أثير- سيف المعولي
قال سعادة علي بن فهد الهاجري سفير دولة قطر في السلطنة بأن العلاقات بين البلدين تميزت بعمقها في شتى المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية، فعلى الجانب السياسي تتميز العلاقات بين البلدين بانسجام تام يصل إلى التطابق في معظم القضايا، فلديهما فهم مشترك مبني على احترام القوانين والمواثيق والأعراف الدولية والتأكيد على حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، وحل المشاكل بالحوار سعيًا إلى تعزيز السلم والأمن العالمي.
وأضاف في حديث لـ “أثير” : على الجانب الاقتصادي هناك نموٌ واضحٌ ومضطردٌ في هذا المجال، وكل متابع لهذه العلاقة يرى تطورها في السنوات الأخيرة حيث انتقل العمل في المجال الاقتصادي إلى شراكة حقيقية سواءً كان ذلك على المستوى الرسمي أو مستوى رجال الأعمال وقد أقرت القيادتان الساميتان عددًا من المشاريع الكبرى مثل مشروع كروة للسيارات ومشروع تطوير وتشغيل محجرين للجابرو في منطقة خطمة ملاحة، ومشروع ديار رأس الحد وهو مشروع سياحي متكامل، وشركة الميرة للمواد الاستهلاكية التي بدأت في التوسع داخل السلطنة حيث بدأت في بناء فرعها في العامرات وشركة أوريدو وبنك قطر الوطني، ونتمنى أن نشهد المزيد من التطور في هذا المجال خاصة وأن مجال العمل والمشاركة بات مفتوحا بين رجال الأعمال في البلدين تحت إشراف مجلس رجال الأعمال وبدعم من الغرف التجارية في البلدين.
وذكر سعادته بأنه مع تطور العلاقات بين البلدين قامت الخطوط القطرية والطيران العماني وطيران السلام بزيادة عدد الرحلات الشيء الذي انعكس إيجابًا على الجوانب الاقتصادية والسياحية والاجتماعية، كما أن البيانات الإحصائية تُظهر أن التعاون الاقتصادي بين البلدين قد تضاعف خلال الآونة الأخيرة في كثير من القطاعات الاقتصادية؛ فوفقًا لبيانات وزارة الطاقة والصناعة القطرية، فإن الفترة الماضية شهدت تضاعف حجم التبادل التجاري ليبلغ حجم الاستثمارات المشتركة بين البلدين 5٫5 مليار ريال قطري.
وأوضح سعادته بأن أبرز ما تم بين البلدين خلال العام 2018م يتمحور حول اجتماع اللجنة المشتركة في الدوحة وبمشاركة الجهات الرسمية في البلدين، كما عقد عدد من المعارض التجارية والاقتصادية، وتم العديد من تبادل زيارات الوفود، كما تم توقيع عدد من الاتفاقيات ومنها على سبيل المثال مذكرة تفاهم تتعلق بمجالات الإنتاج الغذائي والتسويق والاستثمار المشترك وتصدير المنتجات العمانية إلى قطر، وقيام وفد تربوي قطري بزيارة للسلطنة إلى جانب توقيع دولة قطر ممثلة بالهيئة العامة للطيران المدني على بروتوكول يقضي بتعديل بعض أحكام اتفاقية النقل الجوي بين البلدين، فضلا عن مشاركة عدد كبير من الشركات العمانية في معرض المنتجات الدولي الذي أقيم في الدوحة خلال شهر أكتوبر الماضي. كما احتضنت الدوحة أعمال اللقاء القطري العماني المشترك بين رواد الأعمال، بمشاركة واسعة من نخبة من رجال الأعمال والمستثمرين وعدد من المسؤولين في القطاعين العام والخاص، إلى جانب عدد من رواد ورائدات الأعمال من البلدين، وهناك معرض “صنع في قطر” الذي من المتوقع إقامته في بداية شهر ديسمبر القادم بمشاركة أكثر من 240 شركة قطرية وقد يتم خلاله الإعلان عن البدء في بعض المشاريع في السلطنة.
وأكد سعادته بأن المسؤولين في البلدين يؤمنون بضرورة الابتكار لإيجاد وسيلة للتكامل في المشاريع الاقتصادية والاستثمارية وبقية القطاعات الأخرى، وأن يرى أبناء البلدين سنويا تطويرا لهذه العلاقات في كافة المجالات، قائلا: نعول كثيرا على القطاع الخاص للقيام بمبادرات ذاتية مستفيدا من الدعم الحكومي لهذا التوجه وفقا للرؤية السامية لقائدي البلدين، ونأمل بشكل خاص دعم مبادرات رواد الأعمال في البلدين للعمل معا وخلق شراكات جديدة، ولا بد لي أن أشيد بهذا الجهد الرائع من رواد الأعمال في البلدين فلهم مني جزيل الشكر.
من ناحية أخرى قال سعادة السفير القطري بأن التطور التقني عبر الفضاء الإلكتروني يُعدّ سلاحا ذا حدين “سلبا أو إيجابا “، موجهًا رسالة لمستخدميه تتمثل في أن يتم استخدام هذه التكنولوجيا بطريقة إيجابية تربط أبناء البلدين بمحيطهم الإقليمي والعالمي على أسس من الاحترام المتبادل والفهم المشترك وتعزيز الروابط الثنائية وتقوية انتمائهم لثوابتهم، وضرورة العمل على الاستفادة من هذا التطور في تقوية أواصر المحبة والترابط بين شعوب العالم أجمع لكي ينعم الجميع بأمن وسلام في عالم تسوده الحكمة والاحترام، بالإضافة إلى مواكبة المستجدات على هذا الصعيد والاستعانة بالتطور التقني في هذه الفضاءات المفتوحة فيما يفيد البلدين من خلال طرح الأفكار المبتكرة على كافة الأصعدة والمجالات للاستفادة المثلى منها.
وفي ختام حديثه لـ “أثير” وجّه سعادته تهنئة للسلطنة حكومة وشعبًا بمناسبة العيد الوطني الثامن والأربعين المجيد قال فيها: أرفع أسمى آيات التهنئة القلبية والواجبة لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد -حفظه الله وأبقاه- ولكافة أفراد الشعب العماني الشقيق بهذه المناسبة، متضرعًا إلى الله عز وجل أن يديم على الجميع الصحة والسعادة، وأن يسدد على طريق الخير خطاكم وأن يحفظ عمان قيادةً وشعبا، مع خالص الأمنيات بأن تعود هذه الذكرى العزيزة والسلطنة مستمرة بخطوات واثقة نحو المستقبل المشرق بإذن الله.