
ضمّد المطر قروحَ المدينةِ
ضمّد المطر قروحَ المدينةِ
سيف الرحبي
سيف الرحبي
قطيع جياد برّية تركضُ
بنشوةٍ أمام البحر
أعرافها النافرةُ تسبح
في الفضاء
عيونها شبه ناعسةٍ
وقوائمها تسبق الإعصار
البحر بمدّه العالي
والأفراس بمطلق حرّيتها
كأنما المشيئة أبدعتْ قصيدتَها
في هذا الفراغ الوحشيّ المتناغِم
الرهافة والجمال.
***
كان يهذي:
جحيم العواصف أجمل
من جنة السكون
لحظتها حلّق الحمام عائداً
إلى الطوفان الأول للخليقة
***
النسر يصطاد العاصفةَ
والطيور تجري أمامه
كقطيع
قطيع السماء المذعور
من النسر والعاصفة
***
ضمّد المطر قروحَ المدينةِ
بقبس من أبديّةٍ
عابرة.
***
تعوي المُدن كالذئاب
تتضوّر جوعاً إلى الفريسة
لا البحر يطفئ ظمأها ولا النجوم التي تبرق بمقتٍ وسخرية
تتضوّر المدن، تركض للافتراس
(وجبتها الروح والطفولة والأحلام)
تتضور المُدن التي بناها همج محدثون، كالذئاب لا، ليست كذلك
فالذئاب تحلم بالغابة والصحراء
الذئاب التي تُسرج الآفاقَ
بموج حنينها إلى الله…