مسقط – أثير
تتنوع التضاريس الطبيعية في ولايات السلطنة لتعطي جمالا أخاذا يتمايز بين موقع وآخر، فكل موقع يأخذ زاوية جمالية تجعله مغايرا عن الآخر. رحلتنا اليوم إلى مكان جميل لكنه غير معروف “سياحيا” ويحتاج إلى خدمات إعلامية وسياحية تجعل منه مزارا للسياح من داخل السلطنة وخارجها. ويصحبنا في هذه الرحلة المواطن سعيد بن علي العبري من ولاية الحمراء الذي يقول :” نتحدث اليوم عن وجه آخر وزاوية أخرى من زوايا الجمال في ولاية الحمراء وبالتحديد قمة جبل شمس، فهذه المرة كانت وجهة الأصدقاء الى قمة جبل شمس أعلى قمة في الخليج العربي قاطبة والتي يصل ارتفاعها الى 3000 متر فوق سطح البحر” .
ويضيف سعيد :” فضلنا هذه المرة الصعود مشيا بالأقدام إلى قمة جبل شمس وتحديدا منطقة حوض القطار التي تبلغ مسافة الوصول إليها 6 كيلومترات مشيا على الأقدام”. ويوضح العبري:” بعد أن توجهنا بالسيارة الى منطقة مسفاة العبريين وبعد أن تجاوزنا مدرسة المسفاة للتعليم الأساسي اتجهنا يمينا الى منطقة دار البيضاء بمسافة 5 كيلومترات تقريبا وهي قرية جبلية جميلة تحفها أشجار البوت ويعتمد أهاليها على الرعي وأكثر شيء تتميز به هذه القرية هو المراعي الخضراء”.
ويضيف العبري في سرده :” يأتي طريق حوض القطار مرورا بهذه البلدة وبالتحديد جهة الشمال ولا يمكن الوصول الى حوض القطار من غير دليل يوصلك إليه وهي مشكلة تتجدد في هذه القرى الجبلية نظرا لعدم وجود لوحات إرشادية ومعالم ترشدك الى الطريق كما أن بعض الطرق المؤدية إلى هذه القرى الجبلية تحتاج الى صيانة فقد كان الأجداد يقومون بصيانة هذه الطرق من خلال أموال موقوفة من أجل صيانتها وذلك من خلال وضع الحجارة و خشب الأشجار على الممرات الضيقة ويستخدم لأجل ذلك أخشاب شجر العتم والعلعلان لما يتميز به هذا النوع من الأشجار من متانة وقوة .”
ويتابع سعيد حديثه ووصفه للرحلة بقوله :” عند وصولنا بسيارة الدفع الرباعي لمنطقة دار البيضاء وبعد أن نزلنا من السيارة حملنا أمتعتنا على ظهورنا متجهين الى حوض القطار وسلكنا طريق المشاة علما بأن هناك طريقا خاصا بـ (الحمير ) وعادة ما يكون ممهدا وأقل وعورة نظرا للأغراض التي تحملها هذه الدواب ولكن غالبا ما يكون طريقا طويلا مقارنة بطريق المشي”. ويضيف العبري:” بتنا الليلة الأولى في منطقة رأس الدعن بالقرب من بركة مائية بمسافة ساعة من بداية طريق المشي بعد ذلك واصلنا سيرنا الى أن وصلنا منطقة الحرف وهي عبارة عن منطقة فاصلة بين وادي المدعام ووادي الملح وتتميز الحرف بارتفاعها الشاهق وانخفاض درجات الحرارة فيها وبكثافة الأشجار وبخاصة البوت والنمت والعلعلان والقفص وغيرها من الأشجار البرية ، وبالقرب منها توجد عين اللواية وقد قام مؤخرا مجموعة من الشباب ببناء بركة مائية بالقرب منها من أجل الاستجمام وسقي الحيوانات البرية وكذلك الانسان”.
ويواصل سعيد العبري قصته قائلا:” بعد أن استرحنا في الحرف توجهنا جهة ( القنة ) ونقصد بالقنة قمة جبل شمس مرورا بمسيبة العبريين والمسيبة هي منطقة ذات أعشاب خضراء وحشائش وكانت في الماضي محمية طبيعية يمنع فيها الرعي لأن سكان الولاية كانوا يجلبون من هذه المنطقة الحشائش والصخبر لحيواناتهم ، بعدها حطت رحالنا في حوض القطار وهو عبارة عن حوضي ماء أعيد تشييدهما من قبل أحد أهل الخير في الولاية بالإسمنت وقاعدة من الحديد حتى لا يتسرب الماء الى الأسفل مع وجود مكان مهيأ للجلوس:” ويوضح سعيد:” الشمس لا تصل الى الحوض بسبب أن الجبل يأخذ شكل الكهف، ولذلك فإنه في فصل الصيف يكون الماء باردا، والحوض يستمد ماءه من عدة مساقط مائية على شكل قطرات تسقط من الأعلى وبعضها ترشح من جوانب الجبل وهذا الماء دائم الجريان ولا يتأثر بالجفاف وهذا ما يميز الحوض”.
ويختتم العبري سرده لرحلته لحوض المطار بقوله:” الجو يميل للبرودة ونحن في فصل الصيف ، والمكان هادئ بحيث لا تسمع صوت إنسان في هذا المكان سوى تغريد الطيور وثغاء الأغنام وكانت زيارتي لهذه المنطقة الجميلة خلال فترة الصيف مع الأصدقاء”.