أثير- سيف المعولي
نجح فريق طبي من أطباء كهربائية القلب والتمريض والفنيين في المركز الوطني للقلب بالمستشفى السلطاني في إجراء عمليات قسطرة بالتجميد لعلاج الرجفان الأذيني لأول مرة في السلطنة بحضور البروفيسور جوليان تشن الذي يُعدّ من المطورين الرئيسيين لهذه التقنية، حيث تم خلال يومين علاج ثمان حالات بنجاح.
حول هذا الإنجاز تواصلت”أثير” مع الدكتور نجيب بن زهران الرواحي استشاري أول أمراض قلب وشرايين وكهربائية القلب في المستشفى السلطاني الذي قال:” يُعدّ مريض الرجفان الاذيني أحد اضطرابات نظم القلب الأكثر انتشارا، حيث تشير الإحصائيات إلى إصابة واحد من كل أربعة أفراد يُصاب بهذا المرض مرةً في حياته. ومن فضل الله تعالى أن نسبة كبيرة من المرضى تستجيب للعلاج بالأدوية. لكن نسبة قليلة من المرضى لا تستجيب أو تحدث لهم مضاعفات من الأدوية. والحل الأمثل لهؤلاء المرضى هو القسطرة العلاجية.
وأضاف:” من مضاعفات الارتجاف الاذيني أنه يؤدي إلى آخر الدم في الأذين الأيسر مما ينتج عنه جلطة في الدماغ كنتيجة لانتقال الدم المتخثر إلى الشرايين المغذية للدماغ. ومن المضاعفات الأخرى الإحساس بخفقان القلب وهبوط في القلب.
وأوضح الدكتور في حديثه:” هناك نوعان رئيسان من القسطرة العلاجية للرجفان الأذيني: نوع يعتمد على كي أو حرق مصدر المرض في الأذين الأيسر، والنوع الثاني يعتمد على تجميد المصدر. ويتميز النوع الثاني بسرعة الاستجابة وقلة الخطورة، كما يتميز بسهولة التقنية وسرعة تعلمها من قبل الفريق الذي يجري العملية، وتتم القسطرة العلاجية بالتجميد للرجفان الاذيني في مختبر متخصص لعلاج نظم القلب الذي يوجد فقط في مركز القلب بالمستشفى السلطاني.
وقال الدكتور إن العملية تجرى من قبل فريق متمرس لهذا النوع من القسطرة، وخطورتها تكمن في إدخال القسطرة من الاذين الأيمن إلى الأيسر، حيث إن هناك نسبة 1% لإحداث نزيف حول القلب. لذلك تجرى العملية للمرضى الذين لا يستجيبون للعلاج الدوائي.
وأشار الدكتور في حديثه لـ”أثير” إلى أن العملية تُجرى تحت تخدير كامل المريض. وخلال العملية يُجرى تجميد حول الأوردة الرئوية في الاذين الأيسر إلى درجة 50 مئوية تحت الصفر. وتستغرق العملية ساعتين. ويصرح للمريض الذهاب إلى بيته في اليوم التالي للعملية.
وذكر الدكتور نجيب أن فريق العمل المؤدي للعملية يتكون من أطباء كهربائية القلب، والممرضين، الفنيين وطبيب التخدير.
وبسؤال لـ”أثير” عن ماذا يمثل لهم هذا الإنجاز أجاب الدكتور: يمثل تدشين هذه الخدمة نقلة جذرية لعلاج اضطرابات نظم القلب في السلطنة والحمد لله. وعلاج نظم القلب في السلطنة مفتوح لجميع المواطنين بدون تمييز حيث يقوم الفريق المتخصص بتجميع الحالات المتوقع استفادتها من العلاج.
وختم الدكتور حديثه قائلا: ” بكوني المؤسس للفريق المتخصص لعلاج نظم القلب بالسلطنة أشكر كل من أسهم معنا في هذا الإنجاز من الأطباء والممرضين و الفنيين، والفريق المساعد من الإداريين. وأخيرا وليس آخرا نشكر المرضى لثقتهم بنا، وشكرا لـ”أثير”.