فضاءات

المناطق الآمنة وانتقاص سيادة الدول

Atheer - أثير
Atheer - أثير Atheer - أثير

د. إسماعيل بن صالح الأغبري

 

تحدثنا في مقال سابق عما يشبه العبثية المنبثقة من خلال الضربات العسكرية الجوية ضد بعض المجموعات الإسلامية التكفيرية وقلنا إن العالم لم يتعلم الدروس السابقة والتي كشفت أن الضربات الجوية مردودها ضعيف جدا في التأثير على المستهدف ذلك أنه مهما بلغت تقنية الطائرات،ودقة الرصد إلا ان القصف الجوي لا يؤدي إلا إلى تدمير في الممتلكات والمنشآت،المدنية والعسكرية وخسائر في الأرواح في صفوف السكان وهذا طبعا إذا كان المستهدف دولة بعينها أو إضعاف نظام من أنظمة الحكم ولكن إذا كان المستهدف جماعة من الجماعات فإن تلك الجماعة لن تتأثر لأنها في واقع الأمر لا تمتلك ما تمتلكه الدولة من مقومات ومعالم بادية للعيان سيادية بل تقوم حرب الجماعات على الكر والفر والتنقل والتخفي فاليوم في موقع وبعد ساعات في موقع آخر فكيف تتأثر كثيرا بالضربات الجوية؟

ولعل القائمين على تلك الضربات يعلمون تلك الحقيقة لما مروا به من خبرات ولما لديهم من مستشارين وفنيين ولكن صاروا إلى ذلك الخيار لأمور،منها إقناع الرأي العام أنهم جادون في مواجهة تيار التشدد،وأنهم عازمون على قمعه وبعض الدول شاركت في ذلك رغبة منها في إبعاد تهمة دعمها للجماعات المتطرفة وتمويلها،وسعيا منها إلى دفع تلك التهمة

عموما يحق للجميع السؤال كيف نبتت تلك الجماعات وكيف دخلت العراق وسوريا وكيف تمكنت تلك الجموع من الشرق والغرب من عبور،الحدود للبلدين فعبور،آحاد الناس عبر مجاهيل الطرق يمكن،وقوعه لكن عبور،الجماعات من كل حدب وصوب دون رصد لها هذا من المحال

ثم لننظر من هم قوام،تلك الجماعات وما أكثر الجنسيات المشاركة،فيها وهل يعقل أن الدول التي يتبع لها المقاتلون لم تكتشف عدم طبيعية الحركة،في المطارات من حيث كثرة السفر،ونوعية الشباب المسافر،

مضى زمن على تلك الضربات،والمجموعات الإسلامية التكفيرية تتقدم وتحتل مناطق أخرى،في سوريا والعراق وليس،من بيان يؤكد،تحديدا الخسائر،بالضبط،وليس من بيان صادر عن تلك الجماعات يذكر مدى تأثرها بالقصف
ليس من بيان رسمي يحدد،متى نهاية الضربات وكم تحديدا ستستمر،


 

في الآونة الأخيرة تتصاعد،دعوات سابقة من أجل إقامة مناطق آمنة،أو مناطق عازلة بحجة إيواء اللاجئين وحماية السكان وتدريب ما يوصف بالجماعات المعارضة المعتدلة إلا أن الخطورة تكمن في أن هذه تعد احتلالا مقننا واعتداء على سيادة الدول وهي بمثابة خنجر مفروش في تلك الدولة التي سوف يتم،اختيار مناطق منها لتكون حسب ما يوصف بأنها آمنة ومن الممكن أن تصير تلك المناطق مراكز،إيواء،وتقوية لانطلاق عمليات ضد النظام،وكذلك،يتم منع نظام،تلك الدولة من،الوصول إلى تلك،المنطقة بينما يحق لخصومها التحكم فيها،وقد تكون تلك المنطقة منطقة لإسقاط النظام،وقد تكون تلك المنطقة تحقيقا لاطماع قديمة وزحفا،مقننا ومشرعا

تارة تسمى مناطق آمنة وتارة،عازلة فاختلاف المسمى لا يغير من الحقيقة شيئا إذ كيف تقتطع قطعة من أرض دولة،ودون،موافقة فتصير حلا لخصومها حراما عليها

إن تلك المنطقة ذريعة لتوسع ودعوة لإسقاط،نظام،خاصة وأن الرغبة في إنشاء المناطق الآمنة مقرونة بطلب حضر،جوي لمنع طيران تلك الدولة من التحليق في أجواء البلاد بينما يحق للدول الخصوم التحليق فيها

المنطقة المقترحة تفوق أو تقترب من الألف كيلو وبعمق أربعين،كيلومترا ،وستشمل مدنا مهمة

 

إن نظام،الحكم،في سوريا،غير موافق وكذلك،إيران وروسيا والصين بل قد تعد تلك المناطق بمثابة إعلان حرب ضروس،من مقترح تلك المنطقة ضد حليف استراتيجي وهو سوريا ولا يتوقع الصمت من تلك،الدول بل قد تدخل طرفا مباشرا مما ينذر بتوسع المشكلة
وتحاول الدول الراغبة في منطقة عازلة إيجادها دون موافقة أممية لمعرفتها بأن الموافقة لن تكون لأن حق النقض آت آت إلا إن تم ذاك دون موافقة أممية وبذلك،تسود شريعة الغاب ويغيب القانون الحكم


 

Your Page Title