أثير – موسى الفرعي
ها أنا أترك في صمت الوداع هذا كلمات مثقلة بالأسى والحنين وأرسِّبُ فيه كرما جما وألفة ومحبة سمحة كلها تتجسد في ذكرى من كانه، إنه الأستاذ عبدالله اللمكي رحمه الله. ها هو يتركنا جاعلا باب الذاكرة مفتوحا على مساحة مضيئة بالعطاء والسند الكبير، لتمارس الذاكرة شغلها ووظيفتها في استدعاء ذلك الماضي البعيد بزمنه والقريب بجمال سيرته وآثار عمله، وها أنا أتبع هذا الذاكرة مسترشدا بالكلمات ولست أدري إلى أين وكيف.
التقيته قبل عامين يحتضنه منزله الكريم بأهله الكرام، كان محبا لعُمان ومبصراً أهمية الإعلام في بناء المجتمع والإنسان وراح يحثني لاستكمال المسيرة الإعلامية مستحضرا ماضي البدايات الأولى ويشدد عليها، كيف لا يفعل ذلك وهو من مؤسسي تلفزيون سلطنة عمان وقد عاصر صاحب السمو السيد فهد بن محمود آل سعيد،الذي كان وزير الإعلام في السبعينيات، وعمل آنذاك مديرا للبرامج ومخرجا للنقل المباشر قبل أن يخدم الوطن من جانب الآخر يتمثل في وزارة الإسكان.
بعد تنقله لوجه الدراسة من مولده وموطئ قدمه الأول زنجبار إلى القاهرة وهو ابن التاسعة وحتى استكمل دراسته بالمعهد العالي للسينما ومعهد الإذاعة والتلفزيون بالقاهرة في ستينيات القرن المنصرم إلى أن رسى إنسانه الكبير بمرافىء الحب الأكبر عُمان، مشتغلاً على وطنه العام ومكِّونا وطنه الخاص، تلك هي خارطة عمره الممتلئ بالعمل والمعرفة والعطاء
إنه الأستاذ عبدالله اللمكي – رحمه الله – كما عرفته، عرفته وطنيا محبا لبلده مخلصا له حتى الرمق الأخير، مشتغلا على ذاته وتطويرها وزارعا بذرة الوطنية والمعرفة والسعي لها في وطنه الخاص – العائلة – لينتقل إلى وطن خاص آخر فيضمن بذلك ديمومة عمله ورؤيته وينام بسلام مطمئنا على آثاره وخطواته في هذه الحياة والتي نراها اليوم وغدا.