فضاءات

سباق بين رؤية جلالته وتنفيذ المسؤول

Atheer - أثير
Atheer - أثير Atheer - أثير

سباق بين رؤية جلالته وتنفيذ المسؤول

سباق بين رؤية جلالته وتنفيذ المسؤول

لــ موسى الفرعي

 

أكثر من أَربعينَ عاماً وجَلالةُ السلطان يُؤسسُ لدولةٍ مُتكاملةِ الأَطرافِ أو لِنقلْ دولةَ الجسدِ الواحدِ فإن اختلَّ عضوٌ منها انسحبَ تَأثيرهُ على باقي الجسد.

أربعون عاماً وجَلالتُه يَبتكرُ نظاماً ويَسعى لِتحقيقِ الوقوف على أَرضٍ ثَابتةٍ، إِلا أَنَّ البعضَ لمْ يُدركْ  ضوءَ هذه الرؤيةِ ولمْ يستوعبْ إمكاناتِ الشعبِ التي يَملكها وهذا الأمرُ أَوجدَ مسافةً كبيرةً تَفصلُ المسؤولَ وعَملَه عَنْ رؤيةِ جَلالتِه والإِنسان العمانيِّ وما يَملكه،  فكمْ من الجهد سَيحتاجُ المسؤولُ كي يَلحقَ بخيرِ ما فاته، وإِنْ لمْ يسعَ ويَبذل الجَهدَ الكبيرَ فإِنَّ المسافةَ الفاصلةَ تَتسعُ أَكثرَ وأَكثرَ.

إذنْ كلُّ واحدٍ منّا له حقوقٌ وعليه واجباتٌ يَجبُ القيام بها وعليه أن لا ينظر إلى الحقوق دون القيام بواجبه، وقيامه بالواجب يستدعي حقوقه بطبيعة الحال، المهم أن نحب ما نعمل ونعمل ما يمكن أن يُحقق المصلحة العامة، المسؤول والمواطن كلُّهم على صعيد واحد، فمسؤولية الوطن ليست مرتبطة فقط بالمسؤولين كما أن المواطن ليس شمّاعة أخطاء.

ويُفترض أن يُوسّدَ الأمرُ لأهله فلو تحدَّثنا في هذا الأمر سنجد عدة مسؤولين لا علاقة لهم ولا صلة تمتُّ بهم لوزاراتهم لا من الناحية الأكاديمية ولا من ناحية العمل والممارسة، ثم إن الدماء التي تجري في عروق الوزارة  أيًّ كانت تلك الوزارة عليها أن تكون دماءً متجددةً كي تواكبَ تطور الرؤية للعالم وأن تتعامل مع مقتضى الحال بمنطق الحال.

إننا نشكو من فوضى غيرِ خلَّاقةٍ تُمارس من قبل المناط بهم الأمر والمنقسمين بين مسؤول مرتبط بالأرض إلا أن مساحة تحقيق الرؤية لا تمكنه من ذلك ومسؤول آخر يسكن في عالم آخر ولا علم له بمجريات الأشياء، وفي الحالتين أرى أن مجلس الوزراء هو صاحب الدور الأكبر والأهم وهو من بيده أن يُوجد الحلَّ لتنظيم جميع الأمور وذلك بمتابعة الأعمال الوزارية دون النظر إلى المسميات فالكلُّ سواء أمام الحلم والهدف الأمثل  وهو مصلحة عُمان، ثم لا بدَّ من إلغاء جملة ( تصرف فردي ) من قاموس العمل فلا تصرفات فردية في ظل وجود الرقابة العامة على الموظفين في أي مجال كان.

 

إنَّ الناتجَ الطبيعيَّ للبيروقراطية والروتينِ المُسرطِّن في مُعظمِ وحداتنا الحكومية هو الفسادُ والرشوةُ بأشكالها المتعددةِ وبالتالي يكون من طبائع الأمور أن تُولدَ ازدواجيةٌ في التعاملِ مع مُعاملاتِ المواطنين، ولو أسقطنا عليها منطقَ الرياضيات فالمعادلة الطبيعية لتلك البيروقراطية المتعفنة يكون ناتجها (بدون رشوة = عدة سنوات لإنجازها .. رشوة = أيام معدودة) ناهيك عن خَلقِ عدةِ أشكالٍ للتحايلِ يَطرحُها الموظفُ الحكوميُّ بنفسهِ على المواطن بمنطق من وجد الحيلة فليحتال، وإن فشل مع الشرفاء من المواطنين فمن يدري من ستدفعه الحاجةُ إلى إنجاز ما يريد..! وقطعاً ليس من حقنا أن نلوم ذلك الإنسان البسيط فليس من العدالة في شيء أن نسمحَ بعرضِ كلِّ المغريات إزاءه وحين يَسقطُ في الخطأ نلومه ونشيرُ إليه بإصبع الاتهام، حينها فقط علينا أن نلومَ أنفسنا، وأن يكون العقاب على من سمح بجريان مثل هذا الفعل، فحربنا مع السرطان تكون بإبادته ومتابعته وليس بمكافحتها الجزئية، إذن فالحلُّ الأمثلُ هو محاربةُ البيروقراطية أولاً ومن ثم تتم محاربةُ الفساد.

ولي أنْ أسردَ قصةً قد تمَّ التعاملُ معها مُسبقاً عبر منتدى الوصال فحين سَرتْ مُناقصةٌ ما لصالح أحد أصحاب الأعمال بأكثر من مليون ريال عماني وقد كان يقوم بأعمال خارج اتفاقية المناقصة ويستلم حقوقه كاملة،  إلا أنه حين اكتشف أن تلك الأعمال تمثّل مصلحة شخص بعينه وليست الوزارة تمتْ محاولة رشوته، وماذا بعد ..؟!

الكثير هنا وهناك مما يشبه هذه القصة سواء في الشكل أو المضمون، إذن على المسؤولين أن يدركوا جيدا أنَّ الشعب ليس جاهلا وأن الصمت هو أول مراحل الغليان وأن صمام الأمان الدائم جلالة السلطان حفظه الله إذ منحهم المسؤولية فهناك اختباراتٌ دائمةٌ يخوضونها فإن نجحوا في تحقيق مصلحة المواطن والأرض أثبتوا أنهم أهل للثقة وإن فشلوا فلن يتوانى في منحِ ثقته لشخص آخر ولن يكون عمر مسؤوليتهم طويلاً فلا يأخذوهم الغرور، وأنا أقول هذا وأنطق بلسان الوالد القائد – وهذا شرفٌ عظيم – وإن سألني سائلٌ بأيِّ حقٍّ أنطقُ بلسان جلالته سأقولُ له إن حبي ومقدارَ تصوري لحبِّ جلالته وعمله الدائم من أجل مصلحة الوطن والمواطن هو من أعطاني هذا الحقَّ. 

الكثير هنا وهناك مما يشبه هذه القصة سواء في الشكل أو المضمون، إذن على المسؤولين أن يدركوا جيدا أنَّ الشعب ليس جاهلا وأن الصمت هو أول مراحل الغليان وأن صمام الأمان الدائم جلالة السلطان حفظه الله إذ منحهم المسؤولية فهناك اختباراتٌ دائمةٌ يخوضونها فإن نجحوا في تحقيق مصلحة المواطن والأرض أثبتوا أنهم أهل للثقة وإن فشلوا فلن يتوانى في منحِ ثقته لشخص آخر ولن يكون عمر مسؤوليتهم طويلاً فلا يأخذوهم الغرور، وأنا أقول هذا وأنطق بلسان الوالد القائد – وهذا شرفٌ عظيم – وإن سألني سائلٌ بأيِّ حقٍّ أنطقُ بلسان جلالته سأقولُ له إن حبي ومقدارَ تصوري لحبِّ جلالته وعمله الدائم من أجل مصلحة الوطن والمواطن هو من أعطاني هذا الحقَّ.

إن رؤية جلالة السلطان وأحلامه ورغبة الشعب وإدراكه وإمكاناته كلها قد تجاوزت المسؤول الذي يقعد على كرسيه الوثيربمسافة كبيرة وإن لم يستطع المسؤول أن يلحقَ ويواكب تلك الرؤية وتلك الأحلام ويفتح السماء المناسبة لتلك الإمكانات فسيثبت فشله الذريع، وحينها يكون الحل إما أن يُبعدَ عن منصبه ويؤتى بمن هو قادر على إدارة الأمر أو تلغى بعض الوزارات ويتم دمج اختصاصاتها مع وزارة أخرى.

إن رؤية جلالة السلطان وأحلامه ورغبة الشعب وإدراكه وإمكاناته كلها قد تجاوزت المسؤول الذي يقعد على كرسيه الوثير

بمسافة كبيرة وإن لم يستطع المسؤول أن يلحقَ ويواكب تلك الرؤية وتلك الأحلام ويفتح السماء المناسبة لتلك الإمكانات فسيثبت فشله الذريع، وحينها يكون الحل إما أن يُبعدَ عن منصبه ويؤتى بمن هو قادر على إدارة الأمر أو تلغى بعض الوزارات ويتم دمج اختصاصاتها مع وزارة أخرى.

وإني أتساءل بعد أربعة وأربعين عاما هل تحتاجُ السلطنة لـ ” بيت خبرة ” من أجل إعادةِ هَيكلةِ وحداتها الحكومية؟ لمَ لا يكون ذلك إِنْ كان سَيساهمُ بِشكلٍ فعّال في تَنظيمِ الأمورِ ومراقبتها ورصدِ أَعمالِها. 

وإني أتساءل بعد أربعة وأربعين عاما هل تحتاجُ السلطنة لـ ” بيت خبرة ” من أجل إعادةِ هَيكلةِ وحداتها الحكومية؟ لمَ لا يكون ذلك إِنْ كان سَيساهمُ بِشكلٍ فعّال في تَنظيمِ الأمورِ ومراقبتها ورصدِ أَعمالِها.

على الجميع أَنْ ينحاز لأحد الأمرين إما أَنْ يَملكَ حُبَّ الوطنَ والعملَ بهذا الحبِّ، أو فليرفعْ يده حتّى لا يكون حجرَ عثرةٍ أَمامَ مركبةٍ ضوئيةٍ تَجرها خيولُ الأماني والأحلام، وإِنْ حاولَ أن يكون ذلك الحجر سواءٌ بوعي أو دون وعي فلينتظرْ إني معه من المنتظرين

Your Page Title