أحمد بن عبدالله الشبيبي- أخصائي استشارات أسرية وتربوية
هناك بعض النقاط الخاصة بالزوجة وصفاتها النفسية ينبغي توضيحها، وسأطرح بعض المواضيع من تجربتي المباشرة مع الأزواج وبخاصة في مسألة الإرشاد الزواجي وحل الخلافات الزوجية التي تكون بين الزوجين ، فكثيرا من المشاكل وبخاصة التي تعاملت معها مباشرة والتي تحدث بين الزوجين تدور في إطار واحد وهو الصفات النفسية لكل من الرجل والمرأة وهنا من الضروري جدا أن كل واحد منهما أن يتعرف على صفات الطرف الآخر.
هناك من يشبه بعض الجوانب النفسية للمرأة بأمواج البحر حيث تتراوح عواطفها ومشاعرها بالارتفاع الشديد عندما تكون مسرورة مبتهجة لتعود مشاعرها بالانخفاض عندما تنزعج وتضعف ثقتها بنفسها وما تلبث مشاعرها أن ترتفع من جديد وهكذا كأمواج البحر المتقلبة.
وعندما ترتفع هذه المشاعر وتعظم من ثقتها بنفسها فإنها تكون مصدرًا لا ينضب للحب والتضحية والعطف والحنان ، وهناك من يشبه انخفاض مشاعر المرأة وعواطفها وكأنها تنزل في بئر أو جب عميق مظلم حيث تدخل المرأة في حالة سوداوية من التشاؤم وضعف الثقة بالنفس.
إن الرجل عندما يحب زوجته فإنه يشعر بالأمل الكبير والسرور وهو قريب منها ولكن هناك من الرجال من يظن مخطئا أن مشاعره هذه ستدوم بنفس الشدة والقوة مدى العمر وفي كل الأوقات ويعتقد بأن البحر سيبقى على حاله بدون أمواج ولا شك هنا بأن الحياة مليئة بالمتغيرات الكثيرة التي تعصف بحياة الناس ومشاعرهم.
نزول الزوجة في البئر ليس بحد ذاته مشكلة تحتاج إلى حل وإصلاح من قبل الرجل وإنما هو أمر طبيعي كتبدل حالة الطقس وتبدل أمواج البحر وهو فرصة مناسبة ليقف الرجل فيها مع زوجته ويظهر لها دعمه وتأييده ومحبته.
ومن الأخطاء التي يقع فيها الرجل في فهم طبيعة المرأة وتقلبات مزاجها أنه عندما تخرج المرأة من البئر وتعود فجأة لطبيعتها الخيرة والمحبة فإنه يعتقد مخطئا أن تحسن مزاجها دليل على أن كل المشكلات التي كانت تحدث عنها قد حلت فإذا به يفاجأ عندما تعود الزوجة للمزاج السابق حيث تبدأ من جديد رحلة النزول إلى البئر وإذا بها تشتكي من نفس الأمور التي ظن هو أنها قد حلت وقد يشعر الرجل عندها بالاضطراب.
وقد تكون من العلامات الأولى لبداية نزول المرأة إلى البئر أنها تصبح أكثر رغبة في تملك زوجها والسيطرة عليه فنجدها مثلاً تلازمه في كل عمل أو تلح عليه بالمرافقة لكل مكان يذهب وهنا سنوضح بعض كلام المرأة الذي ترافقه مشاعر معينة تنتابها وهو عدم الأمان ويمكن أن تقول إني أحتاج لمساعدتك أكثر وتشعر بالقلق وتقول كيف يمكنني أن أفعل هذا وينتابها اليأس وتقول لا أظن أن هناك من يمكن أن يفيد.
نسمع أحيانًا عن زوجين لم يسمع بهما أحد بأنهما اختلفا وتنازعا فيما بينهما ولكن فجأة يطالبان بالانفصال والطلاق، وقد مرت عليّ شخصيا كم حالة لزوجين كبيرين في العمر وقد يكون عمر زواجهما 30 سنة وقد عاشا حياة زوجية ناجحة ولكن بشكل مفاجئ وقع الطلاق بينهما ولا تُعرف الأسباب.
إن الإنسان عندما يكبت مشاعره السلبية هناك احتمال كبير أن تنكبت معها أيضا الكثير من المشاعر الإيجابية ويختفي الحب بين الزوجين.
وهنا يمكن للزوج أن يساعد زوجته وهي في البئر من خلال عدم اعتراضه لنفسياتها وألا يلومها على تقلب نفسيتها وأن يتعلم كيف يقدم لها العون والمحبة والرعاية المناسبة وعليه أن يتحمل منها العواطف السلبية وأن يحبها وهي بكل النفسيات.