أثير – ريما الشيخ
من أول خطوة لها في الهندسة الكيميائية والعمليات الهندسية، كانت تتميز بطموحها للوصول بخبراتها العلمية لتكون المرأة المناسبة في المكان المناسب.
إنها الفاضلة سهام الحضرمية التي التقت بها “أثير” لتروي لنا قصة نجاحها منذُ مباشرتها بالعمل في شركة تنمية نفط عمان لتصبح أول عمانية تترأس فريق هندسة العمليات بمكتب التصاميم الهندسية الأولية، حيث بدأت حديثها بالقول: بعد تخرجي من جامعة السلطان قابوس بدرجة البكالوريوس من الهندسة الكيميائية والعمليات الهندسية، التحقتُ بالشركة تحت مسمى مهندسة إعداد التصورات الهندسية في 2008. ففي بداية عملي كانت مسؤولياتي تقتضي التعامل مع تحديات متعددة في مجال النفط والغاز والأنشطة الفنية في دائرة البنية الأساسية الأمر الذي ساعدني في تكوين مفهوم وطيد للجوانب الفنية في إنتاج النفط والغاز.
وتضيف: بعدها في عام 2013 أتيحت لي فرصة الالتحاق بالدفعة الأولى من البرنامج المخصص للدراسات العليا الذي جاء بمكرمة من جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم حفظه الله ورعاه للمميزين من الشباب العماني، فالتحقتُ بدورة متقدمة للدراسات فوق الجامعية في الهندسة الكيميائية في جامعة مانشستر في المملكة المتحدة في برنامج مدته سنة كاملة. بعدها التحقتُ مجددًا بالشركة وواصلت مهامي في قسم التصاميم الهندسية الأولية كمهندسة تصاميم أولية حيث أُتيحت لي مسؤولية تقديم الدعم الهندسي لمشاريع كبيرة منها مشروع “جبال خوف” ومشروع “رباب هرويل”، وذلك قبل أن انتقل إلى وظيفتي الجديدة كرئيسة فريق هندسة التصاميم الأولية.

وأوضحت سهام بأن رؤية مكتب التصاميم الأولية في الشركة تتمثل في أن يشار إليه بالبنان في المنطقة كمكتب تصاميم هندسية من الطراز العالمي في صناعة النفط والغاز يقدم الدعم لأنشطة الشركة بواسطة مجموعة من أفضل المهندسين المتخصيصين، مؤكدة بأن العمل بمكتب التصاميم يتطلب الإلمام بكل الجوانب الفنية في التصاميم الهندسية مما يجعله تحديا كبيرا للملتحقين الجدد، قائلة: بالمثابرة والتطور المستمر نجحتُ في اكتساب الخبرة من تلك التحديات.
أما عن مهامها الوظيفية الجديدة، فقالت الحضرمية بأنها تشرف على أكثر من 65 مهندسا يعملون في مشاريع متعددة والتأكد من أن الجوانب الفنية المعمول بها في المكتب قد اكتملت في الوقت المحدد لها وفق قواعد السلامة والجودة المعمول بها في الشركة، مشيرةً إلى أن عملها يتطلب التعمق في تقييم المخاطر المتعلقة بأنشطة العمليات والتأكد من أن تركيز الفريق ينصب في أماكن الخطورة لضمان النجاح المطلوب.

وبينت سهام أثناء حديثها لـ “أثير” بأن إحدى خططها كرئيسة فريق هندسة العمليات هي تطوير طاقم من الشباب العماني يشار إليه بالبنان في الأنشطة الفنية المتعلقة بالتصاميم الهندسية والتأكد من تطبيق المعايير الدولية والدروس المستفادة من المشاريع السابقة من أجل تحسين وتطوير الناتج الفني منهم.
وعن رأيها بخصوص الدراسات التي تؤكد أن النساء أفضل من الرجال في الإدارة، وهل المرأة العمانية قادرة على أن تكون أفضل من الرجل في الإدارة، قالت: “برأيي هناك اختلافات في أنماط الإدارة بين النساء والرجال من حيث الطبع والتكوين في مجال العمل ولكل منهم مزاياه وعيوبه، ويرجع ذلك إلى كيفية التكيف مع أسلوب الإدارة الشخصية التي تتضمن تلك الفروق الدقيقة في العمل بهدف أن يكون مثاليًا، لذلك لكل مدير رؤيته التي قد تتعارض أو تتوافق مع أهداف الموظف، ولكن المدير الناجح هو من يستطيع الجميع التوافق معه”.
وذكرت أيضًا بأن المرأة في السلطنة تحظى باهتمام بالغ من القيادة الرشيدة منذ فجر النهضة المباركة بمشاركتها في كافة مجالات العمل، حيث ساعدها ذلك في القيام بدور مهم في التنمية الشاملة ودفع عجلة التنمية إلى جانب الرجل وتعزيز دورها الوطني في مختلف ميادين الحياة باعتبارها عضوا فاعلًا أساسيًا في المجتمع. لذلك تؤمن سهام بأن إدارة المرأة العمانية لا تقل في الكفاءة عن إدارة الرجل إن لم تكن أفضل وذلك على سبيل المثال وجود قيادات نسائية ناجحة ومؤثرة ضمن فريق الإدارة العليا في شركة تنمية نفط عمان.
وقدمت سهام نصيحة للمرأة العمانية قائلة: “اعرفي نفسك فالشخص الناجح هو الذي يعرف نفسه جيدًا بنقاط قوته وتوظيفها ونقاط ضعفه وتحسينها، كوني مستعدة دائمًا لمواجهة تحديات جديدة حتى إن لم تكوني متأكدة من الاستعداد الكامل، كوني مستعدة لاغتنام الفرص حين تأتيك لأنها تمثل اللحظة الرئيسية للتعلم”.
وفي ختام حديثها لـ”أثير” ذكرت الحضرمية” :أتمنى أن تكون قصتي ملهمة للمرأة العمانية للارتقاء بنفسها، وتطوير ذاتها، وإثبات جدارتها، والتفوق في كل المجالات التي طرقتها، وأنه لا بد من تحديد الأهداف إذ لا يمكن الوصول للنجاح أو تحقيق أي شيء في الحياة من دون أهداف يتم تحديدها مسبقًا، بالإضافة إلى ذلك لا يصل الموظف إلى غايته دون أي تعب، أو عمل شاق، بل ينبغي التفاني في العمل، والالتزام به، بالإضافة إلى تقبل النصائح من الآخرين وأخذها بعين الاعتبار.