بمشاركة 160 أديباً ، ومثقفاً من العراقيين في الداخل والمغتربين ، وكذلك من الشعراء العرب ، وتحت شعار “الشعر يحتشد للعراق” انطلقت صباح الخميس السابع من يناير فعاليات مهرجان المربد الثاني عشر على قاعة المركز الثقافي النفطي في مدينة البصرة ليستمر ثلاثة ، وحملت دورة هذا العام اسم الشاعر العراقي الراحل “رشدي العامل” ، كما تحتفي هذه الدورة بالناقد فاضل ثامر.
وقدمت فرقة الفنون الشعبية في البصرة أوبريت “العراق” ضمن فعاليات الافتتاح، فضلاً عن افتتاح معرضين فنيين، أحدهما فوتوغرافي ،والآخر تشكيلي لمجموعة من فناني المدينة، ومعرض للأعمال اليدوية تقيمه مديرية تربية البصرة، فضلاً عن معرض للكتاب، وستطرح خلال المهرجان أربع جلسات نقدية ، ستخصص الأولى للشاعر الذي حمل مربد هذا العام اسمه، وهو رشدي العامل، أما الثانية فستكون في قراءة المنجز النقدي للناقد فاضل ثامر، الثالثة ستكون تحت عنوان “التجارب الجديدة في الشعر العراقي” أما الرابعة فهي “الشعر والفنون المجاورة” حسب ما صرّح الشاعر كريم جخيور، رئيس إتحاد الأدباء في البصرة، مضيفاً أن عدد النقاد الذين سيقدمون أوراقهم هذا العام سيكونون بين 12 إلى 14 ناقداً، ويبدو أن الفعاليات لن تشمل زيارة بغداد كما كان معول به في الدورات السابقة بسبب ضروف التقشف ، وضعف الإمكانات المادية ، وكانت رئاسة المهرجان قد أعنت أسماء الادباء الذين سيتم إستضافتهم من العرب وهم: “د محمد البدوي ، نجاة المازني من تونس ، ومن مصر د أماني فؤاد عبد الحكيم ، د. رشا غانم، عاطف عبد العزيز مصطفى، محمد آدم، ومن المغرب زكية المرموق ، ونعيمة زايد ، وسيس محمد البلبال ، ومن لبنان مهدي منصور ، ومن سورية عبير سليمان ، ووفاء دلة، ومن اليمن أحمد الفلاحي”.
أما الشعراء العراقيين من المغتربين فهم “عبد الكريم كاصد، عواد ناصر،عبد الباقي فرج، ،شوقي عبد الامير، نجاة عبد الله، سعد جاسم بلقيس حميد حسن”.
تجدر الإشارة الى أن الإنطلاق الأول لمهرجان المربد كان في الأول من نيسان عام 1971 في بغداد، ولكن بعد عام 2003 نقل الى البصرة لأنها تمثل موقعه التأريخي ، ويستمد المهرجان عنوانه من سوق المِربَد التي كانت تقع في قضاء الزبير ضمن محافظة البصرة، وهي أشبه بسوق عكاظ قبل الإسلام، وكانت السوق مخصصة لبيع الإبل، والبغال قبل أن تتحول خلال العصر الأموي إلى ملتقى للشعراء ، والأدباء ، والنحاة الذين كانوا يجتمعون فيها ، وينظمون مناظرات شعرية ، وحلقات نقاشية ، وفكرية، وبخلاف الأسواق الأدبية الأخرى التي كانت مخصصة لأقوام الجزيرة العربية، كانت سوق المربد متسعاً لأعراق مختلفة من فرس ، وصينيين ، وهنود ، وأقباط فضلاً عن العرب، ومن أبرز شعراء المربد جرير ،الفرزدق ،بشار بن برد، وأبو نواس، كما أن الجاحظ، والكندي ،وسيبويه، والأصمعي، والفراهيدي كانوا من أشهر رواد السوق التي تعرضت إلى الإندثار قبل قرون.