فضاءات

الشيخ حمود السيابي يكتب: الإطلالة السامية على درب البشارات واستباق المواسم

Atheer - أثير
Atheer - أثير Atheer - أثير

‏رصد – أثير

كتب الشيخ حمود بن سالم السيابي مقالًا عن الإطلالة السامية لجلالة السلطان يوم أمس أثناء استقباله للرئيس الفلسطيني محمود عباس.

“أثير” رصدت مقال الشيخ وتضعه نصًا للقارىء الكريم.

‏”اختاروا زرع الشقاق بين إخوة السلاح في الضفة والقطاع واخترنا أن نهدي الطفل في رام الله حقيبة مدرسية عليها رسمة لقبة الصخرة المشرفة، ونقدم للطفل في خان يونس كراسة وفرشاة وعلبة ألوان ليرسم مآذن القدس ووجه المسعفة الفلسطينية رزان النجار والكوفية الفلسطينية لأحمد ياسين.

‏واختاروا حشو البندقية الفلسطينية برصاص يغتال الصدور الفلسطينية واخترنا حشو حقائب التلاميذ بأقلام الرصاص لكتابة النشيد الفلسطيني.

‏وفي كل مرة ينشغلون في تأليب هذا الفلسطيني على ذاك وننشغل برفع العلم الفلسطيني على سارية مدرسة نبنيها في المدن الصابرة، ونعلي الهلال الأحمر الفلسطيني على عيادات نفتحها في القرى المنتفضة لنضمد الجروح النازفة.

‏وبينما يملأون فضائياتهم ضجيجا بالتأييد المفخخ، كنّا نتخير للأقصى الشريف ميكرفونا يمد تكبيرات المؤذنين إلى السماء، ونعيد تركيب أجراس للمدارس بنفس رنين أجراس كنيستي المهد والقيامة.

‏وقبل أن تسقط القدس كان سلاطيننا يزورونها، فهواء فلسطين يمر على مرقاة النبي، فيتنفسون فيه الفردوس، ويطوف الهواء بقبة الصخرة فيعبق بالأنبياء، ويتعطر بالمنائر فيشمون فيه الفاروق والوليد بن عبدالملك وصلاح الدين.

‏وبعد أن سقطت القدس كان سلاطيننا يدعمون تحريرها بالمطالبة بالتمسك بالأرض وبالثبات في المكان، وبإبقاء مفاتيح البيوت قلائد تتدلى من الرقاب لتتدفأ بها القلوب صباح مساء.

‏وبقدر ما تتغير مواقفهم بتغير الأمزجة والأهواء، لن يجد السياسي الفلسطيني في مسقط تلوُّناً في الوجوه التي يلقاها، ولا تباينا في المواقف التي يستمع إليها، بل سيرى ذات الوجوه وسيصافح ذات الأيادي البيضاء.

‏ولقد دق الكثيرون إسفينا في فلسطين ليباعدوا بين الفلسطيني والنصر، وغرسنا نخلا في غزة وتعريشات ياسمين في الضفة لنجعل حلم العودة ممكنا.

‏وزيارة السيد محمود عباس للبلاد هي إطلالة على بلاد الثبات على المبادئ وضمن هذا الزرع للنخل وهذا السقي لتعريشات الياسمين.

‏ويبقى اللافت في الزيارة الفلسطينية هذه المرة اقترانها بالإطلالة السامية ما يجعلها فرحة كبيرة لنا، وبشارة أكبر لفلسطين.

‏وبهذه الإطلالة السامية الكريمة تستبق عمان أعيادها وتستبق فلسطين المواسم.

Your Page Title