الشارقة- شيخة المطيري
استضاف اتحاد كتاب وأدباء الإمارات أمسية شعرية عمانية اعتلى منصتها الشاعران خميس قلم وإبراهيم السوطي وكان ذلك مساء أمس الأحد 22 يناير 2017 في قاعة أحمد راشد ثاني في مقر الاتحاد بالشارقة. ورافق الإلقاء الشعري عزف على أنغام العود للفنان إبراهيم كركاز, وفقرة غنائية للفنان باسل دعبل وقدم للأمسية الشاعر والإعلامي أحمد الشامسي.
تراوحت الأمسية بين الإلقاء الشعري والحوار مع الشاعرين في حديث حول الكتابة والإبداع وشكل النص وتكاتف المعنى مع المبنى, بدأت الأمسية مع الشاعر خميس قلم والذي كان وكأنه يقرأ من ذاكرة البحر أو يراجع ما قالته وردة ذات رحيل , عيناه في الورق وقلبه هناك يقرأ من ديوان الألم قصائده المدهشة ومنها قصيدة ( عمش ) والتي يقول فيها :
الضوء يفيض عن حاجة الحجرة
منسكباً من سرة السقف
يكاد يخنق عينيك هذا النهار المزيف..
المصابيح مصادر حقيقية لضوضاء الألوان
لكنك تستطيع أن تتحكم فيها
كموت يضع إصبعه على زر قلبك
احضنيني أيتها العتمة..
وفي حديث لـ “أثير” يقول الشاعر عن الشعر والاحتفاء به : ” مقصر أنا في المتابعة الشعرية ولكنني على ثقة بأن هنالك أدوات وقنوات تخدم الشعر وتستطيع أن تقرب الصوت الشعري للمتلقي وأعني قنوات التواصل الاجتماعي وغيرها . لكن المشكلة ليست في وجود الشعر وحضوره, المشكلة في تشاغل الناس فقد أصبح الإنسان العادي غارقاً في الماديات وفي الجفاف المادي. وكم هو الإنسان بحاجة إلى أن يغطس في بركة الشعر لكي يبلل هذا الجفاف.. الشعر موجود ولكن التوق لم يعد موجوداً .. أو ربما هناك أزمة متخلقة بين الشاعر والمتلقي وإنني أرى بعض الشعراء يغوصون في عوالمهم الغامضة والتي وإن كانت لها قيمة شعرية كبيرة إلا أن المتلقي إذا لم يدفع بنفسه للغوص في هذه العوالم فإنه لن يتواصل ولن يستمتع بعالم الشعر..
وإنني أرجو من ” أثير” أن تستمر في سيرها لتعزيز السبيل إلى مشهد ثقافي رائد وحركة أدبية متميزة وأنا شخصياً أكبر فيها هذا الحضن المفتوح لكل الأصوات العربية من خلال مهرجانها المميز ”
أما الشاعر إبراهيم السوطي فقد أضاء الأمسية بمسقط .. وهو يفتح شباك الحياة والحب .. يسير في شوارعها وتسير الأمسية معه .. متكئين على خاصرة القصيدة .. متأبطين رائحة الشمس..ومن قصائده ( رسالة إلى قلب مسقط ) ومنها :
أمسح الدمع أمسح الأطلالا
أمسح الدهر من ضلوعي سالا
وحدتك الضلوع في الفن عشقاً
فنفيت الأشباه والأمثالا
مسقط مسقط لعينيك وحدي
ولوحدي عيناك تهدي الجمالا
مسقط تفرش الشوارع عمري
فتمشي أناقة ودلالا
أعذب الحب أن يكون حراماً
وحرام بأن يكون حلالاً
وعن الشعر لـ “أثير” يقول : ” في الأمسيات نحتفي بالشعر ولو أننا أحياناً لا نحتفي بشكل حقيقي حين نفكر فقط في أن نقيم أمسية .. لكن الحياة لا يجب أن تكون صامتة والشاعر يريد أن يكون تحت الضوء الشفيف . أرى أن أمر الاحتفاء بالشعر والشعراء يحتاج إلى مزيد من العمق والتفكير بواقعية.
أشكر أثير وممتن جداً لها وهي تتقن فن مطاردة الشعراء وكم أحب هذه المطاردة الجميلة والتي تمنح الشاعر فرحاً وقيمة وتعزز تعميق حب الشعر والاهتمام بقيمته وتمنحنا ما نحتاجه ”
وفي ختام الأمسية قامت الشاعرة الهنوف محمد رئيس اللجنة الثقافية بالاتحاد بتكريم المشاركين في الأمسية.