مسقط – أثير
تبذل شرطة عمان السلطانية من خلال برامج ومعارض السلامة المرورية جهودا مكثفة للتخفيف من الحوادث على الطرقات التي تحولت في العشر السنوات الماضية الى أرق دائم وصداع في رأس المؤسسة التنموية العمانية التي تعتبر المواطن العماني رأس مال التنمية وعماده الأول في البناء والتطوير .
ومنذ أن تطرّق جلالة السلطان قابوس بن سعيد -حفظه الله ورعاه- في خطاب سام العام 2009 بسيح المكارم بولاية صحار في حديث صادق ومعبر، يقضي بأهمية الالتفات لظاهرة الحوادث على الطرقات التي استنزفت أرواح الأبرياء، وكادت أن تمثل عائقا على طريق النهضة العمانية باعتبارها خطرا داهما يتهدد المستقبل ، والمبادرات المؤسسية لم تتوقف في المضي لايصال هذه الرسالة الى أفضل مراحلها من خلال التوعية بأهمية الالتزام بقواعد السير والتخفيف من السرعة والكف عن التهور ، وبما يخفّف من حجم الأرقام المهولة في عدد الحوادث المرورية .
وتعددت البرامج التي تبنتها جمعيات أهلية وأندية وشخصيات اعتبارية في مختلف الولايات بالاضافة الى عدد من المبادرات الرياضية التي حققت نجاحا يستحق التقدير والتشجيع ، ولعل مشروع برنامج “السلامة أولا” الذي تبناه الرياضيان في حينه سائق الراليات الشهير حمد الوهيبي والحارس الدولي علي الحبسي واحد من البرامج الاستثنائية المشجعة ، التي كان لها الأثر في ايصال الرسالة التوعوية بصورتها المؤثرة والعميقة ، وقد تضافرت جهود جهات وطنية عدة لتحقيق هذا الهدف على المدى البعيد والقصير في نفس الوقت .
وتنهك حوادث الطرقات موازنة الدولة من الناحية الاقتصادية والصحية كما تتسبب في الخسائر النفسية والمعنوية للعديد من الأسر العمانية ، بالاضافة الى الخسائر في الممتلكات ، ويدفع المصابون ضريبة البقاء على المقاعد لسنوات طويلة وقد تتسبب بعض الحوادث في عاهات مستديمة أو بتر بعض الأعضاء بما يفاقم وضع الحالات الانسانية التي يعول عليها بالمساهمة في عملية الانتاج والتطوير في الساحة التنموية .
وتساعد برامج التوعية الرسمية والمجتمعية في ايصال رسالة نهضوية في غاية الأهمية ، وبدأت بعض الأرقام المسجلة في الآونة الاخيرة تدفع باتجاه اشعال جذوة التفاؤل في التخفيف من مخاطر الحوادث على الطرقات ، في صورة تبدو كانعكاس طبيعي للدعوة والحملات التوعوية الواسعة التي نفذت باتجاه الحد من مخاطر التهور على الطرقات والتقيد بالتعليمات والالتزام بقواعد المرور .