عقد المكتب الدائم لمكتب اتحاد كتّاب إفريقيا وآسيا في موسكو خلال الأيام الماضية اجتماعا، بمشاركة الجمعية العمانية للكتاب والأدباء، مثلها كل من خميس بن راشد العدوي رئيس الجمعية، وعضوية د. محمد بن مسلم المهري ومحمد بن سليمان الحضرمي، وشارك ممثلو الاتحادات والجمعيات والروابط الأدبية والثقافية في دول إفريقيا وآسيا، أقيم الاجتماع في مقر اتحاد الكتاب والأدباء، حضر حفل الافتتاح مجموعة من أدباء وكتّاب روسيا، وتم خلاله إزاحة الستار عن تمثال الأديب المصري توفيق الحكيم، للنحات المصري الدكتور أسامة السروي.
بدأ الاجتماع بمناقشة جدول أعماله المتعلقة بالاتحاد ذاته، وبأعضائه من الكتّاب، والوضع العام للأدب والأدباء في القارتين الافريقية والآسيوية، وموقف الكتّاب والأدباء مما يجري في الساحة الدولية، والتطلع للانفتاح على دول امريكا اللاتينية، وكذلك بحث توسعة نطاق العضوية إلى هذه الدول.
وتأتي أهمية انعقاد الاجتماع في موسكو في وقت تمر فيه بعض الدول التي لها اتحادات أعضاء بظروف استثنائية، والأدباء والكتّاب هم في طليعة أبناء هذه الدول، وناقش الاجتماع إحياء مجلس “اللوتس” الثقافية، التي كانت تصدر سابقا في القاهرة، وتوقفت خلال السبعينات الماضية، حيث تم تشكيل مجلس تحرير لها، وقد أكد محمد سلماوي الأمين العام لاتحاد كتاب إفريقيا وآسيا أن المجلة تساير بموادها ومواضيعها التطور الذي يشهده العالم، ومن المؤمل أن تصدر قبل نهاية هذا العام، وسوف توزع في دول إفريقيا وآسيا، وستكون مهمة كل اتحاد توزيعها داخل دولته، فهي مجلة تعبر عن اهتمام الاتحاد بالقضايا الأدبية، وتبادل الأعمال الأدبية بين الأعضاء، وستضم صفحات تغطيات الندوات التي يقيمها المكتب الدائم في المؤتمرات.
وفي حفل الافتتاح أشاد جانيتشيف رئيس الاتحاد الروسي بالتمثال الخاص بتوفيق الحكيم، وأكد أن الهدية الي تقدم بها اتحاد كتاب مصر بالتمثال سيكون له أثره البارز في خدمة تراث الكاتب الحكيم.
من جانب آخر أقيمت على هامش الاجتماع ندوة موسعة حول مشروع طريق الحرير، عقدت في مقر صحيفة أدبية أسبوعية، حملت الندوة عنوان “مشروع طريق الحرير الثقافي”، تقدمت به رابطة الكتاب الأردنيين، وقد انبثقت فكرته من ضرورة إعادة الاعتبار لدور الثقافة والمثقفين في صياغة الاستراتيجيات العامة لعالم متغير من حولهم، بحيث يلعب المثقفون دورا إيجابيا في التعاون والسلم الدوليين، كما في التصدي لثقافة التكفير بكل تعبيراتها.
وتأتي أهمية هذه الندوة من أهمية وضرورة التصدي للاستراتيجية الخطرة التي نادى بها هنتجتون، باسم “صراع الحضارات”، وهي نظرية تفضي إلى تناحر أمم وشعوب الشرق وتمزيقه وتحويله إلى هويات فرعية متصادمة، تبدد طاقته وثرواته، وتضرب تاريخه الحضاري وقيم وتقاليد التواصل الثقافي والحضاري المتكامل فيه، وتقطع أوصال جغرافيته، التي شكلت ولا تزال قلب العالم ومجالاته الحيوية من طريق الحرير، والتوابل إلى طريق النفط والغاز.
وخلال الندوة قدم خميس العدوي رئيس الجمعية العمانية للكتاب والأدباء في الندوة مداخلة تحدث فيها حول أهمية هذا المشروع، وأن السلطنة هي إحدى المحطات التي كان يمر عليها طريق الحرير وهو الطريق الذي يسلكه تجار التوابل والحرير، ويربط العالم القديم بهذا الجانب.
وأشار إلى أن طريق الحرير لابد أن يحمل معه فكرة السلام والوئام بين الشعوب، وأن السلطنة قدمت أعمال مشروع حول استكشاف طريق الحرير، وبإمكاننا من الناحية الثقافية أن نرفد اتحاد كتاب إفريقيا وآسيا بتصور عن هذا العمل، عن دور السلطنة فيه، وطالب في مداخلته بوضع أهم المحطات التي كان يسلكها الطريق، وذلك بغية تفعيلها وتفعيل ما يسمى بخارطة طريق الحرير الثقافية، عن طريق تقديم تصورات ثقافية تتم متابعتها من خلال مكتب الاتحاد، وتنمية هذا الجانب، والتواصل بين المثقفين والأدباء والكتاب، بين المثقفين والكتاب عبر المناطق التي يمر بها طريق الحرير.
كل ما تنشره "أثير" يدخل ضمن حقوقها الملكية ولا يجوز الاقتباس منه أو نقله دون الإشارة إلى الموقع أو أخذ موافقة إدارة التحرير. --- Powered by: Al Sabla Digital Solutions LLC