذين لم يكتفوا بقتل الأطفال والنساء والشيوخ والكوادر الطبية و التعليمية بل طال الأمر، فأبادوا كلمة الحق التي يحملها المراسلون والمصورون والصحفيون الذين يسعون إلى أن يظهروا للعالم الحقيقة بكل شفافية التي شوهها الإعلام الصهيوني الكاذب.
تعرض الصحفيون في فلسطين وتحديدا في قطاع غزة لانتهاكات صارخة يجرمها القانون الدولي، حيث يتم استهدافهم بالقتل والاحتجاز التعسفي والتحريض ضدهم وعرقلة عملهم بصفة متكررة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ انطلاق تغطيتهم لعملية “طوفان الأقصى” في 7 أكتوبر 2023م.
وحسب آخر المعلومات التي رصدتها “أثير”، فقد ذكر مراسل الجزيرة بأن عدد الصحفيين الشهداء منذُ بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة ارتفع إلى 60 شهيدًا حتى كتابة هذا الخبر.
وقد اعتبرت نقابة الصحفيين الفلسطينيين، أن شهر أكتوبر الماضي الأسوأ في تاريخ الصحافة العالمية، بعد استشهاد عشرات الصحفيين في مجازر قوات الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية.
وأشار تقرير لجنة الحريات الصحفية التابعة لنقابة الصحفيين إلى اعتقال 40 صحفيا منذُ بداية العدوان على قطاع غزة في السابع من الشهر الماضي.
وقال التقرير إن الاحتلال استهدف نحو 62 مؤسسة إعلامية بالقصف والتدمير الكلي أو الجزئي بقطاع غزة، في حين استهدف بعض المؤسسات الإعلامية بالإغلاق والمصادرة في الضفة الغربية. كما تم تدمير أكثر من 70 منزلا للصحفيين عن عمد راح ضحيته نحو 200 شهيد من عائلاتهم.
وعلى الصعيد الميداني في الضفة الغربية، واصل الاحتلال جرائمه وانتهاكاته التي وصلت إلى أكثر من 112 واقعة، كان أبرزها:
-37 حالة منع من التغطية واحتجاز الطواقم.
-21 حالة استهداف بقنابل الغاز المسيل للدموع.
-17 حالة اعتداء جسدي وضرب.
-15 حالة مصادرة أدوات ومعدات شخصية ومهنية للصحفيين.
-13 حالة تحريض مكتوب ولفظي من جهات إسرائيلية مختلفة.
-8 حالات تهديد مباشر بإطلاق النار.
-4 حالات إغلاق مؤسسات إعلامية وإصابة اثنين بأعيرة نارية من جيش الاحتلال.
كما أن هناك أشكالا أخرى متعددة من الانتهاكات وأبرزها المنع من التنقل بين المحافظات والاستدعاء لمقرات المخابرات الإسرائيلية لغرض التحقيق والتهديد والإرهاب -بحسب التقرير-.
وفي الآونة الأخيرة، ما تزال عمليات الاعتقال من قبل قوات الاحتلال مستمرة بحق الصحفيين؛ فقد تم اعتقال المصور الصحفي المقدسي عبدالعفو بسام وهو متجه لأداء لصلاة الجمعة، واقتيد إلى مركز شرطة المسكوبية وما زال معتقلا حتى كتابة هذا الخبر، حيث تم تمديد اعتقاله لمحاكمته يوم الثلاثاء القادم.
من جانب آخر، قرر قاضي محكمة لدى الاحتلال الإسرائيلي، تمديد فترة اعتقال الصحفية الفلسطينية ميرفت العزة، بزعم إقدامها على التحريض على وسائل التواصل الاجتماعي، فيما جرى تحويلها إلى محكمة عسكرية.
وتم اعتقال الصحفية المقدسية المستقلة قبل أيام، بتهمة وجود “شبهات” تتعلق بدعمها لحركة المقاومة الإسلامية حماس، وكانت قد بدأت العمل في شبكة NBC الإعلامية الأمريكية قبل وقت قصير من بدء الحرب على غزة.
وألقت شرطة الاحتلال الإسرائيلية القبض عليها في بيت لحم جنوب الضفة الغربية، بطلب من النيابة العامة، وتم التحقيق معها يوم الخميس الماضي، ودعا ممثل الكيان المحتل إلى تمديد فترة اعتقالها لـ”تمجيدها الأعمال الإرهابية“.
من جانب آخر، كان الاحتلال الإسرائيلي في المرتبة 97 عالميا في مؤشر حرية الصحافة العالمي 2023م الصادر عن منظمة مراسلون بلا حدود (RSF)، منخفضًا 11 مرتبة عن عام 2022م. ورأى المؤشر بأن المشهد الإعلامي “الإسرائيلي” تعرض إلى زعزعة بعد وصول حكومة تهدد حرية الصحافة إلى السلطة، ووصف التقرير أن الصحفيين الفلسطينيين يتعرضون للعنف بشكل منهجي نتيجة تغطيتهم للأحداث في الضفة الغربية، ويمنع الصحفيون الإسرائيليون من دخول قطاع غزة، كما ما يزال اغتيال الصحفية الفلسطينية الأمريكية شيرين أبو عاقلة عام 2022م على يد قوات الأمن الإسرائيلية دون عقاب، على الرغم من الضغوط القوية من المجتمع الدولي واعتراف السلطات الإسرائيلية. ولم يؤد مناخ الإفلات من العقاب إلا إلى زيادة العنف ضد الصحفيين الفلسطينيين في إسرائيل، وكذلك في الضفة الغربية وقطاع غزة.
ويسلط مؤشر حرية الصحافة العالمي الضوء على تغييرات كبيرة وغالبا ما تكون جذرية مرتبطة بالتغيرات السياسية والاجتماعية والتكنولوجية، وفقًا لمؤشر حرية الصحافة العالمي لعام 2023 – الذي يقيم البيئة التي تعمل فيها الصحافة في 180 دولة وإقليمًا وينشر في يوم حرية الصحافة العالمي (3 مايو).
ويتوقع أن يشهد مؤشر “الاحتلال” انخفاضا هائلا في المؤشر القادم بعد موجة العنف الهائلة في حق الصحفيين.