default-output-block.skip-mainأبجدابتهالات “زينب” بعد الخروج
Atheer - أثير Atheer - أثير 
ابتهالات “زينب” بعد الخروج
عبدالرزاق الربيعي – العراق
أطلّت على الأرض زينب
ككوكب
وسارت على مرمر الواجهات
في ” اصفهان”
فوق النقوش
العروش المضيئة في كلّ آن
لزينب عينان لامعتان
وما بين عشبهما
يستدير سنى نقطة
خطّها الله
في دفتر الطين
قبل الوجود
بحبر البهاء
لزينب عينان
ترشّان أرواحنا بالضياء
ترشّان
أرواحنا بالضياء
لزينب قلب يمدّ الصباح
بما يتيسرمن وهج ونقاء
وكفان ضارعتان
مملوءتان بفيض الدعاء
لزينب حين تقوم الى النوم
صفو صلاة
وسحر مساء
وحين يداهمها الحلم
يزهر في صدر زينب ورد الغناء
ذاك لأن لزينب بيت
به تستريح الشموس
لزينب وجه البياض
وعطر الرياض
وحزن ثرى كربلاء
السلام عليك
أيّتها الجهة الخامسة
السلام عليك
أيّتها الوردة الهامسة
السلام عليك
يوم ولدت
ويوم مضيت مع الوقت
في لجّة اللامكان
ويوم ملأت سلال الضياء
بشهد الدنان
وطرت مع الفجر
نحو مراقي الجنان
السلام على الشمس
وهي تمر
مرور المشوق على شفتيك
السلام عليك
أطلّت على الأرض زينب
ككوكب
تمشّت بميدان”نقش جهان”
القت رسائل أشواقها
في مياه النهار
مدّت أصابعها في الهواء
فصفّقت الريح
صفّقت الروح
صفّقت الطير
صفّقت السوسنة
مرّت على جسر”خاجو”
وقلبي…
والأزمنة
ومشت
فوق سقف المدينة
فاهتزّت الكلمات
مالت مع المئذنة
واستفاق من النوم
لون السماء
استفاق الفؤاد
من خدر النبض
ضجّ المدى
هاتفا في أذان المكان
فجاست
بأطراف أحلامها
“سرّة الكون”
كان الخراب على الضفتين
يوزّع أسماءه
ويصول
فحنّى الدخان يديها
إذ الحرب
تلقي على أعين الشهداء
معاطف أوزارها
في العراء
فكانت لها
وبها
فمضت..
لترمّم جرحا
حديث الولادة
ثمّ تحرّرللموت
صكّ الشهادة
أطلّت من الغيب زينب
ككوكب
يقيل الجراح
ويشفي
ولمّا أضاء
تجلّت
وجالت بطيفي
فغابت كثيرا
وعادت أخيرا
لترمي السماء بكفّي
أطلّت
على الأرض زينب
ومن ينتعل
في الأعالي
خفّ الغمام
فلابدّ يتعب
ولكنّ زينب
لم تنكسر…
لم تقل للبلاد الذبيحة أفِ
ومثل خيوط من الضوء سالت
خلال شقوق السحاب بلطفِ
وغابت بحرفي
أطلّت
تمشّت كثيرا على الجمر
جالت طويلا
وظلّت توزّع مايتفتّت
من ورق الحزن
على الفقراء
تمشي
إلى الغيب
من …لامكان
إلى “اصفهان”
فكانت…
وكان
